رأي

علي أحمد يكتب: من في البلد أقذر من هذا الولد؟!

علي أحمد
علي أحمد

في البدء لابُدّ من تقديم الاعتذار لكل من يقرأ هذا المقال، ليس فقط لأن الضرب على الميت حرام، بل أيضًا لأن اليوم (جمعة) وهو من الأيام المفترجات، التي يجب أن يلتزم فيها المرء بالعفِّة والأدب قولًا وفعلًا، ولا يوجد ذنب وخطيئة أكبر من أن يكون موضوع مقالي في هذا اليوم (أردول)، والذي تحول اسمه إلى صفةِ؛ فرط سوءاته ومخازيه العديدة، صفة ذميمة؛ محاولة شرحها وحدها تبطل الوضوء وتستوجب المغفرة من الله.
وأردول هذا، أو لص المعادن كما اشتُهِر بذلك في مواقع التواصل الاجتماعي، يجمع داخل نفسه الأمّارة بالسوء وبكل خرابٍ وحرام، صفاتٍ كثيرة تحمل التنافر والتضاد بداخلها، فهو طموح؛ وهذا أمر حميد، ولكنّه متسرعٌ نزق و”ميكافيلي” وقح، يستخدم كل أساليب الوصولية والانتهازية وجميع الوسائل القذرة من أجل الوصول إلى غاياته الذاتيِّة الرخيصة، وقد وصلت به انتهازيته درجة أن يُقدِّم نفسه خادمًا للكيزان الذين قتلوا أهله، فسلم نفسه لهم واستخدموه حتى قضوا وطرهم منه؛ ثم تخلصوا منه كخرقةٍ مُتسخة وقذفوا به إلى سلة المهملات. هذا بالطبع؛ إضافة إلى افتقاده الحياء والكرامة الشخصيِّة، وما يتميَّز به من قُدرة غير طبيعية في التآمر والغدر والضرب في المناطق الحسّاسة التي يأنف الشجعان والأسوياء المساس بها، كذلك قدرته في صنع الأعداء وخلق الخصوم والفتك بهم بالأكاذيب والدس والدسائس؛ مع احساسٍ عالٍ يتملكه بالدونية، يأتي هذا مترادفًا في آن مع توهّم نرجسي مرضي بالتضخم والأهمية، ناتجٌ عن استتفاهٍ واحتقار كبير لذاته المهشَّمة، في سلوكٍ اضطرابي وازدواج مرضي لا تحتمله نفس واحدة.
كل هذا مع تذاكٍ غبّي يشتهر به، فهو يسرق وينهب، وعندما يُفتضح أمره؛ يخرج ممارسًا ابتزازه الرخيص:”انّهم يستهدفوني بسحنتي ولوني”؛ وكأنه يعيش في مقاطعة بيضاء، وكأنه في أرض “البيضان” لا أرض السودان!، وكأن السودان ليس أرض السود. ولا شكّ عندي لو أن أحدهم قرّر التوثيق لهذه الحقبة المشؤومة من تاريخ البلاد بطريقة أكثر إنصافًا، فإنّه حتمًا سيذكره كأول أسود يعيش في أرض السود ووسط السود ويطالبهم بأن يدفعوا له فاتورة أصله ولونه، الذي هو في حقيقة الأمر أصلهم ولونهم!!

أمس الأول شاهدت له مقطع فيديو يحمل شعار قناة (الانقلابيين) – قناة الزرقاء الفضائية؛ التي تبث من القاهرة- وكان يتحدث مُهاجمًا مِنبر (جدة) التفاوضي واتفاق الالتزام الانساني، ويذكّي نيران الحرب ويصر إصرارًا غريبًا على استمرارها، كان يتفوه بهذا الحديث ويقف هذا الموقف اللاإنساني دون أن يرمش له جفن، ولم لا؟ فهو بسبب “الكوزنة” والفساد فقد ما كان متبقيًا فيه من بقايا إنسانية، وأصبح كوزاً قميئاً بلا عقل، وبلبوسا كريهًا بلا قلب، حيث كان يرُدد قائلًا: (المواطن مُتقدِّم على الجيش، فالناس الآن ترفض أن يقال لها السلام وإيقاف الحرب، لأنها تعرضت للاغتصاب والسرقة والقتل). يقول قوله هذا وهو يتدحرج حتى وصل إلى حدود أسيفة ومثيرة للشفقة والبصق في آن، قائلًا وهو يُهدد: (إذا لم ينتصر الكيزان فستتحول الحركة الإسلامية إلى حماس؟). قالها الرجل العار هكذا بفمه وبكامل أهليته وإرادته، متوافقًا تمامًا مع شعار نظام “الإخوان” التأسيسي: (أما أن نحكمكم أو نقتلكم)!
وأردول الذي أطاح به البرهان من منصبه – لأسباب شخصيةٍ بحتة؛ ليست مُتعلقة بفساده، فبرهان نفسه يتعامل مع المال العام كغنيمة، وإنما أطاح به بسبب إساءة شخصية مسربة وجهها اللص نحوه – لتتوقف بعدها حنفية الفساد، فأصبح في حاجة شديدة لحكم الكيزان لضمان استمرار تدفق صنبور الفساد، وأيضًا لعرقلة أي مشروع يؤدي إلى الانتقال الديمقراطي، لأنه يعلم تمامًا أنّه سيواجه السجن الطويل غير المشروط، ليس انتقامًا أو تشفيًا منه، ولكن لتورطه في جرائم وفظائع عديدة، إذ أنه وبخلاف فساده وسرقاته المشهودة التي يشهد عليها لسانه قبل أي أحد آخر، فهو أيضًا مشارك في أدوار كبيرة لمصلحة الكيزان الإنقلابيين، وأدوار أخرى لمصلحة الانقلابي كاره المدنية والمدنيين “الكباشي”، تتعلق بالإعداد لحرب 15 أبريل. وهو يمتليء بالخزي والجرائم والفضائح التي تُكلله من رأسه إلى أخمص قدميه، حتى صارت حياته عبارة عن سلسلة فضائحية متواصلة، يخرج من سرقة إلى فضيحة، ومن فضيحة إلى مصيبة، يكشف ويفضح فيها نفسه بنفسه، وكأن وليًا من أولياء الله قد دعا عليه بنزع السِتر الإلهي!

حقيقة أضحكني وأسقطني ضحكاً حين تقمّص شخصية الخبير والمحلل السياسي، وهو يعيد مجمل خطاب الكيزان البلابسة، قائلًا: (منبر جدة صاحبه تعتيم على مجريات التفاوض؛ بقصد عزل وفد الجيش عن أكبر قاعدة شعبية يتمتع بها ليخرج باتفاق مثل هذا)! قالها بذات تعابير وغطرسة وصلف وعنجهية الكيزان، ويا سبحان الله: الذي خلق من الوردة ناساً / ومن الأقذار ناساً خلقا.
لم تتوقف صفاقة وحقارة هذا اللص عند هذا الحدود المتدنية، بل ذهب بعيدًا وهو يتقرب زلفى لأسياده الجُدد (الكيزان)، قائلًا: (أغفل التفاوض اتفاق جولة مايو 2023؛ الذي وافقت فيه قوات الدعم السريع علي الخروج من منازل المواطنين والأعيان المدنية). تفوّه بها بصوتِ خبيرٍ في التفاوض المحلي والاقليمي والدولي، وهو يضخِّم صوته ويشير بكلتا يديه، وكأنه قد أكتشف ما بعد “الفيمتو ثانية”، ناسيًا أنّ صوته هذا قد خبره الناس من قبل عبر تسجيلاته الصوتية المبذولة على كافة الوسائط، فعرفوا من هو.. وكم سعر طبقة صوته؟!
هذا المتضخم سحتًا والفارغ فؤداً والفاقد لكل فضيلة ومكرمة والناقص أخلاقيًا ومعرفيًا .. هذا الدعي السروق يريد أن تستمر الحرب ويموت الآلاف وربما الملايين من أجل أن يهرب بسرقاته، مُتخذاً في ذلك منطقًا أعوجاً يعكس لصوصيته كما طفيليته، مُرددًا حديث الكيزان الكذبة: (اغتصاب الحرائر.. الأعيان المدنية، بيوت المواطنين)، وهو لا يعلم لخفة في عقله وبلاهة يشتهر بها، أنّ حججه هذه – وهو كذوب مثلهم – تُعتبر من أول الأسباب التي تستدعي العمل على وقف الحرب وفورًا، وليس استمرارها كما يريد ويُردد!

النقطة الأخيرة التي أثارها لص المعادن سأتركها لكم، ليس لأنني لا أود التعليق عليها، بل لأنها ستعكس لكم المنحدر السحيق والبئيس الذي وصل له هذا اللص الحقير، وهو منحدر أسأل الله أن يأخذ حياتي في التو واللحظة من أن أعيش وأرى عزيزاً لدي قد وصل إليه، وأجزم بعد الذي سمعته، لو أنّ “أردولاً” هذا قد أتى إلى هذه الحياة في صورة أنثى، لما امتهن غير الدعارة وظيفة ومعيشة له!
حيث قال متناولًا الفقرة التي طالبت بالقبض على الهاربين من السجون: (إنّ من خرجوا من السجون لا علاقة لهم بهذه الحرب، وكلنا نعلم أنهم بعد خروجهم قد وقفوا وانحازوا إلى جانب الجيش في هذه الحرب).
فمن بالله عليكم في كل البلد أقذر من هذا الولد؟
واستغفر الله لي ولكم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ