رأي

علي أحمد يكتب: مأساة جيش يقوده ولد!

علي أحمد
علي أحمد

يالهول ما يحدث في بلادنا.
نعم إنها الحرب التي تُثقل القلب، لكنّ حرباً يشعلها الكيزان ويرفدونها بالمال المسروق، مال الفساد، وبالرجال الذين نبت لحمهم من السُحت، لا محالة الجيش خاسرها، وهذا ما يحدث على الأرض.
نعم إنها الحرب، لكن أن يقودها الولد الداعشي المدعو (المصباح أبو زيد طلحة)، قائد المليشيا الكيزانية الإرهابية المُسماة (كتيبة البراء)، فإن ذلك وحده لمؤشرٍ كافٍ على السبب الرئيس لهزائم القوات المسلحة المتتالية، والتي أُرجّح أن تستمر طالما (صبي المليشيا)، هو من يصدر الأوامر لقادة الجيش .. إنها اللعنة في أوجها والفوضى في أقصاها والقوات المسلحة في أدناها.
حقيقة حزنت أيّما حزن وأنا أقرأ الخطاب الموجه من الولد المصباح إلى قائد منطقة وادي سيدنا العسكرية (الكوز) الكبير (الفريق آدم هارون)، الذي أعاده البرهان إلى الخدمة؛ الشهر الماضي، فهللت الفلول وصفقت وما هجعت ولا نامت، قبل أن يقوم الرجل ببعض الاستعراضات (العبيطة) وينزوي داخل القاعدة؛ كما جرت العادة: ومن البرهان وكباشي وحتى ياسر العطا، يا قلبي لا تحزن.
في الخطاب المشار إليه، يقدّم الولد (الهلفوت) قائد المليشيا الإرهابية، بصفته رئيس ما يسمى بالهيئة العليا للاستنفار ودعم القوات المسلحة؛ خطابه إلى هارون عن المجندين البسطاء المُغرر بهم مع الكيزان والدواعش المنظمين .. يخاطبه رغم أنه ليس ضابطاً في الجيش، بل ان خطابه يحمل صفة التفوق، وكأنه أعلى منه رتبة! ولكنها مليشيا الكيزان، التي لا تعمل بالتراتبية العسكرية بل بالامارة، فالأمير هو الذي يأمر، وإن كان أقل رتبة – ويا لحسرتنا على جيشنا!
أن يتولى الإرهابيون، الاستتنفار ويدعون إليه ويجوبون الولايات من أجل تجنيد الأبرياء من الصبية والأطفال والزج بهم في أتون حرب كيزانية خالصة، فإن هذا ما أوضحناه وكتبنا عنه مراراً وتكراراً ولن نمل، ويوماً بعد يوم يتضح للجميع كم كنا صائبين، وساعة بعد ساعة يتكشف للعالم كله الوجه الكيزاني للحرب، وإلى أي مدى اختطف الكيزان جيشنا وهاهم يحاربون به في معاركهم الخاسرة، يشوهون سمعته ويمرغونها في التراب.
وهذا (الولد) المدعو، المصباح، إذ يدوس بحذاءه على رؤوس قادة الجيش، ويأتمرون بأمره ويزورونه ويخشونه، فإنها لعمري كارثة ما بعدها كارثة وإهانة ما بعدها إهانه، لكنه عصر البرهان، الذي قام بأكبر عملية تفكيك للجيش لصالح الكيزان، وسلمه لهم تسليم (مفتاح) بل تسليم (مصباح)!
يتولى الكيزان التجنيد، ويسرقون الإغاثة الإنسانية ويوزعونها على مليشياتهم التي لا تقاتل في الواقع، لكنها تأتي لتلتقط مقاطع فيديو تنشد فيها: (أماه لا تجزعي) و (هبي هبي رياح الجنة)، فيما تتحلل جثث جنود القوات المسلحة المساكين على قوارع الطرق وميدان المعركة ولا تجد من يواريها الثرى، فيا للألم والوجع والخزي والعار.
لا يجد الجنود ما يسدون به رمقهم ويقيمون به أودهم، يموتون وفي جيوبهم (بصلة)، بينما مليشيات الكيزان سارقة إغاثة الشعب، تتمتع برواتب عالية وتموينات لا متناهية ودعم غير منقطع من أموال الفساد.
عندما يُسرق الجيش، يهون على الناس ويُهان على الملأ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى