أخبار

القراي يتهم الحكومة بالرضوخ لفلول النظام البائد ويدفع بإستقالته إلى حمدوك

الخرطوم: الجماهير

في خطوة متوقعة في أعقاب صدور قرار رئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك الأربعاء بتجميد العمل بالمناهج المقترحة، دفع المدير العام للمركز القومي للمناهج والبحث التربوي، د. عمر احمد القراي، بإستقالة مطولة إلى رئيس الوزراء عن منصه، بعدما اتهم الحكومة الإنتقالية بالضعف أمام المكون العسكري والرضوخ لضغوط فلول النظام المدحور.

وقال القراي بعد سرده حيثيات مطولة “إني أجد نفسي غير مستعد للاستمرار مع حكومة جاءت بها ثورة شعبية، ثم ضعفت أمام المكون العسكري، ورضخت لضغوط فلول النظام المدحور، ورأت دون الرجوع لشعبها، أن تسلم الثورة التي مهرت بدماء الشهداء، لقمة سائغة لفلول النظام البائد، وقوى الهوس الديني، والتطرف الأعمى”.

وأضاف مخاطباً رئيس الوزراء “لقد اختارت حكومتك جانب سدنة النظام وأخترت أنا جانب الشعب”.

وأشار القراي الذي عين من قبل رئيس الوزراء في المنصب في 17 أكتوبر 2019م، بناء على توصية من وزير التربية والتعليم، إلى أنه ظن أن رئيس الوزراء اطلع على سيرته الذاتية، واتضح له منها تأهيله أكاديمياً لتولي هذا المنصب، وكذلك العمل في حكومة جاءت بها ثورة ديسمبر المجيدة، “لأنني كنت من الدعاة لقيام هذه الثورة، والحريصين عليها الذين لم يهادنوا النظام البائد منذ أن جاء وحتى أطاح به الشعب السوداني العظيم”.

ولفت إلى الحملات التي قادها فلول النظام البائد ضده منذ الوهلة الأولى بسبب أنه جمهوري، “وكأن المعتقد أو الفكر السياسي، يمكن أن يحرم المواطن تولي المناصب العامة، في ظل النظام الديمقراطي”. وقال “لقد كنت أتوقع أن تتدخل أنت (حمدوك)، أو مستشارك الإعلامي، فتدافع عن حقي كمواطن، في تولي المنصب، ما دمت كفؤاً له، بغض النظر عن رأي الآخرين، في أفكاري الدينية أو السياسية. ولكنك صمت ومن تلك اللحظة، بدأ التنازل للهوس الديني، والتخاذل عن مبادئ الثورة”.

وذكر أن الحملة ضد بلغت حد تكفيره وتهديده بالقتل، وقال “ذلك لأن فلول النظام السابق، وبعض أئمة المساجد، ذكروا زوراً وبهتاناً، أنني حذفت القرآن من المقررات الدراسية”.

وقال كان واجب رئيس الوزراء الذي يتبع له المركز القومي للمناهج والبحث التربوي، أن يستدعيني أثناء الزوبعة، ويسألني عما يحدث، ويطلب الاطلاع على كتاب التربية الاسلامية، ليرى هل تم حذف القرآن أم لا”، مشيراً إلى أن ذلك لم يحدث، وتكرر ذات الأمر عندما أثيرت قضية لوحة مايكل أنجلو في كتاب الصف السادس، مشيراً إلى أنه ذهب إلى مجلس الوزراء وسلم مستشار حمدوك الصحفي فيز السليك نسخة من كتاب التاريخ للصف السادس ليشرح لحمدوك وجهة نظره في الموضوع.

وقال مخاطباً رئيس الوزراء “لقد انتظرت حين اتسعت دائرة المؤامرة، وزادت الإثارة والاستعداء، أن تستدعيني وتسمع مني، لماذا قام عدد من أئمة المساجد بتكفيري وإهدار دمي، بما فيهم أحد أعضاء مجمع الفقه، الذي وصفته في تصريحك هذا بأنه يرفض التطرف والغلو، ولكنك لم تفعل”.

وأضاف “لقد ذكرت أنك قد تشاورت مع الصوفية، والختمية، والأنصار، وأنصار السنة، والاخوان المسلمين حول المنهج.. أما كان الأجدر بك مهنياً وأخلاقياً، أن تتشاور مع الرجل الذي عينته مديراً للمناهج؟ وهؤلاء الذين ذكرتهم من الطوائف والاحزاب، ليسوا خبراء في المناهج”.

وأكد القراي أن اللجنة القومية التي أشار قرار رئيس الوزراء إلى تشكيلها لن تكون كاللجان التي قامت بتنقيح المنهج للمرحلة الإبتدائية، والتي ضمت 64 دكتوراً من التربويين المتخصصين، والأساتذة، ومعلمين من مختلف المراحل، يمثلون مختلف الاتجاهات والآراء.

وأشاد القراي بالبروفسير محمد الأمين أحمد التوم، وزير التربية والتعليم، الذي قال إنه كان مشرفاً بآرائه الثاقبة، وفكره الوقاد، على نشاط المركز القومي للمناهج. وقال “لقد ساعدنا في كل خطوة من خطوات أختيار اللجان، التي وضعت المقررات، ووقف معنا بشجاعة ودون تردد، في وجه جحافل التكفير والهوس والتطرف”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى