أخبارتقارير

الأمم المتحدة: الحرب في جنوب السودان تحولت إلى صراع بين عدة أطراف

الجماهير : وكالات 

 

قال رئيس بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في جنوب السودان إن الحرب الأهلية في البلاد تحولت من اقتتال بين طرفين هما الرئيس ونائبه السابق إلى صراع بين أطراف عدة مما يزيد من صعوبة رأب الصدع ويجعل السلام بعيد المنال إلى حد أكبر.

ورحب ديفيد شيرر رئيس بعثة حفظ السلام وقوامها 13 ألف فرد بإشارات على إحياء زعماء إقليميين لعملية السلام لكنه قال إن أي مبادرة يجب أن تشمل كل الفصائل بما في ذلك التابعة لريك مشار النائب السابق للرئيس سلفا كير وتثني عن مضاعفة عدد الجماعات المسلحة.

وسقط جنوب السودان في براثن الحرب الأهلية عام 2013 أي بعد عامين فقط من استقلاله عن السودان وفر نحو أربعة ملايين شخص أي ثلث تعداد السكان إلى دول مجاورة أو إلى جيوب تنعم بالأمان النسبي داخل البلاد.

 

الرئيس الجنوب سوداني سلفاكير و نائبه رياك مشار

 

وأدى القتال الذي نشب بسبب نزاع بين كير ومشار إلى تطهير عرقي بين قبيلتي الدينكا التي ينتمي إليها كير والنوير التي ينحدر منها مشار.

لكن تصاعد القتال منذ يوليو بشكل أجبر مشار على الفرار من البلاد بعد ذلك بشهر أدى إلى امتداد الاشتباكات إلى مناطق لم يصل إليها العنف في السابق.

وقال شيرر لرويترز في مقابلة في ساعة متأخرة ليل الاثنين “الموقف الآن مختلف بعض الشيء عما كان عليه قبل عام عندما كان ثنائيا إلى حد بعيد.

“نرى أن الصراع ينتشر على مستوى محلي بشدة ويثير هذا الأمر القلق لأنه كلما تشرذمت الأمور كلما أصبح من الأصعب جمع القطع مرة أخرى”.

وأثر القتال على وجه الخصوص على المناطق الاستوائية الجنوبية التي تفادت العنف إلى حد بعيد في السابق. وأسفر تصاعد القتال عن تنامي أعداد اللاجئين في جنوب السودان بوتيرة هي الأسرع في العالم إذ يتدفق المدنيون على أوغندا.

 

الحرب شردت الملاين في جنوب السودان

 

وفر عشرات الآلاف من المدنيين إلى مخيمات داخل جنوب السودان تحرسها قوات الأمم المتحدة.

وكثيرا ما تواجه قوات حفظ السلام انتقادات لفشلها في بذل ما يكفي من الجهود لحماية المدنيين لكن قيادة الأمم المتحدة تقول إن الجيش يعيق جهود قواتها.

وتسببت البيروقراطية والعزوف في أن يبدأ انتشار قوة للأمم المتحدة قوامها أربعة آلاف جندي بعد ثمانية أشهر من اندلاع القتال العام الماضي.

  أماكن على الطاولة

يقول محللون ودبلوماسيون إن جهود السلام الإقليمية تعثرت كثيرا العام الماضي إذ نظرت أوغندا وإثيوبيا وكينيا إلى الصراع على أنه بين طرفين.

لكن شيرر عبر عن تفاؤله في أن يؤدي اجتماع عقده زعماء إقليميون في إثيوبيا مؤخرا إلى نظرة أكثر شمولا للأزمة.

وقال “كان هناك شعور بأنهم يريدون إحياء اتفاق السلام والبدء في المضي قدما. لم يكن الجهد الجماعي واضحا العام الماضي”.

ولا يزال مشار في منفاه بجنوب أفريقيا ولا تشمله عملية السلام.

 

قوات حفظ السلام جنوب السودان

 

وقال شيرر إن الزعماء الإقليميين كانوا عازفين عن العودة “للصيغة القديمة” وهي الإصرار على لقاء كير ومشار وجها لوجه لكن هناك اعترافا بالحاجة لوجود تمثيل لمعسكر مشار في المحادثات بل ويمكنه هو نفسه الحضور أيضا.

وأضاف أن هناك توازنا دقيقا بين مسعى جديد وشامل من أجل السلام وإيجاد محفزات لزيادة عدد الجماعات المسلحة.

وقال “ما لا نود فعله هو التشجيع على المزيد من الصراع أو تسليح الجماعات حتى يكون لها مكان على الطاولة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ