قال تقرير لمنصة «كوش» الإخبارية، السبت 7 يونيو 2025م، إن السودان يواجه اليوم واحدة من أشد حالات الطوارئ الإنسانية والصحية في العالم. حيث تعاني البلاد، التي تعيش حربًا أهلية ضارية منذ أبريل 2023، انهيارًا تامًا في نظام الرعاية الصحي.
ووفقًا للتقرير، فإن الصراع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد ألحق أضرارًا كارثية بالبنية التحتية الأساسية، وشرد الملايين. وترك ما يقرب من نصف السكان في حاجة ماسة إلى الرعاية الطبية.
وأوضح أنه وعلى الرغم من حجم هذه الكارثة الصحية الكبرى، إلا أن الأزمة في السودان ما تزال تعاني من نقص خطير في التغطية الإعلامية والتمويل.
ووفقًا لإحصائيات المنصة، فإن أكثر من (250) مستشفى ومرفق للرعاية الصحية قد تدمرت في جميع أنحاء السودان، إما بالقصف المباشر أو بالنهب.
ونقلًا عن منظمة الصحة العالمية، فإن ما لا يقل عن (60%) من الصيدليات والمستودعات الطبية في السودان أصبحت غير صالحة للعمل.
وعزا التقرير أسباب انهيار النظام الصحي في مناطق واسعة من السودان إلى اختفاء الإمدادات الأساسية وفرار الكوادر الطبية أو وقوعهم ضحايا للعنف.
وأشار إلى أن انهيار نظام الرعاية الصحية قد حول السودان إلى بؤرة لتفشي الأمراض الفتاكة. حيث تنتشر الكوليرا والملاريا والحصبة وحمى الضنك دون رادع. ويغذيها سوء الصرف الصحي وتلوث مصادر المياه واكتظاظ مخيمات اللاجئين.
وقال إن حملات التحصين والتطعيم ضد الأمراض قد توقفت، مما سمح للأمراض التي كانت تحت السيطرة سابقًا بالظهور والتفشي بوتيرة مخيفة.
ونقلًا عن منظمة الصحة العالمية أنها وثقت ما لا يقل عن (156) هجوم متعمد على العاملين في مجال الرعاية الصحية ومرافقها، مما أدى إلى تفاقم الوضع المتردي أصلا.
وأوضح التقرير أن حالة الطوارئ الصحية في السودان لا تعد مجرد مأساة وطنية فحسب؛ بل هي تهديد إقليمي وعالمي.