أخبار

محمد الفكي: إعادة بناء الأقاليم السودانية ضرورة ملحة لتجاوز آثار حرب أبريل

الخرطوم – الجماهير: قال عضو مجلس السيادة السوداني السابق محمد الفكي سليمان يوم الأربعاء أن حرب أبريل قضت على آمال السودانيين في حياة أفضل، ودعا إلى إعادة بناء الأقاليم السودانية .

وقال الفكي في مقالٍ نشر على منصة انتقال بعنوان “البندر فوانيسو البِوقدن ماتن “ أن السودان عرف الحرب مبكراً قبل استقلاله بشهورٍ عدة، وأنها ظلت تشتد وتخبو نتيجة معالجاتٍ قصيرة الأمد، وأن حرب 15 أبريل 2023 جاءت مختلفة وهي تتويجٌ لهذا الإرث الدموي الطويل.

ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلَّفت أكثر من 9 آلاف قتيل، فضلا عما يزيد على 5 ملايين نازح ولاجئ داخل البلاد وخارجها، وفق الأمم المتحدة.

وأضاف الفكي سليمان أن الدروس المستخلصة من هذا الحدث المزلزل هي ضرورة اتباع سياسات لانعاش أقاليم السودان الشاسعة، وإعطاء الأولوية في التعويض للراغبين في إعادة إعمار أوطانهم الصغيرة، واستثمار جزء مقدر من أموال إعادة الإعمار لتقديم الخدمات الأساسية من صحة وتعليم.

وأكد الفكي على أن إعادة بناء الأقاليم السودانية هي مسؤوليةٌ مشتركة بين الحكومة والمجتمع المدني، وأن ذلك يتطلب جهوداً كبيرة وتضافر كافة الجهود.

ويؤكد الفكي أن الحروب الطويلة جعلت المؤسسة العسكرية والغةً في السياسة اليومية وأعطتها خطاباً جعلها صاحب أحقية في طلب السلطة، وأنها دمرت فرص القوى الديمقراطية في مؤسسات حزبية قوية ومجتمع مدني معافى.

كما يشير الفكي إلى أن الحروب المستمرة في السودان غيرت بنية الخرطوم فتحولت من عاصمةٍ صغيرة يعيش فيها أقل من مليون شخص من الرأسمالية الصناعية والتجارية وجهاز الدولة البيروقراطي من كبار ” الأفندية” الذين يديرون قُطراً شاسعاً إلى مدينة يحج إليها الملايين من أبناء السودان بحثاً عن الأمان ولقمة العيش وحياة أفضل.

وقال الفكي أن الحرب قضت على آمال السودانيين في حياة أفضل، حيث دمرت مدينة الخرطوم، التي كانت تمثل حلم الملايين من أبناء السودان بحثاً عن الأمان والرخاء.

وبحسب عضو مجلس السيادة السابق محمد الفكي سليمان، فإن الحرب أدت إلى مقتل الآلاف من السودانيين وتشريد الملايين، كما تسببت في تدمير بنية الخرطوم التحتية، بما في ذلك المنازل والمصانع والمرافق العامة.

وأضاف الفكي أن الحرب أعادت السودانيين إلى نقطة الصفر، حيث عاد الملايين إلى مناطقهم الأصلية في حالة ذهول كاملة، بعد أن دمر الصراع الوحشي مدينة بُنيت بجهدٍ خلال سنوات طويلة.

وقال الفكي أن حرب أبريل كشفت عن اختلالاتٍ مفزعة في توزيع المصانع السودانية، حيث تركز الغالبية العظمى منها في العاصمة الخرطوم، على الرغم من أن منطق الإنتاج يقضي بتواجدها في مناطق إنتاج المواد الخام.

وبحسب عضو مجلس السيادة السابق، فإن انعدام الأمن، والطاقة، واليد العاملة الماهرة، هي أبرز الأسباب التي دفعت أصحاب المصانع إلى تشييدها في العاصمة الخرطوم.

وأضاف الفكي أن هذه الاختلالات تتطلب مراجعةً شاملةً، حتى يتم استعادة التوازن في توزيع المصانع السودانية، وتعزيز التنمية في الأقاليم.

وتمثل الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع  أزمةً إنسانيةً واقتصاديةً وسياسيةً عميقة، حيث أدت إلى نزوح ملايين الأشخاص، وتسببت في خسائر اقتصادية فادحة، كما هددت الاستقرار السياسي في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى