كلما خطط قادة أركان الحرب في الجيش لمعركة استنادًا على كفاءة ومقدرات ذوي النياشين وشهادات الحرب، تفشل الخطة عند أول اشتباك مع قوات الدعم السريع بفعل استخدام الأخيرة لفنون الحرب الخاطفة التي تعتمد على الشجاعة في المواجهة وإجادة استخدام السلاح، هذه العقلية معروفة في الحروب البدوية، وهي نقيض فنون الجيش في القتال التي ترتكز على الدفاع والتمركز في نقطة ما.
ضباط الجيش المعاشيين الذين استفسرتهم عن سبب انتصارات الدعم السريع على الجيش، كانت إجابات الغالبية منهم أن الجيش يستخدم خطط الدفاع والهجوم التي تعلموها في الكلية الحربية في القرن العشرين، تلك الخطط تصلح لمواجهة قوة تستخدم ذات الأساليب في القتال، ولكن قوات الدعم السريع تستخدم فنونًا قتالية يغلب عليها عنصر المباغتة، الأمر المفقود لدى الجيش.
قبل أيام تحدث الفريق ياسر العطا أمام حشد من مناصري الجيش بفخر عن وجود خطة لتنفيذ هجوم على قوات الدعم السريع في مكان غير متوقع، وكان يشير إلى قوة من حركة مناوي قوامها 300 عربة قتالية مجهزة بأحدث الأسلحة، تم إعدادها في المثلث لضرب «بادية الرزق» في هدف خبيث لتحويل الحرب إلى حرب أهلية.
كانت استخبارات قوات الدعم السريع ترصد تحركات القوة بدقة، إلى أن وضعتها في كمين محكم بالقرب من منطقة «أم بعر»، ومن ثم هجمت عليها بسرعة البرق. استمرت المعركة لمدة لا تتجاوز الربع ساعة، لتنتهي بهزيمة نكراء لقوات مناوي، ووقع في الأسر (400) أسير من الحركة، واستلام (130) عربة بكامل عتادها الحربي، وتدمير (30) عربة وقتل العشرات.
من سوء حظ العقيد بابكر الذي يتبع للحركات، أنه قد تحدث في بث مباشر أثناء تحرك القوة، وتوعد قوات الدعم السريع بالهزيمة، بعد المعركة ظهر ضمن الأسرى مكسور الجناح يستجدى الجنود بحسن معاملته.
معركة «أم بعر» تعتبر بمثابة كسر عظم السلسلة الفقرية لقوات مناوي، وتحتاج الحركات لسنوات لإعداد نفس القوة من حيث العدد والعتاد.