أخبار

لا يمكنك التعليق الآن ،، خوارزميات مارك المتحيزة

بقلم بتول المسلمي

تتسارعُ الأحداثُ  التِي بدأت بتهجيرِ أهالي حي شيخ الجرّاح  شرقِي القدس بفلسطين ، اثنتا عشر عائلة فلسطينية قرر الإحتلال سرقة منازلهم و استيطانها من قِبل عائلات اسرائيلية .
كانت أدوات الإحتجاج منظمة ، و قد تمثلت في مظاهرات سلمية و اعتصام في ساحة المسجد  الأقصى ، تبِعتها اعتقالات واسعة نفذها الإحتلال الإسرائيلي ضد المواطنين الفلسطنيين ، تلاها تصعيد من قوات المقاومة في فلسطين (كتائب القسام و حماس ).
ثم التصعيد الإسرائيلي ،  قصف و استهداف  أبراج سكنية في غزة ، قتلى و جرحى تحت الركام ، أطفال و نساء ، شباب و كهول فُقدت أرواحهم .
وثقت كاميرات وسائل الإعلام تللك اللحظات القاسية و المستمرة حتى الآن .
من جانبها تضامنت إدارات  تطبيقات الهواتف المحمولة ، على وجه الخصوص فيسبوك و انستغرام و تيك توك مع الإحتلال الإسرائيلي ، و عملت على عرقلة وصول الصورة الحقيقية  الى المستخدمين في العالم .
بدأ الأمر باستهداف حسابات لناشطين فلسطنيين و حظرها  ، و فرض رقابة على  منشوراتهم ، حتى أنّ  شبكة القدس الإخبارية   قد أعلنت عن حذف تيك توك لحسابها على التطبيق .
و انتهج فيسبوك و انستغرام نهجًا دكتاتوريًا آخر ، ما أن تنشر محتوى  عن جرائم الإحتلال يتحدث عن ما يحدث داخل الأراضي الفلسطينية  ، أو  يحتوي على كلمات مثل : ( القدس ، فلسطين ، الاحتلال، اسرائيل  ..الخ ) ، أو تحاول التعليق عليه تظهر نافذة صغيرة تخبرك أنك لن تستطيع التعليق الآن
الآن تحديدًا و أنت تتحدث عن قضية إنسانية ،
سيتم اتهامك بالعنصرية ، و أنَّ محتوى ما تنشره يحض على الكراهية ، حتى لو كان ما نشرته فيديو يفضح كراهية الإحتلال و عنفه الفظيع ، حتى لو كان صورة لطفل مات تحت القصف ، حتى لو كان هاشتاق أو كلمة .
لا يمكنك التعليق الآن ، لا يمكنك رفض الظلم ، لا يمكنك توثيق جرائم الحرب غير الإنسانية ، لا يمكنك دعم الحق ، لا يمكنك التعبير عن ذلك  الآن ، ولا أي وقت آخر .
اقترح بعض رواد وسائل  التواصل الاجتماعي طريقة جديدة للتحايل على قوانين مارك المتحيزة ،  و هي الكتابة باللغة العربية دون نقاط .
لكن ما لفت أنظار العالم هي دكتاتورية النظام الرقمي ، لقد حازت هذه الوسائط _في وقت سابق _ على ثقة المستخدمين الذين وجدوا فيها مساحة للتعبير عن أفكارهم و تبادل الأراء ، و الآن يسألك فيسبوك عندما تشرع في كتابة منشور ما ( بمّ تفكر ) ، لكن عندما تبدأ في صياغة أفكارك و نشرها قد يمنعك من نشرها اذا كان ما تفكر به لا يتطابق مع ما يريدك أن تفكر فيه .
ما يحاول فيسبوك و بقية المنصات فعله ، هو إخراس صوت فلسطين ، و قتل القضية الفلسطينية ، التي تخرج من الركام عنوة بعد أي قصف عنيف في أراضيها ، ستبقى حية و قوية ، لن تموت جذوة المقاومة هكذا ، إنها موجودة في دم كل حر ، لذلك لم تتوقف حملات التضامن على أصحاب القضية وحدهم ،
ممثلين و مغنين و كتاب و سياسيين ، و عارضات أزياء ، و مواطنين عاديين ، يملكون هاتفًا نقالًا و ضمير حي ، وقفوا ضد الاحتلال بكل جبروته و دعم العالم الغربي له و الاعلام المتحيز ضدهم ، و التطبيع الذي أُثبِتَ أنّه حبرٌ على ورق .
رغم اعتذار فيسبوك في رسالة الى السفير الفلسطيني ببريطانيا ، إلا أنها تعتبر سقطة أخلاقية ، فالتحيز المفضوح ضد المحتوى الفلسطيني كان واضحٌا و مستفزًا ، و تهميش القضية الإنسانية و شيطنتها بدا  مقصودًا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى