رأي

البشر العريفي يكتب: التجاني محمود بشير (ماني خايف) سيظل رمزًا لشجاعة وبسالة السودانيين

التجاني محمود
التجاني محمود

بالأمس كل العالم شاهد مقطع لأسير من قوات الدعم السريع، بواسطة كتائب البراء، وهو ينطق أمام الكاميرا كلمة (ماني خايف). وماني خايف كلمة لها دلالات عالية لا يمكن لأحد أن يرددها وهو في موضع الأمان دعك من أن يقولها وهو يواجه الموت، ولكن هذا الجندي الشجاع سليل الأبطال ترك لنا درسًا يجب أن يضمّن في مناهج التعليم، وفي محتويات الدراسة لدى الكلية الحربية.

ظلت قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب تصدّر للعالم صفات الشجاعة والتضحية والبسالة، وتعيد مجد أجداد السودانيين الذين واجهوا المستعمر وأخرجوه برغم اختلاف إمكانات المستعمر عما يحملون لمواجهته من أسلحة بيضاء مقابل مدفعية ثقيلة.
ولكن تظل الشجاعة والعقيدة هي الفارق في جميع المواجهات، وقد ظلت العقيدة القتالية لقوات الدعم السريع وشجاعة جنودهم النادرة والتي تكاد أن تكون انعدمت عن هذا العالم، هي الفارق بين قوات الدعم السريع والجيش الذي يعتمد الأكاذيب في كل المواجهات التي خاضوها.
منذ بدء الحرب وحتى الآن صدرت قوات الدعم السريع مجموعة من المصطلحات تؤكد للعالم مدى شجاعة الجندي السوداني لدى قوات الدعم السريع، ومدى استعداده لمواجهة الموت في سبيل الدفاع عن قضيته أو وطنه. ولذلك منذ اللحظة الأولى كانوا الجنود في استعداد لمغادرة الحياة وترك ملذاتها دفاعًا عن وطنهم، فاختاروا “دنيا زايلي، وزايل نعيمكي”، كتعبير عن زوال الدنيا وملذاتها، ولكن يظل الشرف وذكر محاسن المرء هي الصفات الدائمة التي تلازمه في المجالس بعد مغادرته لهذه الدنيا. وهكذا تربى هؤلاء الجنود في بيئة لا تعرف الخوف، ولا تعطي للحياة قيمة مقابل الدفاع عن الشرف، أو الموت مقابل ما يستحق.

“التجاني محمود بشير”، وهو أسير في أيادي الغدر، يردد مقولة ماني خايف I don’t know fearless وهو مصطلح يتجاوز مخيلة كتائب البراء، مصطلح يؤكد أن الأبطال الذين واجهوا المستعمر بكل بسالة حتى أصبحوا ضربًا للمثل في الشجاعة على مستوى العالم، لا زال امتداد أحفادهم متواجد، والواحد منهم يمكن أن يموت دفاعًا عن هذا الوطن ودفاعًا عن شرف أجدادهم ووصاياهم تجاه الوطن. ويضع هذا المصطلح المفارقة بين من يؤمن بقضيته التي يقاتل من أجلها، ويمكنه أن يفقد روحه تحت أي لحظة دفاعًا عنها، وبين من يسعى لتعويض انهزامه بتعذيب الأبرياء، وقتلهم والتمثيل بجثثهم تعويضًا عن الحالة النفسية المنهارة بسبب الانهزامات المتتالية.

من يقف مع الجيش الإرهابي أو الإسلاميين عبر كتائبهم الإرهابية الآن، هو شخص خائن للوطن، ويقف ضد إرادة الشعب، ومع العدو التاريخي للشعب. من يقف مع الجيش ويظنه أنه سينتصر هو شخص جاهل بتاريخ السودان، وتاريخ مجتمعاته،  وجاهل ببطولات السودانيين في جميع حقب التاريخ.
ماني خايف I don’t know fearless  أعاد من جديد صورة  بطولات الأجداد وهم يقاتلون جيوش المستعمر متحدين الموت. وأعاد صورة “علي عبداللطيف” وهو يقف أمام المستعمر دفاعًا عن حقوق أهله، ولم يتراجع عن مواجهة الحقيقة حتى مات في السجن. كل تلك البطولات تؤكد أن السودانيين لا يعرفون الخوف، ولا يوجد في قاموسهم شيء يسمى الخوف، ف”أبلده أم قاش”، كما يطلق عليهم السودانيين،  يجب أن يجاوبوا على السؤال التالي، من أين أتوا بهذا الجبن؟ حتى أصبح ضرب مثل لهم (طلقة ثبات، وطلقة شتات)!. ويظل السؤال الأزلي الآخر قائم أيضًا ضد الإرهاب وهو: من أين جاءوا هؤلاء؟؟ والذين يحاولون تذويب كل قيم السودانيين التي انهزموا أمامها، فالشجاعة تحتاج لقوة قلب وإيمان لمواجهة الموت وهذه الصفة منعدمة عند يطلبون الدنيا ومتاعها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ