رأي

حكاويهم في المعتقلات

مستور أحمد محمد
مستور أحمد محمد

أعتقلت بتاريخ 7 نوفمبر  ورُحلت إلى كوبر في نفس اليوم، وكان بها عدد من المعتقلين لأسباب مختلفة سياسية، واقتصادية، وتهريب، وتجارة بشر، وما إلى ذلك.

التعامل في المعتقل غير لائق ومهين، حيث ينام الجميع على الارض ويتقاسم الفراش الواحد 3 معتقلين أحيانا، والغرفة الواحدة بها اكثر من 40 يستخدموا حمام واحد ويشربون الماء من نفس الحمام الذي يفتح داخل الغرفة.

هنالك تعذيب جسدي واهانات لفظية بشكل مستمر، وبخاصة عند لحظة الإعتقال وأثناء التحقيق، حيث يتعرض الغالبية إلى الضرب المبرح، وبخاصة أبناء دارفور المنتسبين إلى الحركات، والمتهمين بانتسابهم لها، والعاملين بالمنظمات، والمتهمين بإنتماءهم لها، ممن يقوم بتوثيق انتهاكات حقوق الانسان.

وكذلك يشمل التمييز في التعذيب أبناء النيل الأزرق وجنوب كردفان لنفس الأسباب، وكان معنا بالغرفة معلم من أبناء الفاشر (تابت) اسمه عبدالحميد عبد الله عبدالكريم تم اعتقاله في يوم عقد قرانه، وبعد ثلاثة أيام تم استدعائه للاستجواب، وعندما أرجعوه إلى الغرفة كان فاقداً للوعي تماماً بفعل التعذيب.

وكذلك تم تعذيب آدم حجر رئيس رابطة طلاب دارفور بجامعة القرءان الكريم، بطريقة بشعة، أيضا من الذين تعرضوا للتعذيب، وهو أبوبكر يوسف الأمين السياسي لحزب المؤتمر السوداني، وعضوية الحزب سليمان عمر ويس صلاح ونورالدين بابكر  والناشط مظفر.

وحتى كبار السن لم يسلموا من التعذيب، صحيح غالبا لا يتم ضربهم، ولكنهم يتقاسمون مع الآخرين صنوف التعذيب الأخرى، مثل الجلوس على الأرض لساعات طويلة أثناء التحقيق والتي تصل إلى  6 ساعات، والتكبيل أثناء الترحيل، فقد تم ذلك أثناء عند ترحيلنا إلى سجن دبك شمال الخرطوم، وحدث  مع رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، فقد تم ترحيله بعربة صغيرة إلى بورتسودان،  وكان مكبلا طيلة 12ساعة.

ومن صنوف التعذيب، عدم الاستجابة السريعة للمرضى، هذا بالإضافة الى العنف اللفظي والتهديد بالتعذيب حال رفض الاجابة على بعض الأسئلة.

شخصيا تعرضت لضرب مهين في العين والأذن في داخل سجن كوبر أمام زملائي وتم نقلي إلى غرفة أخرى وعرضت على الطبيب، وتلقيت بعض الادوية، ومازلت استشفي منها.

وكان السبب مفتعلاً بحجة إنني اعترضت على شراب الشاي في إناء بلاستيكي لأن ذلك مضر بالصحة، وقد لاحظنا طبقة من المواد البلاستيكية نتيجة لتفاعل الشاي الساخن بالاكواب البلاستيكية، وقال لي رداً على الاعتراض: “لو متوا يعني شنو؟،السودان ما مستفيد منكم اي حاجة”.

الأمين العام لحزب المؤتمر السوداني

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى