تقارير وتحقيقات

 اليوم الثاني من مباحثات جنيف: تغيرات جديدة في ظل غياب وفد الجيش

تقرير- الجماهير

أعلن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، على صفحته بمنصة إكس، اليوم الخميس، انطلاق جلسات اليوم الثاني للمحادثات الدبلوماسية بين الشركاء الدوليين بشأن السودان. ويأتي ذلك، في ظل حضور وفد قوات الدعم السريع أحد أطراف الصراع في السودان، وفي ظل غياب وفد الجيش السوداني، ورفضه المشاركة في المفاوضات التي تعقدها الولايات المتحدة، والمسهلين والمراقبين الدوليين.

وأكد بيرييلو خلال بيانه قائلًا: “نحن نواصل عملنا الدؤوب مع الشركاء الدوليين، لإنقاذ الأرواح وضمان تحقيق نتائج ملموسة تبنى على تنفيذ إعلان جدة. وذلك في سياق حثه للجيش السوداني على إرسال وفده، خاصة وأن أحد أسباب رفض الجيش المشاركة في محادثات جنيف، يتعلق بعدم إلتزام الطرف الآخر بتنفيذ إعلان جدة بحسب الجيش نفسه.

وكان بيرييلو، قد أعلن في بيان رسمي صادر عنه، صباح أمس الأربعاء، عن بدء الجلسة الافتتاحية للمباحثات التشاورية بين الشركاء الدوليين والفنيين؛ الذين يمثلون سويسرا والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة؛ وبحضور الوفد التفاوضي لقوات الدعم السريع، وغياب وفد الجيش السوداني بعد رفضه الدعوة الأمريكية.

افتتاح جلسات جنيف بشأن السودان

وأكد بيرييلو على صفحته الرسمية بمنصة إكس: “نحن نركز على ضمان امتثال الأطراف لالتزاماتها وتنفيذها في جدة” وشدد في سياق ذلك: يجب على المتحاربين في السودان احترام القانون الإنساني الدولي وتمكين المساعدات الإنسانية. وأضاف أيضا، “لقد حان الوقت لإسكات البنادق”.

متغير جديد في اليوم الثاني لمباحثات جنيف:

وفي متغير جديد، وضمن جهودها لدفع الجيش للمشاركة في المفاوضات التي انطلقت أمس الأربعاء، قال النائب الأول للمتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية، في بيان رسمي، اليوم الخميس، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، قد أجرى مكالمة هاتفية، صباح اليوم، مع رئيس المجلس السيادي السوداني والقائد الأعلى للقوات المسلحة عبد الفتاح البرهان. 

وبحسب البيان، فإن بلينكن أكد مجددًا على ضرورة المشاركة في محادثات السلام الجارية في سويسرا، لتحقيق التنفيذ الكامل لإعلان جدة للالتزام بحماية المدنيين في السودان.

 وتابع البيان، أن الوزير بلينكن قد أكد للبرهان أيضًا، أن المجتمع الدولي، اجتمع لدعم هذه المفاوضات، التي تستضيفها سويسرا والمملكة العربية السعودية. وأضاف، ولدعم التوصل إلى الالتزام بتنفيذ إعلان جدة، ووقف الأعمال العدائيات، ووصول المساعدات الإنسانية، وإنشاء آلية للمراقبة تطبيق الاتفاق. 

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

وشدد بلينكن خلال المكالمة، على أن هذه الأهداف تعكس الالتزامات الواردة في إعلان جدة، وأن هدف المحادثات هو تحقيق التنفيذ الكامل له. وأكد في ذات السياق، على ضرورة أن تعمل القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع؛ من أجل إنهاء الحرب وضمان وصول المساعدات الإنسانية لملايين السودانيين الذين يعانون.

وفي بيان ذي صلة، أكد الناطق الرسمي باسم الجيش، اليوم الخميس، أن القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان؛ تلقى محادثة هاتفية من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. وأوضح: إنها “كانت متعلقة بمحادثات جنيف”.

وبحسب البيان،  فإن الفريق أول البرهان، قد أوضح موقف حكومة بورتسودان الثابت، والمتمثل في التمسك بتنفيذ اتفاق إعلان جدة حسب الرؤية التي تم تقديمها لأطراف منبر جدة، وليس هناك مانع للجلوس مع المسهلين لمنبر جدة للنقاش معهم حول كيفية التنفيذ مع تأكيد الرفض لتوسعة قائمة المسهلين.

متغير ثاني جديد في الثاني للمفاوضات

أيضًا، وضمن جهودها الرامية لتكثيف الجهود لحل الأزمة في السودان، أعلن النائب الرئيسي للمتحدث الرسمي باسم الخارجية الأمريكية،  فيدانت باتيل، في بيان، اليوم الخميس أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن اجرى مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي اليوم لمناقشة الأهداف المشتركة وتعزيز الاستقرار الإقليمي والجهود الدبلوماسية الأخيرة للحد من التوترات في المنطقة.

 وأوضح البيان، أن بلينكن أعرب عن شكره لوزير الخارجية على الجهود الحاسمة التي تبذلها مصر، لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة من خلال اتفاق من شأنه أن يضمن إطلاق سراح الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية وفتح إمكانية تحقيق استقرار إقليمي أوسع.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي

 وبحسب البيان فإن النظيران، قد اتفقا على مواصلة التنسيق الوثيق بينهما بشأن إنهاء الصراع الحالي في السودان. كما أن الوزير بلينكن، قد أعرب عن شكره أيضا، لوزير الخارجية على الدور المثمر الذي لعبته مصر في المحادثات الجارية في سويسرا بشأن السودان، ودعا إلى مشاركة القوات المسلحة السودانية في الحوار بجنيف.

تصريحات الناطق الرسمي باسم الوفد التفاوضي لقوات الدعم السريع:

وكان قد أعلن الناطق الرسمي المفاوض لقوات الدعم السريع، محمد مختار النور، في مقابلة مع قناة الجزيرة، مساء أمس الأربعاء، وصول وفدهم إلى جنيف، وانطلاق مشاورات أولية وجلسات افتتاحية بين الشركاء الدوليين؛ تمهيدًا لبدء المباحثات بشكل رسمي. وأضاف: “ركزت النقاشات على الالتزامات التي قدمها الفريق أول محمد حمدان دقلو للأمم المتحدة في مباحثات جنيف السابق”.

وتابع الناطق الرسمي لوفد الدعم السريع: “انخرط وفدنا، رفقة الوكالة السودانية للإغاثة العاملة في المناطق تحت سيطرتنا، وهي الجسم الذي ينسق مع المنظمات الدولية للإغاثة؛ في تفاهمات مع الشركاء الدوليين، حول ترتيبات تتعلق بتأمين توصيل الإغاثة الإنسانية، وحماية موظفي المنظمات العاملة في الإغاثة”.

وأكد الناطق الرسمي للجزيرة، أنهم في الدعم السريع قد انخرطوا بجدية في المباحثات بجنيف، وأن مشاركتهم الجادة تؤكد حرصهم  على إنهاء الحرب في السودان. موضحًا، أن وفدهم قد انخرط في التفاوض ولديه رؤية شاملة حول الحل الشامل للأزمة في السودان، ورؤية أخرى  شاملة حول موضوع المساعدات الإنسانية، وأخرى تتعلق بآليات المراقبة التي تقترحها أجندة التفاوض ضمن الدعوة الأمريكية.

وأكد “مختار” في سياق ذلك، “نحن رحبنا بكل جدية بالدعوة الأمريكية، ولكن لا يمكن توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار والعدائيات في ظل عدم حضور الطرف الآخر، وأنه لا يمكن إعلان وقف إطلاق نار من جانب واحد”. مضيفًا، نحن نطلب من الجيش الحضور بوصفه طرفا آخر في الصراع، ولن نتفاوض من أي جهة أخرى، أي كانت.

وكشف عن أنهم في قوات الدعم السريع، لا يتجهون لتشكيل حكومة رغم سيطرتهم على (75%) من مساحة السودان، حتى لا يتم تقسيم السودان. وتابع، نحن لن نقسم السودان، وأن أول فقرة في إعلان المنامة ووثيقة جدة، نصتا على وحدة وسلامة أراضي وشعب السودان، وشدد على ألا وجود لحكومة شرعية في السودان.

الناطق الرسمي باسم وفد التفاوض بالدعم السريع محمد المختار

وأوضح الناطق الرسمي باسم الوفد المفاوض لقوات الدعم السريع، أن اتفاق المنامة الذي وقع عليه الكباشي مع عبد الرحيم دقلو، هو جزء من مكتسبات الحوار السابقة بالنسبة لقوات الدعم السريع رفقة إعلان مبادئ جدة. مؤكدًا أنه لا يمكن التنازل عنها. وطالب الشركاء الدوليين  بعمل جداول لتنفيذ اتفاق جدة، إذا ما كانت هذه مشكلة الجيش وسبب رفضه للتفاوض.

متغير ثالث في اليوم الثاني لمحادثات جنيف:

وفي متغير ثالث اليوم، وعبر رسالة مصورة، جدد المبعوث الأمريكي الخاص للسودان توم بيرييلو، الدعوة للقائد العام للجيش السوداني، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، بضرورة إرسال وفده التفاوضي، للمشاركة في المباحثات التشاورية بين الشركاء الدوليين والفنيين؛ الذين يمثلون سويسرا والمملكة العربية السعودية ومصر والإمارات العربية المتحدة والاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة؛ وبحضور الوفد التفاوضي لقوات الدعم السريع.

وأكد بيرييلو، أن الشركاء الدوليين بجنيف يبذلون قصارى جهدهم في المباحثات لدعم التوصل إلى الالتزام بتنفيذ إعلان جدة، ووقف الأعمال العدائيات، ووصول المساعدات الإنسانية، وإنشاء آلية للمراقبة تطبيق الاتفاق، مؤكدًا أن الهدف هو الوصول إلى وقف إطلاق نار يخفف من معاناة السودانيين عبر توصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى