أخبار

رئيس فلسطين يفجر جدل الهوية بين السودانيين

الخرطوم: الجماهير

 

 

اعاد خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بالقمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي بشأن القدس، والتي أقيمت الأربعاء في إسطنبول، سؤال هل السودانيين عرباً ام أفارقة؟ وأثار جدلاً واسعا بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي في السودان. 

و عقب ختام كلمة عباس، ذكرت صفحة على شبكة فيسبوك أنه صنف السودان ضمن الدول غير العربية.

سرعان ما تناقلها رواد الشبكة الزرقاء وبدأ جدل أستمر حتى الساعات الأولى من الخميس حول هوية السودان و هل ينمتي للعرب أم الأفارقة؟. 

وعلى الرغم من محاولة البعض تصحيح الاقتباس الخاطئ ظل الكثير من الرواد متمسكون بتفسيراتهم للجزئية التي ورد فيها اسم السودان.

و كان عباس قال:”هناك مبادرات وضعت لحل القضية الفلسطينية وتبناها العرب والمسلمين في أكثر من قمة .
وزاد ان ” قضية القدس ليست عربية، هي عربية وإسلامية وتبنتها الدول الإسلامية في اكثر من قمة في تركيا وطهران والسودان وباكستان وغيرها”.

ولم يفوت المناهضين لنظام الرئيس عمر البشير المطلوب لدي المحكمة الجنائية الدولية بتهم تتعلق بجرائم حرب و ابادة جماعية في إقليم دارفور فرصة السخرية من منسوبي النظام. 

ونشرت الناشطة نجلاء سيد أحمد صور لافتات تحمل اخطاء إملائية يحملها بعض منسوبي المنظمات الحكومية في الخرطوم باحد المظاهرات المنددة بقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس.

وعلقت سيد أحمد قائله ”  أن تصنيف أبو مازن لسودان بأنه غير عربي سببه مثل هذه الأخطاء.

 و في صفحة الجماهير بشبكة فيسبوك دار نقاش ساخن بين المدافعين عن افريقانية السودان و اصحاب المدرسة الافروعربية، وتفاعل أكثر من 4 الف متابع مع مقطع فيديو يحوي الكلمة نشر بالصفحة .

 

وكتب (ابو هاشم) احد رواد الصحفة “معليش حتي الان هنالك اناس يبحثون عن نسبهم عند العرب السودان بلد افريقي لديها ديانات مختلفة واجناس مختلفة ولغات عديدة ولو جئنا حساب حساب وبالاكثرية ترجح الكف لأفريقيا. 

ويضيف حسام أبو شرار متداخل أخر “في ناس عندهم عقدة من العرق ماعارف ليه يحاولو يلخبطو الشغلة ويفرزوها كيمان كل كوم بما لديهم فرحون”.

وتابع “يا اخي السودان فيه قبائل زنجية غير عربية وفيه قبائل عربية غير زنجية طيب القبائل التي تنتمي للعرق العربي وتساوي ثلثي قبائل السودان لاداعي لذكرها بالاسم هل نطلق عليهم زنوج مثلا .!! طيب نسميهم شنو قبائل فلبينية يعني .!! بطلو جهل ياناس وتعايشوا في وطن يسع الجميع اذا لم تحافظوا عليه يوما كالرجال ستبكون عليه كالنساء .؟!

وفي مداخلة جديدة كتب المتابع عمر حسن للامانة محمود عباس لم يقل ذلك بل ذكر بان العرب والمسلمون قد تبنوا قضاياهم فى مؤتمرات أقيمت فى الدول العربية وغير العربية والإسلامية مثل (تركيا وإيران والسودان). 

وكتبت الصحافية السودانية سلمى التجاني على حسابها ” ما بنحتاج نلفق حديث لأي رئيس عربي عشان نأكد إننا ما عرب وإنو العرب متشككين في عروبتنا ، الحديث المنسوب لأبو مازن غير صحيح . 

وظل الجدل بين رواد الشبكة الأجتماعية مستمراً لساعات طويلة. 

 

 

جدل الهوية في السودان ظل مفتوحاً يشغل المثقفين والسياسين السودانيين منذ أستقلال البلاد التي دفعت ثمن ذلك الصراع حروب اهلية أدت في 2011 إلى انبتار ثلث البلاد و قيام دولة جنوب السودان. 

و الآن تشتعل حروب اخرى في ثلاث مناطق من البلاد هي جنوب كردفان و النيل الأزرق ودارفور  تتغذاء من ذات السؤال القديم الدائر بين المركز الذي يسيطر عليه المنتمين للثقافة الأسلاموعروبية و الهامش الذي يسكنه السودانيين من الأصول الأفريقية. 

ويقول الدكتور حيدر إبراهيم أن القوى التقليدية السودانية نجحت في اجبار الجميع على الانشغال بالإجابة عن سؤال الهوية: من نحن؟ هل نحن عرب أم أفارقة؟ وأزاح هذا السؤال كل القضايا الاستراتيجية الأخرى مثل التنمية، الوحدة الوطنية، بناء الدولة الوطنية وإدارة التنوع الثقافي. وأصبحت هذه القضايا تابعة ومشروطة بسؤال الهوية. توصلت القوى التقليدية الى بناء ايديولوجيتها على قناعة أو معتقد يقول بأننا عرب ومسلمون. وعملت على تأكيد الهوية الإسلامية – العربية، رغم ما يحمله ذلك من اقصاء وتهميش، واحيانا عنصرية. 

وترأى الكاتبة و الصحفية منى عبدالفتاح أن السؤال الأكبر الذي يتجادل حوله الأنثروبولوجيون والسياسيون على حد سواء هو: من هم العرب ومن هم الآخرون في التركيبة التي تشكّل سكان السودان؟ وتضيف في مقال مطول نشر على الجزيرة نت ، هذا السؤال قائم منذ زمن بعيد، ولكن لم تغلفه رقاقة قهر من قِبل القبائل العربية في السودان تجاه القبائل الأخرى، مما جعله مفتوحاً على إجابات متعددة استطاع الناس استيعابها وتقبلها بشكل ضمني. أما التصريح إلى حد التجريح في بعض الأحوال، فهو مفاخرة بعض القبائل من أصول عربية بأصولها المنتمية إلى جزيرة العرب من غير إثبات لنسب شجرة القبائل تلك.

و تشير الكاتبة إلى أن التحدي الماثل أمام السودانيين هو الرهان على الوحدة في ظل التعدد والاختلاف والقبول بالآخر المختلف، بالمحافظة على كيانه كما هو مع محو التناقضات بين الهويات المتعددة لصالح الهوية الكبرى التي تتحقق ضمن مفاهيم المواطنة.

وهناك مدرسة أخرى تنادي بالسودانوية كمزيج للأفريقية والعربية، وذلك كنسيج اجتماعي انصهر دمه ولونه ولسانه.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى