اخرى

بعد عداء واعتداءات: هل يعود السودان للمجتمع الدولي من بوابة إسرائيلية؟

الخرطوم : الجماهير

ما إن وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رسميا قرار إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، حتى تكشفت ملامح رحلة الخرطوم في طريق تطبيع العلاقات مع تل أبيب، وذلك، بعد عقود من العداء الصارخ، لتصبح عودة السودان إلى المجتمع الدولي بعد ثلاثة عقود تحت نظام حكومة الإنقاذ الإسلامي عبر بوابة إسرائيل التي طالما أمطرت صواريخها الأراضي السودانية، مخلفة العديد من الضحايا دون رد، سوى الضجيج والهتاف.

وسارع رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، الجمعة، إلى الإشارة بخطوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، رفع الخرطوم من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب.

وقال: “مستمرون في التنسيق مع الإدارة الأمريكية والكونجرس لاستكمال عملية إزالة السودان من القائمة في أقرب وقت”. مضيفا: “نتطلع إلى علاقات خارجية تخدم مصالح شعبنا على أفضل وجه”.

وبالتزامن مع توقيعه مرسوماً برفع اسم السودان من قائمة الإرهاب، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اتفاق إسرائيل والسودان على توقيع اتفاق سلام، مشيرا إلى أنه خلال أشهر قليلة سينضم الجميع لاتفاقات السلام مع إسرائيل.

وبحسب بيان مشترك، فقد تحدث الرئيس ترامب، الجمعة، مع رئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني، عبد الله حمدوك، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وذكر البيان، أن ترامب والبرهان وحمدوك ونتنياهو، تحدثوا اليوم وناقشوا تقدم السودان التاريخي صوب الديمقراطية ودفع السلام في المنطقة.

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مباحثات هاتفية مع قادة السودان ورئيس الوزراء الإسرائيلي

وأضاف: “اتفق زعماء إسرائيل وأمريكا والسودان على بدء علاقات اقتصادية وتجارية مع التركيز مبدئيا على الزراعة”.

ويأتي التطبيع بين عاصمة اللاءات الثلاثة وتل ابيب، بوساطة قادها رئيس الولايات المتحدة ترامب، ليصبح السودان خامس بلد عربي يقيم علاقات مع إسرائيل، وثالث بلد عربي يلتحق بقطار التطبيع معها في غضون شهرين.

خمس دول في الطريق:

وقال الرئيس دونالد ترامب في اتصال هاتفي مع رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه يتوقع أن الفلسطينيين ودولا أخرى كثيرة ستوافق على علاقات أوثق مع إسرائيل في الأشهر المقبلة.
إن خمس دول أخرى على الأقل تريد الانضمام لاتفاق سلام مع إسرائيل، وذكر تحديدا السعودية، قائلا إنه متأكد من أنها ستنضم للركب قريبا.


ورحب بنيامين نتنياهو خلال مكالمة هاتفية مع ترامب أمام صحفيين في البيت الأبيض بما وصفه بدائرة السلام الآخذة في التوسع.

وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قال -الأربعاء- إن الولايات المتحدة بدأت عملية رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب، كما تعمل بدأب لدفع الخرطوم للاعتراف بإسرائيل.

وبحسب تقارير أمريكية توسط في الاتفاق من الجانب الأمريكي، جاريد كوشنر كبير مستشاري ترامب، وآفي بيركوتس المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط وروبرت أوبراين مستشار الأمن القومي ومايك بومبيو وزير الخارجية وميغيل كوريا مسؤول الأمن الوطني.

وقال كوشنر لرويترز: “هذه انفراجة كبيرة بوضوح”. وأضاف: “سيخلق هذا بوضوح انفراجة كبيرة في السلام بين إسرائيل والسودان. إبرام اتفاقات سلام ليس سهلا كما نصوره حاليا. إنه صعب للغاية”.

ووصف كوشنر اتفاقات التطبيع بأنها بداية “نقلة نوعية” في الشرق الأوسط. وقال إن قرار السودان يحمل أهمية رمزية لأن قرار الجامعة العربية بعدم الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود صدر في الخرطوم عام 1967.

وقال ترامب إن مراسم توقيع الاتفاق ستكون في البيت الأبيض في الأسابيع القادمة.

وذكر البيان المشترك إنه تم الاتفاق على بدء علاقات اقتصادية وتجارية مع التركيز في البداية على الزراعة.

واضاف البيان أن وفودا من كل بلد ستجتمع في الأسابيع القادمة للتفاوض على اتفاقات للتعاون في تلك المجالات وكذلك في مجالات التكنولوجيا الزراعية والطيران والهجرة وغيرها.

وأضاف البيان أن الحكومة الانتقالية أظهرت شجاعة والتزاما في مكافحة الإرهاب وبناء مؤسساتها الديمقراطية وتحسين علاقاتها مع جيرانها.
وذكر كذلك أنه نتيجة لذلك، وافقت الولايات المتحدة وإسرائيل على مشاركة السودان في بدايته الجديدة وضمان اندماجه التام في المجتمع الدولي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى