أخبار

محمد طه القدال (الجماهير) ترصد بعض ما دونه السودانيون في رحيل الشاعر القامة

البرهان: اتسمت أشعاره وكلماته بالعمق والوضوح في التعبير عن مقاومة الاستبداد

مجلس الوزراء: لم يكن محمد طه القدال مجرد شاعر عبر من تاريخنا

التعايشي: القدال طائر الفينيق الذي حلَّق عاليًا ومضى

الخرطوم- الجماهير
نعى السودانيون، على مختلف مشاربهم، على المستويين الرسمي والشعبي، وبحزن عميق، الشاعر السوداني الفذ، محمد طه القدال، الذي غيبه الموت ليل الأحد بمستشفى الأمل بالعاصمة القطرية الدوحة، بعد صراع مع المرض.. فيما يلي ترصد (الجماهير) بعض تغريدات الحزن بحق القدال.

البرهان
رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان

أديب وشاعر فذ
نعى رئيس وأعضاء مجلس السيادة الانتقالي، عند الله تعالي المغفور له بإذن الله، الشاعر الكبير محمد طه القدال، الذي لبى نداء ربه بمستشفى الأمل بدولة قطر، بعد رحلة علاج في كل من القاهرة والدوحة. وقال في بيان: “إن مجلس السيادة إذ ينعيه إنما ينعي للشعب السوداني أديباً وشاعراً فذاً، ظل طوال عمره يصدح بكل المعاني التي رسخت للحب والخير والجمال، وعززت من معاني الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان”.
بقول غنوات
ومن على صفحته الرسمية بـ (تويتر)، غرد رئيس مجلس السيادة، الفريق عبد الفتاح البرهان، قائلاً: “بقول غنوات في البلد البسير جنياتها لقدام.. وفي الولد البشيل مدقاقو قولة خير على القمرة.. يقابل الجاية متحزم ويقابل الجاية متلزم”. وأضاف قائلاً: “ستبقى كلماتك خالدة في ذاكرة الوطن، ومعانيها حاضرة في دواخلنا، ملهمة ووقود لعشق ترابنا الغالي. نسأل الله لك الرحمة والمغفرة شاعرنا القدال”.

رئيس وزراء السودان – د. عبد الله حمدوك

ليس مجرد شاعر
وبدوره، نعى رئيس مجلس الوزراء، الشاعر الكبير القدال وقال في بيان: “لم يكن محمد طه القدال مجرد شاعر عبر من تاريخنا، لكنه صاحب مشروع شعري وإنساني ووطني عظيم، غني بالمعاني والقيم الجميلة. ظل طوال حياته صادحاً بأغنيات الحب والخير والجمال، شادياً بأغنيات الحرية والطلاقة حتى في ظل أعتى الديكتاتوريات التي غطت سماء بلادنا”. وأضاف: “إننا ننعى اليومَ علماً مِن أعلامِ الأدب السوداني، حكيم الشعراء، أو شاعر الحُكماء، الشاعر الإنسان محمد طه القدال، الذي كانت حكمته المسجوعة زاداً للصبرِ على عسفِ الاستبدادِ وعهودِهِ المتطاولة، ووقوداً لمقاومته، وإكسيراً يُطَبِّبُ جروح الأفئدةِ والأرواحِ، الشاعر الذي كانت كلماتهُ نوراً ينقدِحُ في لُجّةِ الظُلمات، حيث تقلّدَتها رقاب السودانيينَ تميمةَ انتماءٍ أصيلة لهذا الوطن برغم تنكب صعابه، جرت فيها حكاياتنا وأمثالنا وتاريخنا التليد المجيد، ونحن إذ ننعيه ننعي الكلمة الرصينة، والفؤاد المُرهف، والعقل المتقد الذي يكادُ لفرطِ حدتهِ أنْ يفلِق الشعرة؛ نترحم على استبصاراته العجيبة التي ساقها في إحدى قصائده، والتي استهلها برغم الأحزان الخاصة والعامة في الثامن عشر من ديسمبر من عام الثورة، حيث نكأ فيها جروحنا وعالج انكسارات أمتنا، ثم ختمها بعد أن أثقل كفوفه بالضراعات والآمال”.

وزير الثقافة والإعلام: الراحل من أبرز الشعراء السودانيين

الدقير: سيبقى حيّاً بنصوصه الباذخة التي تزيده سطوعاً

شبكة الصحفيين: كان واسِطةَ عِقدَ جيلٍ فَريدٍ في الحِركة الثقافية والشعرية في البِلاد

شاعر الأمل والتفاؤل
وتابع مجلس الوزراء في نعيه: “كان القدال شاعر الأمل والتفاؤل، لم يستسلم لليأس والقبح والظلم، ولم يكفر بإمكانية انتصار الحق ولو بعد حين، كان دائماً يبصر النور القادم ويبشر به أبناء شعبه، ويغني لنضالهم وصمودهم. كان القدال، ولا يزال، شاعر الثورة التي انتظرها أبناء بلادنا، وأشعلوها ذات فجرٍ مضيء، وكان هو بانتظارها، وكان من كرم الله علينا وعلى القدال أن شهد بعينيه انتصار القيم التي ظل يشدو بها، وعاش أفراح شعبه بعد سنوات الألم والتيه”.

وزير الثقافة والإعلام حمزة بلول

أبرز الشعراء السودانيين
ومنجهته، نعى وزير الثقافة والإعلام والعاملون بالوزارة ببالغ الحزن والأسى الشاعر الفذ محمد طه القدال الذي أعلنت وفاته مساء الأحد بمستشفى الأمل بالدوحة. وقال بيان أصدرته الوزارة: “يعد الراحل من أبرز الشعراء السودانيين، إذ لمع نجمه منذ الثمانينيات من القرن الماضي، واستطاع أن ينحت مفردته الشعرية الخاصة المستمدة من بيئته الثقافية واللغوية، وانحاز لكل ما من شأنه أن يمجد الحياة والوطن والحرية ورفاه الإنسان، وحصل بذلك على امتداح النقاد، ومضايقات الدكتاتوريات، وتابعته بالتصفيق أكف الجمهور المتحمس دوما لشعريته”. وأضاف: “غنت له مجموعة عقد الجلاد الغنائية، والراحل مصطفى سيد أحمد، بألحان لافتة، كانت العنوان الأبرز لمرحلة كاملة من المقاومة”.

عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي

طائر الفينيق
ونعى عضو مجلس السيادة الانتقالي، محمد حسن التعايشي، على صفحته بـ (فيسبوك)، القدال، وقال: ”القدال طائر الفينيق الذي حلَّق عاليًا ومضى. غادرنا إلى مثواه الأخير راضيًا مرضيًا شاعرنا الرصين وفارس كلمتنا الأستاذ محمد طه القدال، بعد رحلة باذخة من البذل والعطاء والعمل العظيم، انحاز الفقيد بصدق إلى قضايا الغلابة والمحرومين بأشعاره الخالدة التي شكَّلت وجدان السودانيين، ومواقفه الصلبة والراسخة تجاه القضايا الوطنية الكبرى، إننا إذ ننعاه في هذا المساء فإننا ننعى هرماً سودانياً متفرداً وروحاً مسكونة بالوجد والمحبة وعقلاً ممتلئاً بالإبداع“.

مالك عقار

الإنسان الوطني
وكتب عضو مجلس السيادة، رئيس الحركة الشعبية –شمال، مالك عقار قائلاً: “تلقيتُ ببالغ الحزن نبأ وفاة الشاعر الثوري الإنسان الوطني محمد طه القدال، الذي اتسمت أشعاره وكلماته بالعمق والوضوح في التعبير عن مقاومة الاستبداد والظلم، وملهماً للسودانيين في الصبر والعزيمة والكفاح من أجل الوطن، وكان شاعراً وأديباً جسد معاني الحب والإخلاص والوفاء وحب الوطن”. وأضاف: “برحيله فقد الوطن قامة من قامات الفن والجمال والإبداع، وانطفأ سراج كان ينير الطريق ويبث الأمل في النفوس لحب الخير والوطن، أبعث بأحر التعازي وصادق المواساة لأسرته وأهله ومعارفه ومحبيه وكافة السودانيين، لا سيما قبيلة الشعراء والأدباء والمبدعين، نسأل الله أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة، وأن يلهمنا وأهله الصبر والسلوان”.

وزير رئاسة مجلس الوزراء خالد عمر يوسف

شاعراً ومثقفاً ومناضلاً
وفي سلسلة تغريدات على (توير) كتب وزير شؤون مجلس الوزراء خالد عمر يوسف قائلً: (كنت حاضراً بمطار الخرطوم في وداعه في رحلة سفره الأخير مستشفياً من الداء اللعين “سفريتاً مي في النية ومي هي الكانت محرية”… صافح ببشاشته التي لا تميز بين الناس.. حدثني عن عمي المرحوم بدل يوسف رفيق صباه ولم ينفك يذكر محبوبته الجزيرة التي تحسر عليها سابقاً حين قال “والأرض لا حليوة ولاها دي الجزيرة”.
وأضاف (شكل القدال وجدان أجيال بأسرها.. أحكم وثاقها بهذه الأرض.. طينها وسماءها وهواءها.. طوع القدال جمال لهجات بلادنا بلغة تضرب جذورها عميقاً في تربة السودان.. وسطه وشماله وغربه وشرقه وجنوبه).
وتابع (رثى القدال الجنوب الذي غادر بطواقي الخوف بـ”ما بجيب سيرة الجنوب”.. زرع فينا القدال الأمل باكراً لننتظر يوم وعد البلاد:
يوم الوعد
يا حلوة فيك
الدنيا ما كانت شروق
إلا الأرض، متكشفة ومتبلمة
نعم إنو من خير الخريف
لفحالها شال
يوم الوعد..من طرحة خضرة
فرحة دوب تتشابا لعين الشمس
يا يوم الوعد
من بت حليوة، الابسا بيضا
بيضا كذا الحليب)
واختتم (كان القدال فينا شاعراً ومثقفاً ومناضلاً لا تلين له قناة.. دخل دنيانا من أوسع أبوابها وخرج ساكناً قلوب الملايين.. حين توجه بالدعاء إلى المولى عز وجل لم يرجو سوى أن تسلم بلادها التي أحبها:
خوفي على البلد الطيب جناها وقمنا في خديرا
لا تحصل خراب .. لا ارجى يوم وديرا).

عمر الدقير

نصوص باذخة
من جانبه، كتب رئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير على حسابه بـ (فيسبوك): ”ترجّل القدال عن حصان القصيدة ليلامس التراب ويشمه، ثم يواصل تبشيره بالوطن الجديد. مثله يفيض عن مساحة قبره، ويرشح من صمته الأبدي نثيثٌ يقاوم اليباب، فهو الشاعر الذي انتمى لضمير شعبه واتسعت قصائده لآلامه وآماله. توقف قلبه النابض بحب السودان وناسه، لكنه سيبقى حيّاً بينهم بنصوصه الباذخة التي تزيده سطوعاً كلما أوغل في الغياب”.


شمسُ (حليوة)
وعنونت (شبكة الصحفيين السودانيين)، تدوينتها على دفتر الأحزان بـ (القدَّال، سِفرُ تَكوين البِلاد وعُهودَها الجَّديدَة)، وقالت: “لم يكُ الشاعر، الرائي، أو المُثقف الصَّقيل وطنياً بَارزاً، مَعلَماً شاهِقاً في مِعمَارِ الحياة السودانية، فحسبْ. هو التُربة شَديدة الخُصوبة، تيرابُ الآتِ والظلالُ التي انداحَت نحو الناس إبان عِهودِ الهَجيرِ وسماوات الحَر ْالتي ما فتئت تَهُبُّ بلادنا كلَّما دوَى في المذياعِ مَارش ُ عَسكر ْ”.
وأضافت: “هو شمسُ حليوة التي سَطَعت على وِجدانِ الملايين، وَسَعت الناس في البوادِ والقُرى والكنابى والمدن الفيافِ، هو البيتُ المُشرَعُ الأبوابْ، للفَاتُوا والغَاشِين، ظُل المَقِيل وسَند الوَاقعَة وفزع البعيد وربَّاي اليتيم، وأنيس الهاجِّي والمَفجُوع”. وتابعت: “استقرَّ وعياً، تسَامَى قصيدة، انداحَ حياة في المعنى والاتساق، في حياة الزَّارعينَ الصبرَ، والعامِلينَ الكدحَ. الحَاملين الزَّهرَ، والشَّارعينَ السِّلاحْ، الشَّاهرين قُلوبَهم للحقيقةِ وللحبِ وللرُصاص؛ في أقبيةِ الزنازنين صَوتاً، وفي شوارعِ النضالِ مَوقفْ، كانَ نبياً في تَمام تكوينِ هذي الشُّعوب: عُمالُ الموانئ الكلَّات، زُرَّاعُ القُطن في جبالِ النوبْ، رَهَقُ المَراحِيل، الإبلُ والبقَّارة، تِسفَاراتُ الصَّعيد والإنقسنا، أشجانُ الموظفين الحديثة، وأشواقُ الطلابْ. سَكِينةُ الصليب وسَلامُ المئذنَة، رَحَماتُ الأديِرة وضَراعاتُ الكُجور”.
واسِطةَ عِقدَ
واختتمت (شبكة الصحفيين السودانيين) بيانها بالقول: “إذ ننعى اليومَ، بأسى بَالغ، وقلبٍ كَليم، الشاعر السوداني الفذ محمد طه القدال الذي اصطَفاهُ المَولى إلى جِوارِه الكَريم، راضياً مَرضِيا، فإنَّها تنعَى واسِطةَ عِقدَ جيلٍ فَريدٍ في الحِركة الثقافية والشعرية في البِلاد، وطليعياً أصيلاً نَهضَ بسُؤالاتِ البِلادِ في أتُون الدولة الوطنية التي تسْعَاها الجُموعُ مُنذ الاستِقلال، ومُناضِلاً عَظيماً مع الشُّعوب الأفريقية والعربية النَّاهِضَة ضد الاستعمَار المُعاصِر وامبريالية اليانكي والصهيونية، وكَاتباً أسَّسَ وسَاهمَ في تَدعِيمِ المَكتبةِ السُّودانيةِ، المَقروءَةِ والمسمُوعةِ، وِجداناً كاملاً من أعمالٍ منشوراتً وأشعَارٍ مُغنَّاةٍ، وقَبلاً، حَركيَّتَهُ الفاعِلَة في المؤسساتِ العامَة والثقافية على وَجهِ التَّخصِيص التي كانَ وسيَظلُّ، عَموداً فَقرياً فيها بسِهَامِ كِنَانَتهِ التي بَذَل”.


انطفاء شمعة

أما الموسيقار محمد الأمين، فاعتبر وفاة القدال بمثابة انطفاء شمعة، قائلاً على صفحته بـ (فيسبوك): ”على الرغم من أنني لم أتشرف بالغناء من أشعاره وكلماته التي لامست وجدان كل سوداني، فقد كانت تجمعني بالفقيد علاقة صداقة وأخوة لسنوات كثر. اليوم انطفأت شمعة ضاوية في كل دار سودانية“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى