أخبار

خالد عمر يوسف: خطاب البرهان “دون الطموح” و (تقدم) ليست طرفًا محايدًا

الخرطوم – الجماهير: قال خالد عمر يوسف، وزير شؤون مجلس الوزراء السابق القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) اليوم السبت، أن خطاب القائد العام للجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، الذي ألقاه أمس في جبيت، “دون الطموح”.

وقال عمر يوسف في تصريحات على حسابه في منصة أكس، إن خطاب البرهان “افتقد لاستشعار خطر اللحظة الحالية”، وإنه “انقاد للثأر لشخصه من تعليقات حميدتي اللاذعة في تصريحاته الصحفية، عوضاً عن النظر لحال البلاد وما آلت عليه”.

وأضاف عمر يوسف أن “الصحيح في هذه اللحظة هو النأي عن التصعيد والتصعيد المضاد من جميع الأطراف، ووضع مهمة رفع المعاناة عن الشعب السوداني أولاً وقبل كل شيء”.

واكد القيادي في تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، أن الفرصة مواتية للسلام في السودان، رغم خطابات التحشيد الحربي التي تستند على الأكاذيب لا على الحقائق.

وقال ، إن خطابات التحشيد الحربي “منت الناس بنصر سريع والنتيجة الآن هي العكس تماماً”. وأضاف أن هذه الخطابات “رفعت راية الدولة ومؤسساتها باديء الأمر وها هي الآن تمضي نحو تحطيم الدولة ونقض غزل مؤسساتها دون أن يرمش لها جفن”.

وتابع عمر يوسف أن هذه الخطابات “تذرعت بدفاع عن السيادة الوطنية، وها هي الآن تغرق في مستنقع تمزيق السيادة وفقدانها للأبد عبر تحويل السودان لساحة معركة إقليمية لا ناقة لشعبنا فيها ولا جمل”.

وشدد عمر يوسف على أن تقدم “ستظل متمسكة بخيار البحث عن السلام واعتزال الفتنة كلياً”.

وقال إنهم “لن نصطف مع الأجندة الحربية اطلاقاً، وسننأى عن كل ما يزيد حدة الاستقطاب في بلادنا”.

وأكد عمر يوسف أن “الحلول السلمية التفاوضية هي المخرج الوحيد من هذه الكارثة”.

وقال إن هذا هو “خيارنا قبل الحرب وحين اندلاعها والآن وغداً”.

وزاد إن “الحلول السلمية هي الخيار العقلاني الصحيح الذي لن نفرط فيه ولن نلتحق بحفلات الجنون الشامل التي تدق طبولها وتنعق بها غربان الشؤم التي تتعالى أصواتها غير ابهة بمعاناة ملايين من الأبرياء الذين يدفعون ثمن خيارات من أشعلوا هذه الحرب واستثمروا في استمرارها سعياً لمصالحهم الذاتية الضيقة”.

واعتبر، أن السلام هو الخيار الوحيد لإنهاء الحرب في السودان.

وقال عمر يوسف، إن استمرار الحرب سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، وإلى انزلاق السودان إلى صراع إقليمي.

وأوضح أن تقدم قد طرحت مشروع خارطة طريق وإعلان مبادئ لوقف الحرب وتحقيق السلام. وقد استجابت قوات الدعم السريع لهذا الطرح، وأصدرت إعلان أديس أبابا الذي ينص على وقف فوري غير مشروط للعدائيات، وإطلاق سراح الأسرى، وحماية المدنيين، وعودة الخدمات الأساسية.

ودعا عمر يوسف القوات المسلحة إلى الانضمام إلى إعلان أديس أبابا، وإلى وقف الحرب من أجل تحقيق السلام. وأكد أن السلام هو الخيار الأفضل للشعب السوداني، وأنه لا بديل عنه.

تقدم ليست طرفًا محايدًا

وشدد عمر يوسف، أن جهود تقدم في تحقيق السلام في السودان ليست وساطة، بل هي فاعلية وطنية.

وقال، إن تسمية جهود تقدم بالوساطة خاطئة، لأن تقدم ليست طرفًا محايدًا في الأزمة السودانية، بل هي فاعل رئيسي له رؤى وتصورات حول جذور الأزمة وآفاق حلولها.

وأضاف عمر يوسف أن جهود تقدم جاءت من موقع الفاعل لا موقع الوسيط، وأنها طرحت أفكارًا واضحة حول الخروج من المأزق الراهن، طرحت هذه الأفكار لشعب السودان أولاً، وللفاعلين الإقليميين والدوليين، وللطرفين المتحاربة.

وأشار عمر يوسف إلى أن أي حرب لا يمكن إيقافها سلمًا دون التخاطب المباشر مع حملة السلاح وبحث بدائل معهم، لأن ذلك هو ما يجعل من اعتزال هذه الفتنة ممكنًا، ومن التوجه للحلول السلمية التفاوضية خيارًا مفضلًا.

وأوضح عمر يوسف أن تقدم استجابت لدعوة الدعم السريع للتفاوض، وتلقيت إشارات إيجابية من الجيش، مما دفعها للمضي قدمًا لاغتنام هذه الفرصة، وبالفعل جاء إعلان أديس أبابا كاختراق سلام مهم في ساحة سيطرت عليها خطابات التحشيد الحربي.

وذكر عمر يوسف أن إعلان أديس أبابا نص على استعداد الدعم السريع التام لوقف فوري غير مشروط للعدائيات عبر تفاوض مباشر مع القوات المسلحة يقود لانفاق ملزم برقابة فاعلة على الأرض.

وأكد عمر يوسف أن إعلان أديس أبابا أنتج إطلاقًا فوريًا لسراح 451 أسير، وتوصل لترتيبات عملية لحماية المدنيين وتوصيل المساعدات الإنسانية، وعالج قضايا مهمة منها عودة المدنيين لمنازلهم وتشغيل الخدمات الرئيسية.

وشدد عمر يوسف على أن إعلان أديس أبابا ليس اتفاقًا ثنائيًا مغلقًا بين تقدم والدعم السريع، بل هو إعلان تكتمل جدواه بصورة كاملة بما ورد في الفقرة الأخيرة منه وهو السعي للقاء مع الجيش والوصول لتفاهمات تثمر التزامات مماثلة.

وأكد عمر يوسف أن وقف الحرب يتطلب قبول جميع الأطراف المتحاربة لها، ولا حرب تتوقف بالتزامات من طرف واحد، لذا فإن السانحة التي لاحت هي الالتزامات التي تعهد بها الدعم السريع بالتوجه نحو السلام، وصارت الكرة في ملعب الطرف الآخر وهو القوات المسلحة.

أضاف: “إذا ردت القوات المسلحة التحية بمثلها لصار أمل السلام ممكنًا وتجنب الحرب الأهلية والصراع الإقليمي متاحًا الآن دون تأخير”.

أكد عمر يوسف، أن لا حل خارجي للأزمة السودانية، وأن مسؤولية إطفاء الحريق الذي تشهده البلاد تقع على عاتق السودانيين/ات أولاً وأخيراً.

بلادنا تحترق وتتمزق

وقال الوزير السابق، إن السودان ليس أولوية قصوى في أجندة المجتمع الدولي، ويقع في مدار انقسام إقليمي عميق يصعب مهام المنظمات الاقليمية في التوافق حول مقاربة فاعلة لإحلال السلام في السودان.

مقتل عشرات المدنيين في قصف جوي للجيش السوداني بالخرطوم والضعين
أشخاص يسيرون عبر أنقاض منزل ضربته المدفعية في الخرطوم في 6 حزيران يونيو 2023 (أ ف ب)

وأضاف عمر يوسف أن بلادنا تحترق وتتمزق، وعامل الزمن لا يصب في مصلحة السودان، فبعد تسعة أشهر من الحرب المدمرة، صار حال كل سوداني/ة قصة مأساوية.

وأوضح عمر يوسف أن تطورات الحرب تنبىء بعدم امكانية الحسم العسكري، بل على العكس تماماً فإن ديناميكيات الحرب تتطور نحو نقطة اللا عودة، فالحرب الآن اتخذت بعداً جهوياً، وانخرطت أطرافها في تجنيد وتجييش واسع.

وأضاف عمر يوسف أن إضافة لخطر الحرب الأهلية الشاملة، يتزايد خطر انزلاق السودان ليكون ساحة حرب إقليمية ودولية.

وختم عمر يوسف تصريحه بالقول: “وفقاً لما تقدم أعلاه ومع تسارع الخطى نحو انزلاق البلاد لحرب اهلية شاملة، ولتحولها لساحة صراع اقليمي ودولي مسلح، كان لزاماً علينا كقوى مدنية وطنية أن نتحرك إلى الأمام”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ