تقارير وتحقيقات

استخراج الأحشاء وقضم الكبد.. استهداف لـ “حمدان” على أساس الهوية

تقرير- الجماهير

يبدو أن قوات الجيش لا تزال تعيش في غيبوبة عن تطورات حقوق الإنسان وشرائع القانون الدولي الإنساني التي تُجرم قتل أسير الحرب، بحسب هذه القوانين، فإن قتل الأسير يعد جريمة حرب، وهي إحدى الجرائم المحرمة دوليًّا ناهيك عن التمثيل بجثته ومضغ كبدته مع توثيق دقيق لتلك المشاهد البشعة.

رغم أنف هذه الشرائع الدولية أقدم الجيش على قتل الشاب “حمدان محمد علي بدوي” في منطقة العزازي بولاية الجزيرة  قبل  التمثيل بجثته، إذ بقرت البطن لاستخراج الأحشاء ومضغ الكبد.

ولد القتيل حمدان محمد علي بدوي بقرية “هبيل الطرور” التابعة لمحلية الفردوس بولاية شرق دارفور في العام 1990م، درس الخلوة في قريته ثم التحق بخلاوي “المناقل” في الجزيرة، حتى حفظ القرآن ثم عاد  إلى قريته وتزوج وأنجب ولدًا وخمس بنات، ودرج على العودة إلى المناقل سنويًا لتدريس القرآن بمقابل مادي.

تنفي زوجته أن يكون حمدان عسكريًا في قوات الدعم السريع، ولكنه ذهب إلى عمله كمدرس قرآن في منطقة المناقل.

هوية حمدان

من المعلوم أن القوات المسلحة درجت، ومنذ بداية الحرب، على تمييز المواطنين السودانيين على أساس الهوية الجغرافية والاثنية، وراح ضحية لذلك العديد من المدنيين المنحدرين من غرب السودان عمومًا ودارفور خصوصًا. إذ جرى تصنيف قبائل بأكملها بوصفها حواضن للدعم السريع، ونتيجة لذلك تم استهداف أفراد هذه القبائل في مناطق سيطرة الجيش، بالسجن، والتصفية، والتعذيب، ومداهمة البيوت، بل والتمثيل بالجثث.

تتناقض الروايات فيما يخص انضمام حمدان للعسكرية من عدمه، حيث تقول الرواية الأولى؛ إنه مواطن يعمل في تدريس القرآن. فيما تقول الرواية الأخرى إنه انضم لقوات الدعم السريع قبل شهور عن طريق الاستنفار ونتيجة لمضايقة وجدها من استخبارات الجيش أثناء حركته في ولاية الجزيرة، لجهة انحداره من ولاية شرق دارفور التي تعتبرها القوات المسلحة منطقة حاضنة لقوات الدعم السريع.

ويقول “جادة فضل الكريم” وهو رفيق حمدان لحظة الاغتيال، لصحيفة الجماهير، “إنهم تحركوا بعربة من منطقة القطينة إلى منطقة المناقل وفي قرية العزازي وجدوا أربع عربات تتبع للجيش  ليدخلوا مع القوة في اشتباك انتهى بإصابة حمدان بجروح  وانسحاب مرافقيه”.

ووصف العمدة يوسف آدم يوسف، وهو عمدة القتيل، قتلة الشاب بالمجرمين وأنهم قبضوا عليه حيًا، ما كان يحمل أي بطاقة هوية، ولما استفسروا عن اسمه ومكان ميلاده قاموا بقتله والتمثيل بجثته.

ووصف العمدة الجريمة بالبشعة، وأنها لا تشبه إلا ممارسات داعش، واستدرك “قوات داعش عُرفت بالقتل ولكن لا تأكل اللحم كما فعلت القوات المسلحة”.

وطالب منظمات حقوق الإنسان العالمية بإدانة جريمة التمثيل بجثة القتيل حمدان.

تأبين حمدان 

أقيم قبل يومين بمنطقة “هبيل” تأبين حمدان، وأدان فيه المتحدثون جريمة التمثيل باعتبارها  تخالف القوانين الوضعية والسماوية.

وقال سليمان أحمد علي البدوي، ابن عم القتيل في حديثه، “إن التمثيل بجثة مواطن سوداني من قبل قوات الشعب المسلحة أمر مؤسف”.

وأضاف: القوات المسلحة يقع عليها عبء حماية المواطن ولكنها في هذه الحرب قصفت المواطنين بالطيران الحربي ما أدى قتل الناس وتدمير  مدن في  السودان.

وأكد أن ابن عمه حمدان، سافر للجزيرة بغرض التجارة وليس له علاقة بالحرب.

واتهم محمد صالح محمد علي، وهو من أسرة القتيل أيضًا، القوات المسلحة باستهداف قبيلتي الرزيقات والمسيرية، وأن الشاب القتيل كل جريمته هي معرفة قتلته بأنه ينحدر من ولاية شرق دارفور.

ووصف المدير التنفيذي بمحلية الفردوس، جمعة حراز، جريمة القتل بالبشعة والتي لا تشبه قيم وسلوك القوات المسلحة في أي بلد، وهي جريمة مخالفة للقيم الإنسانية والأخلاقية  لذلك استنكرها كل العالم في القنوات العالمية والمحلية وفي مواقع التواصل الاجتماعي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى