رأي

محمد لطيف يكتب.. هل اتاك .. حديث الجهاز ؟ !

محمد لطيف

انعقد مجلس شورى الحزب الحاكم .. ورغم ان الاجندة كانت محددة ..الا ان احدهم اصر علي اقحام موضوع تحديد مرشح الحزب لانتخابات ٢٠٢٠ .. وكان طبيعيا ان يعترض البعض علي الاقتراح كونه ليس مدرجا فى جدول الاعمال .. ولكن بالطبع كان من السهل لمن أراد ان يعيد صياغة المشهد .. ليكون اول تسريب يخرج من دهاليز الشورى ان الأخير رفض ترشيح البشير لانتخابات ٢٠٢٠ .. ! ولم تنتهى القصة .. فقد كان ثمة من يختبيء في ذات الدهاليز .. لينفي ما هو غير مثبتٍ اصلا .. فحملت بعض الصحف تصريحات احدهم .. تقول التصريحات فى أولها ان مجلس الشورى لم يناقش امر التعديلات الوزارية .. حتى ظن الناس ان مجلس الشورى كان ينبغي ان يناقش امر التعديلات الوزارية ..! ولكن ذاته صاحب النفى عاد فى نهاية التصريح ليقول ان التعديل الوزارى لم يكن مدرجا في جدول اعمال مجلس الشورى .. بل ان امر الجهاز التنفيذي ليس من اختصاص الشورى اصلا .. ! يا للهول .. إذن لمصلحة من كان التطوع بنفي ما هو غير مثبت اصلا ..!؟ 

وعجائب الشورى لا تنتهى .. فثمة تسجيل صوتى للرئيس .. يجمع المراقبون على انه حديث للرئيس في جلسة مغلقة لمجلس الشورى الأخير .. قد يبدو الحديث عاديا فى ظروف عادية .. وقد يكون الحديث متسقا مع ما عهده الناس فى الرئيس من صراحة واستعداد للمواجهة غض النظر عن النتائج .. ولكن ذات الحديث والذى بدا عنوانه العريض .. ان الحكومة ليست مستعدة تقديم كل شيء علي طبق من فضة لمواطن يريد الحصول علي كل شيء دون ان يقدم شيئا .. كان كفيلا لصب الزيت علي نار يشعلها ضيق المعاش وعجز الناس عن توفير مطلوبات أساسية .. وفى الوقت الذى ينتظرون فيه ترجمة وعود .. ذات الرئيس باحتواء اثار الميزانية .. ! إذن التسريب الذي لم يعرف بعد ما اذا كان متعمدا .. ولمصلحة من ..؟  كاد ان يضرب مصداقية دولة الرئيس فى مقتل .. !اذن كانت هذه حصيلة يومين فى حضرة الحزب .. او واحد من اهم مؤسساته .. بالطبع لن يُزعم احد ان الرئيس كان غاضبا من حزبه .. ولكن لو قال احدهم ان الرئيس ربما لم يكن سعيدا بكل وقائع مطلع الاسبوع ذاك فى دهاليز الشورى .. لربما لم يفارق الصواب كثيرا .. ولئن قال احدهم ان وجهة الرئيس الطبيعية حين تضيق فى وجهه الأمور .. هى حزبه .. فهو مصيب تماما .. عبر الرئيس (شارع  الجيش ) ذاهبا الى شورى حزبه .. كانت حصيلته .. رفض و نفى وتسريب ..! 

يبدو ان الرئيس قد أعاد ضبط بوصلته .. ولا نجزم ان كانت خطوة مرتبة ام محض صدفة .. فتوجه  الى مقر قيادة جهاز الامن والمخابرات الوطني ..نهاية الاسبوع ..  وهذه المرة دون الحاجة الى عبور ( شارع الجيش ) .. وهناك تلقى تنويرا .. ثم حصد السمع والطاعة .. فالجهاز مؤسسة منضبطة لا شأن لها بمن يرشح من .. ولكن اهم ما خرج به الرئيس افادة نقلتها كل الصحف .. صيغت بذكاء حتى بدت لكأنها لتدحض ذلك التسريب .. تصب كلها فى صالح المواطن تقول .. ( هذا  وقد وجه سيادته .. تعنى الرئيس بالطبع .. بضرورة مواصلة الجهاز لمسيرته نحو مكافحة قضايا تهريب السلع الإستراتيجية بأنواعها المختلفة بالتركيز  على المواد الغذائية والبترولية والذهب ، كما شدد سيادته بضرورة التعامل بحسم مع كافة التجاوزات فيما يخص المضاربة بالعملات الأجنبية وعائد الصادرات السودانية بلا تساهل، وأوضح السيد رئيس الجمهورية أهمية إحكام الرقابة على المتلاعبين بقوت المواطنين، وفي ختام الاجتماع أشاد السيد الرئيس بأداء الجهاز المستمر وحيا جميع منسوبيه )  .. ولو لم يكن الرئيس هو نفسه القائد الأعلى لجهاز الامن والمخابرات الوطنى لحسب القوم انه تحالف جديد .. ولكن المؤكد انها بيعة جديدة .. قابلها تفويض مطلق .. اما ان شئت ان تربط بين الواقعتين فهذا شأنك ..!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ