تقارير وتحقيقات

البشير الى السعودية .. ماذا يحمل في حقيبته للملك سلمان ؟!

 

تقرير : مها التلب

 

“كل ما تمددت ايام الأزمة الخليجية ضاقت الخيارات أمام الخرطوم في التعاطي حيالها،وأن محاولة الوقوف في منطقة وسطي لحين انتهاء الازمة لن يجدي طويلا، وربما نسفت كل ماتحقق بين الخرطوم والدوحة غضون السنوات الماضية والخرطوم والرياض في الاونة الاخيرة”.. هكذا تحدث مراقبون عن تداعيات أزمة الخليج على الخرطوم. البشير الى السعودية .. دبلوماسية الكبار ..! .

 

 

 

زمام المبادرة

في ظل الوضع الذي لاتحسد الخرطوم عليه، اختارت ان ترفع درجات التعامل مع تضاعيف الازمة والتقاط “زمام المبادرة”، وامس “الاحد” كشف وزير الخارجية بروفيسور ابراهيم غندور عن ان الرئيس البشير سيتوجه اليوم “الاثنين” على رأس وفد عالي المستوي الى المملكة العربية السعودية، في اول زيارة الى هناك منذ تفجر الازمة الخليجية وقطع السعودية والامارات والبحرين لعلاقاتها الدبلوماسية مع قطر منذ اسبوعين تقريبا.

 

 

ملوك و امراء دول الخليج يتوسطهم الرئيس الامريكي ترامب الرياض مايو الماضي

 

وفد البشير

يرافق البشير في زيارته التي تمتد لثلاثة ايام وزير الخارجية ابراهيم غندور ووزير رئاسة الجمهورية فضل عبدالله . وابلغ غندور صحيفة (التيار)  السودانية امس”الاحد” ان البشير سيلتقي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز لدعم مبادرة أمير الكويت لنزع فتيل الازمة الخليجية واضاف غندور ان العلائق الثنائية،ورفع العقوبات الامريكية على السودان التي امتدت لاكثر من عقدين وعاصفة الحزم ستتصدران قائمة المباحثات بين البشير وسلمان وشهدت الصلة بين الرياض والخرطوم تحالفا قويا بعد قطع الاخيرة لعلاقتها الدبلوماسية مع طهران والانضمام الى دول “عاصفة الحزم” واسهام السعودية بشكل لافت في رفع العقوبات الامريكية على السودان جزئيا التي ينتظر رفعها كليا منتصف يوليو القادم.

 

الخرطوم تعرضت لضغوط دبلوماسية شديدة من السعودية و الامارات

 

ضغوط شديدة

يقول مصدر وثيق الصلة بالملفات العربية، بعد اشتراط مسبق بحجب هويته لحساسية موقعه ان الخرطوم تعرضت لضغوط دبلوماسية شديدة من السعودية و الامارات من أجل تحديد موقفها من مقاطعة قطر. وتضاعفت تلك الضغوط مع حركة الدبلوماسية المصرية الايام الماضية التي اعتبرها المراقبون بانها تقف خلف تحريض السعودية والامارات للمزيد من الضغط على الخرطوم للتخلى عن حيادها المعلن وتبني موقف واضح . وذكروا ان القاهرة تنطلق من منصة العداء للخرطوم التي وصلت الذروة الشهر الماضي بعد اتهام البشير لمصر بتسليح متمردي دارفور قبل الهجوم الاخير على شمال وشرق دارفور.

 

إعفاء طه و موقف الخرطوم في الأزمة على الطاولة 

 

نبرة تشاؤمية

وفي نبرة تشاؤمية لم يستبعد ان يتحول موقف الخرطوم من خانة “مسك العصايا من النص”. الى موقف واضح عقب عودة رئيس الجمهورية من الملكة العربية السعودية التي يزورها اليوم، ويضيف المصدر ان قمة الرياض قد تدفع الخرطوم لتقديم مبررات لموقف الحياد الذي اتخذته مشيرا الي انه لم يرضي طموح السعودية و الامارات. ومبعث التشاؤم – والحديث لايزال للمصدر- ان الخرطوم سبق وان دفعت اثمانا باهظة حينما وقفت مع طرف ضد طرف اخر في حرب الخليج الثانية في اعقاب غزو العراق للكويت في اغسطس 1990م.
ويضيف المصدر ان الزيارة ربما ناقشت قضية أعفاء مدير مكاتب الرئيس و وزير دولة برئاسة الجمهورية الفريق طه عثمان الوثيق الصلة بالملف الخليجي سيما وان الرجل حظي بثقة السعودية والامارات، بعد ظهوره كمبعوث شخصي للرئيس الى البلدين في الفترة الاخيرة. وانهى المصدر حديثه متوقعاً تغيير مواقف الخرطوم من ازمة قطر و زاد “طريق العودة من الرياض للخرطوم سيشهد تغييرفي المواقف “.

 

 

الملك سلمان الرئيس البشير – أرشيف

على النقيض

على النقيض تماما يمضي السفير جمال محمد ابراهيم وفي نبرة تفاؤل يقول  ” من حسن حظ الخرطوم ان تصاعد الازمة من شأنه ان يفتح الافق امامها لطرح وساطة علي خلفية فشل مساعي امير الكويت صباح الاحمد الجابر الصباح”. ويضيف ابراهيم ان السودان مؤهل – تاريخيا- لحل النزاعات و الازمات العربية لانتهاجه نهج سياسة التوسط و رأب الصدع، في اشارة الى مبادرة الصلح التي تمت بوساطة سودانية قادها رئيس الوزراء الاسبق محمد احمد محجوب ، بين جمال عبدالناصر والملك فيصل بعد اشهر قليلة من نكسة 1967م ؛ و لم يستبعد ابراهيم  امس “الاحد” مناقشة قمة البشير و سلمان طرح مبادرة سودانية لنزع فتيل الازمة الخليجية بجانب قضية رفع العقوبات الامريكية على السودان و التي لعبت الرياض دور اساسيا فيها.

 

السودان مؤهل – تاريخيا- لحل النزاعات و الازمات العربية

 

ثم ماذا

يبدو ان الخرطوم، ستمضي الى الرياض تحمل عبء ثقيلا بين الدوحة التي وقفت معها ودعمتها في سنوات الحصار الطويلة وبين الرياض صاحبة البصمة المؤثرة في كسر طوق العزلة إعادة وصله بالمجتمع الدولي وأخرها لقاء ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مارس الماضي الذي حرص على حسم ملف العقوبات الامريكية على السودان، واشارته الي أن الخرطوم أظهرت “تعاونا كبيرا” في مواجهة الإرهاب . ولعل تلك الصعوبة ماجعلت الرئيس البشير يقود بنفسه الوفد الى السعودية تحسبا لاي طارئ قد ينسف الامر برمته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى