شمائل النور
نشاط واسع وسط أجسام السلطة المختلفة المعنية بالإعلام، اتفقت جميعها –ضمنياً- أن هناك خلل كبير في أداء الإعلام الرسمي والتقليدي..وفي وقت سابق، كان الأمين العام للحركة الإسلامية، الزبير أحمد الحسن، يوجه عضوية الحركة بالتواجد الكثيف على مواقع التواصل الاجتماعي، لصد “العدوان” وحماية الدين..ثم يقول “يجب تقوية شبكة الإعلاميين المدافعين عن المشروع الإسلامي بالسودان، من خلال وسائط التواصل الاجتماعي والصحف والمؤسسات الإذاعية والتلفزيونية، والتصدي لدعاة الفتنة في الأسافير”…ثم تأتيك الأخبار؛ “الإعلان عن انطلاق إذاعة الحركة الإسلامية مطلع العام القادم، وغير ذلك من المشاريع التي لا تعدو أن تكون مجرد محاولات لإنقاذ ما يصعب إنقاذه.
السؤال المهم، الذي لا تريد أن تطرحها السلطة بأجسامها المختلفة، لماذا فشل الإعلام الرسمي في حماية “المشروع”، ولماذا انهزم أمام الجديد، مواقع التواصل الاجتماعي، ببساطة، لأن الإعلام الرسمي ينقل واقعاً زائفاً غير حقيقي…. القارئ يعيش واقع على الورق ثم يصطدم بالواقع في الإعلام الجديد، وهذا ما أكسب الإعلام الجديد هذه القوة، فضاء مفتوح، الجميع متساو فيه، والجميع يعبر عن رأيه وينقل ما حوله، دون تدخل رقيب أو حاجب.
قبل فترة كان من المقرر تدشين برنامج يصب في اتجاه إيجاد صورة حسنة، البرنامج الذي تحدث عنه وزير الإعلام أحمد بلال، يرتكز على دعوة أحد النجوم المشهورين في المنطقة لزيارة السودان، ثم يذهب هذا النجم ليعكس الحقيقة لجمهوره كما رآها.!!! يعني باختصار أن يكذب هذا النجم.!!
مع تصاعد فاعلية الإعلام الجديد خلال هذه الأيام، ترتفع بالمقابل نبرة عالية تعتمد في معركتها هذه على الشتائم والسب، والمزيد من التزييف…ولا تزال السلطة مهمومة كيف تُحكم سيطرتها بالكامل على هذا الإعلام اللامركزي، ظناً منها أن السيطرة عليها سوف تُغيّر الواقع دون فعل شيء.
هذا التجييش الذي تقوده السلطة الآن، للأسف يأتي في زمن يوشك على النفاد..لقد استغرقت من الزمن ما يكفي لهزيمة الإعلام الجديد، واستنزفت خزينة الدولة لتحقيق هذا الهدف، والمعركة الآن، ليست في من يحمي “المشروع” أو يهزمه..وليست حماية “دين” أو هدمه، وليست في نقل صورة حسنة لهزيمة الصورة البائسة الحقيقية…المعركة الآن أكبر..أكبر مما يتصور أن جهد مجموعة متواجدة في مكاتب ما، مهمتها (الفبركة) و (التزوير) لحماية الدين أو المشروع.