رأي

علي أحمد يكتب: القتلة الكذّابين – الشقيقان (أولاد عماد) والتمثيل بالجثامين!

علي أحمد
علي أحمد

الشقيقان حسين وعبد الله عماد، قتلتهم فلول وذيول الجيش الهاربة من جبل أولياء، في بلدة القطينة؛ التي هربا إليها من ضاحية جبرة بالخرطوم عقب اشتداد المعارك فيها.
لم تكتف فلول الجيش المندحرة بقتل الشقيقين بل مثّلت بجثتيهما بطريقة بشعة ووحشية، ثم أدعى كيزان السوشال ميديا من (الكرتيين) القتلة والمجرمين، أنّ القتيلين مرتزقان يمنيان، لأن لونهما (فاتح) قليلاً، ربما.
هذا لا يكفي، بل أوغلوا في لا إنسانيتهم وبشاعتهم فنشروا صورهما بكثافة وبطريقة دعائية منظمة ومرتبة وهم يرددون (مرتزقة اليمن)، كنتيجة لأكاذيب وادعاءات قائد الجيش!
وعلى طريقة (البغلبها راجلها بتأدب حماتها)، يشتغل الكيزان وجيش على كرتي، على هذه الحرب، فبعد أن اشعلوها ودمروا البينات التحتية وفرقوا بين السودانيين على الهويات القبلية الصغيرة والجهوية الضيّقة، فكتب الله لهم الهزيمة الساحقة الماحقة، أصبحوا (يجقلبوا) ويبكون كالنساء على وطن لم يحافظوا عليه كالرجال، عليهم اللعنات العظيمة.
قتل الشقيقان (أولاد عماد) ونسبتهما إلى اليمن، أمر مُحزن ومخزٍ؛ لبشاعته ووحشيته، خصوصاً ما يتعلق بالتمثيل بالجثامين، لا حول ولا قوة إلا بالله، ما يفعله هؤلاء الكيزان لم يأت به أحد من قبلهم ولن يأتي به من بعدهم أحدا.
لكن ما ساتوقفني في هذه الصورة الشائنة، هو نسبتهما إلى الخارج (إلى اليمن)، وهذا ديدن الإخوان المسلمين، عندما تحل بهم مصيبة، لا يقولون (إنا لله وإنا إليه راجعون)، بل يكذبون ويكذبون، هؤلاء تشاديين، هؤلاء مرتزقة من مالي والنيجر، هؤلاء مرتزقة من جنوب السودان، هؤلاء مرتزقة من واق الواق، وأخيراً اتجهوا إلى (جنوب الجزيرة العربية) ونسبوا القتيلان إلى اليمن.
طيّب، إذا افترضنا جدلاً أنهما من (اليمن) وما هما كذلك بالتأكيد، فهل يحق لكم قتلهما، وإذا فعلتم ذلك، فهل يحق لكم التمثيل بجثامينهما؟ هل الأشقاء اليمنين يستحقون ذلك؟ – طبعا أنا هنا لا أقر أنهما يمنيان، بل اناقش هذه الفرضية الأكذوبة التي أطلقها الكيزان – فأهل اليمن عاشوا بيننا بكرامة وعشنا بينهم بكرامة، وأصبحوا سودانيين لهم رموزهم في شتى المجالات شعراء وعلماء ووزراء ورجال أعمال سودانيين من جذور يمنية (عون الشريف قاسم، نزار غانم، عثمان اليمني، سعد قشرة، حسين بازرعة) والقائمة تطول، لكن الكيزان المنبتين لا يعرفون ذلك.
للشقيقان الرحمة وللفلول والكيزان الخزي والعار والشنار والدمار، ونطالب هنا المنظمات الحقوقية برصد هذه الأفعال الشنيعة حتى يأتي يوماً تتمكن فيه أسر كثيرة من ضمنها أسرة المشار إليهما، من الاقتصاص من القتلة، ولا نقول إلا ما يرضي الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى