رأي

رأي – سقوط سلاح المدرعات العمود الفقري للجيش

بقلم: العقيد (م) صديق الطيب احمد
 
بصفتي وخبرتي العسكرية التي تجاوزت الثلاثين عاماً، استطيع القول أن قوات الدعم السريع قدمت أروع أساليب القتال والخطط العسكرية الإستراتيجية والتكتيك الحربي في معركة سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة الإستراتيجية حيث هاجمت قوات الدعم السريع سلاح المدرعات من ثلاثة محاور، مستخدمةً الأسلحة الخفيفة والسريعة مسنودة بمدرعات قتالية تم استخدامها أول مرة، مما جعل قوات الجيش تنسحب من جميع إرتكازاتها وقد أظهرت الفيديوهات المباشرة للمعركة انسحاب أفراد الجيش لداخل سلاح المدرعات في مشهد يؤكد أن هذه المعركة يقودها قيادات من الإسلاميين وليس ضباط من سلاح المدرعات التي عرفها الجميع بالشجاعة والإقدام.

ومن جانب آخر أكثر شيء أضر بالجيش هو الإعلام الكاذب الذي ظل يروج له اتباع النظام البائد والحركة الإسلامية لخلق إنتصارات غير حقيقية في أرض الواقع، في ظل غياب تام لقيادة التوجيه المعنوي للجيش.!

إضافة لذلك نشر عدد كبير من الإسلاميين في صفحاتهم على الفيسبوك رسائل التعازي والبكاء لعدد من قيادات الحركة الإسلامية الذين سقطوا في هذه المعركة مع أسر عدد من كتيبة البراء بن مالك، الذين تولوا قيادات سلاح المدرعات وقد أظهرت الفيديوهات مقطع لأسير لم يتم التأكد منه بعد، يقال أنه شقيق الإسلامي الإعلامي عبدالرحمن عمسيب النسخة الثانية من الانصرافي، الذين اضروا بالمؤسسة العسكرية كثيراً.

وقد أكد لي أحد ضباط المدرعات الناجين من المعركة عبر الهاتف صعوبة الإمداد العسكري لسلاح المدرعات نسبة لتحكم قوات الدعم السريع في جميع مداخل ومخارج الخرطوم بما فيها النقل البحري وسلاح الجو الذي حاول قصف قوات الدعم السريع لكنه يواجه صعوبة في ذلك نسبة لتمركزهم بسور سلاح المدرعات مما يعرض القوة داخل المدرعات نفسها للخطر.

وكما هو معلوم أقرب معسكر للمدرعات هو سلاح الذخيرة واستحالة وصول الإمداد منه وهو أيضاً على وشك السقوط.

وكانت هنالك محاولة إمداد عسكري من جبل أولياء لكن قوات الدعم السريع في معسكر طيبة أفشلت ذلك الإمداد وقطعت الطريق.

وقد انتشرت في الوسائط رسائل إنذار أخير من القادة الميدانيين للدعم السريع لشرفاء القوات المسلحة وأضم صوتي إليهم بالإنسحاب من المدرعات وبالفعل فقد استجاب عدد كبير منهم وما تبقى متخندق منهم قد اختار مصيره بنفسه في حرب عبثية يقف وراءها فلول النظام البائد.

وعليه كل المؤشرات الآن تدل على سقوط سلاح المدرعات العمود الفقري للجيش وبعدها نتوقع نهاية الحرب وعندها لن نجد جيش ولن يجدي البكاء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى