أخبار

… ويسألونك عن تتريس شارع الستين، وإغلاق كبرى المنشية…!?

بقلم:-
عبدالله رزق
abusimazeh@yahoo.com
أصدرت لجان المقاومة بالجريف شرق، اليوم الخميس، بيانا، أعلنت فيه فتح كبرى الجريف شرق(المنشية) ، بعد أن قررت في وقت سابق، إغلاقه، لثلاثة أيام في إطار تصعيد للاحتجاجات والتحركات المطلبية التي ابتدرتها، مؤخرا. وعزت ذلك، في البيان، الذي نشرته وسائل التواصل الاجتماعي( لحدوث إنفلاتات أمنية منظمة و مرتبة من جهات نعلمها جيداً، و بعد حدوث عدة مواجهات، و تضرر لعدة مواطنين من عمليات نهب منظمة في مدخل كبري الجريف شرق من جهة شارع النيل و مدخل الكبري ،و حدوث عدة إصابات و إشتباكات بين ثوار الجريف شرق و عصابات مجهولة ( معلومة ) المصدر) وقال البيان أنه (تم تسليم بعض المتفلتين للجهات النظامية ..)، لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل عن اؤلئك المتفلتين المقبوض عليهم، واتجاهاتهم السياسية، او الجهات السياسية التي تقف وراءهم، أن وجدت.
واكد البيان أن الإجراء لا يعني وقف التصعيد، وإنما تعليقه مؤقتا(حتي تدرس كل الخيارات المناسبة و التجهيز الجيد لكل الخطوات التصعيدية) والتي سيتم الإعلان عنها لاحقا، حسب البيان.غير أن أهم ما تضمنه البيان، بعد الإقرار بوجود عناصر معادية تستغل تحركات لجان المقاومة شعاراتها وعناوينها للإضرار بالثورة والمسيرة الثورية، خدمة لمصالح قوى الردة، فقد توفرت لجان المقاومة بالجريف على الشجاعة الكافية لتعتذر ( لكافة المواطنين عن كل الأضرار التي تعرضوا لها)، وهي أضرار لا مبرر لها، وتناشد كل متضرر التواصل معها عبر صفحتها على فيسبوك .وذلك خلافا، لموقف بعض الجهات المستفيدة، فيما يبدو، من تلك الأضرار، والتي حاولت وتحاول، باستمرار، الدفاع اليائس، عن مثل هذه الأشكال الاحتجاجية المثيرة للجدل، المرتبطة بمقاومة نظام سابق، ذي طبيعة مختلفة، والتي بدأ واضحا، من الوهلة الأولى انقسام المواطنين في الموقف منها، بدلا من تبنيها، وتشجيعها، ودعمها، وبالتالي تحول التحرك الاحتجاجي، رغم مشروعية المطالب التي يرفعها، إلى أداة انقسام جديدة وسط قوى الثورة، مما يضعف هذا التكتيك، ويفسد جدواه، ويحبطها.
لقد جادل كثيرون في أن تتريس الشوارع، وإغلاق الكباري، كنوع من التعبير الاحتجاجي، قد فقد مبرره بسقوط نظام البشير القمعي، وتوفر الحريات التي تكفل للمواطنين ممارسة الاحتجاج السلمي للتعبير عن مطالبهم، دون الإضرار بمصالح الآخرين وحقوقهم وحياتهم، بعد انتصار الثورة.
يعكس بيان لجان المقاومة بالجريف شرق، حالة متقدمة من الوعي، ماثلة في ممارسة النقد الذاتي، في الاعتراف بأخطاء الممارسة، والاعتذار عنها لكافة المتضررين،، منها، وتصحيحها،وهو درس ثمين من شأنه أن ينير طريق عديد من اللجان في العاصمة والاقاليم، بجانب القوى السياسية وتنظيمات المجتمع المدني، ويمكنها من تجويد عملها عبر المراجعة الانتقادية لمسيرتها، بدلا من التمترس الكارثي خلف المكابرة والادعاءات الزائفة.
لم يكتف شباب وشابات الجريف شرق، وما حولها من أحياء، بهذا البيان المستنير، وإنما ارفقوا القول بالفعل. حيث حملت السوشال ميديا صورا رائعة لشباب المقاومة،بنين وبنات، وهم يقومون بنظافة شارع الستين من الأنقاض، واعادة رصف الانترلوك، والذي تم اقتلاع في وقت سابق، واستخدامه في بناء متاريس لإغلاق الشارع، وهو أمر كان موضع انتقاد المواطنين المتضررين، أيضا. ولم يجد شباب المقاومة والثورة، مانعا من الإقرار الشجاع والجريء، وان بشكل ضمني وبنحو فعلى، بإن ماحدث للشارع من تعد وعدوان، لايمت للثورة، وسلميتها التعبيرية، بصلة.
تكمن الماثرة الكبري لشباب مقاومة الجريف، في اليقظة والوعي لمخططات قوى الردة، والعمل على اجهاضها في مهدها، وعدم تمكينها من استغلال الحركة المطلبية أو الاحتجاجية، التي تنبثق من أوساط قوى الثورة وخندقها،وتحويلها إلى حصان طروادة للقوى المعادية للثورة. وبالمثل، فأن التراجع عن تتريس شارع الستين وإغلاق كوبري المنشية أمام حركة المواطنين، لايعني التراجع عن المطالب المشروعة، وإنما التراجع عن تكتيك غير موات، وعنيف، إلى الأشكال المشروعة المطالبات والاحتجاجات السلمية. وهو تحول من شأنه أن يسهم في ترقية وعي وممارسة لجان المقاومة، كافة، وفي عزل قوى الردة، وفي تحصين الثورة وقواها، ومؤسساتها، في مواجهة الاختراق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ