أخباردولي

جامع يترك السلطة بعد تعهده بحكم جامبيا “مليار عام”

الجماهير: وكالات

تعهد يحيى جامع بأن يحكم جامبيا “مليار عام”. ولكن بعد أن ظل يدير دولة تعدادها 1.8 مليون نسمة على مدى جيل عقب استيلائه على الحكم في 1994 أجبرته قوات عسكرية على ترك السلطة بعد أن رفض الاعتراف بهزيمته في انتخابات الأول من ديسمبر الماضي.
وتماشيا مع شهرته كواحد من أكثر الزعماء الأفارقة الذين لا يمكن التنبؤ بأفعالهم تحدى جامع أكثر من مهلة لترك السلطة لكنه قال السبت الماضي، إنه سيتنحى مع دخول قوات من غرب إفريقيا إلى بلاده.
وينفي جامع اتهامات بتعذيب وقتل المعارضين أثناء وجوده في السلطة. لكن حكمه والاقتصاد الواهن دفع الآلاف للفرار عبر الصحراء والبحر المتوسط إلى أوروبا كل عام.
وقبل ساعات من إعلان جامع لم يصدق الرئيس الجديد أداما بارو الذي أدى اليمين الدستورية في السنغال المجاورة الأسبوع الماضي أن خصمه سيذعن في نهاية المطاف.
وقال إيساتو توراي أحد كبار مساعيد بارو لرويترز: “نحن متشككون لأنه شخص لا يمكن التنبؤ بأفعاله على الإطلاق.”
وأظهرت الطريقة المنسقة التي واجه بها زعماء غرب أفريقيا جامع بعد هزيمته في الانتخابات مدى عزلته التي كانت قد تفاقمت مع تنامي سلوكه الغريب.
ومن بين هذه الغرائب أنه زعم أن لديه علاجا بالأعشاب لمرض الإيدز لا يسري مفعوله إلا أيام الخميس وأيد ذبح المثليين جنسيا. وفي عام 2009 اعتقل مئات الأشخاص بتهمة ممارسة الشعوذة.
سحر وتعذيب
في سنوات حكمه الأولى أظهر جامع لمحات من السحر والسخاء . وعندما احتفل بعيد ميلاده ال48ـ في بانجول في مايو 2013 رأى بائعة متجولة تبيع الفول السوداني وتربط طفلتها خلف ظهرها. وبدون تردد أرسل لها أحد مساعديه بمنحة عبارة عن ألف دولار نقدا.
وقال سكرتيره الصحفي السابق فاتو كامارا الذي شهد الواقعة: “كان يستطيع أن يغير حياة أي شخص في دقائق
عندما تكون قريبا منه من المستحيل أن تصدق عمليات القتل”.
وعلى مدى السنين ندرت مثل هذه المواقف بعد أن ترسخ لديه جنون العظمة وتحولت جامبيا إلى دولة استبداد وقمع، وظهر ذلك جليا عندما غير موقفه إزاء هزيمته في الانتخابات.
وقال في 21 ديسمبر الماضي،بعد أن تزايدت الضغوط الدبلوماسية ضده “لست جبانا. حقي لا يمكن أن يخضع للترهيب والانتهاك. هذا موقفي. لا أحد يستطيع أن يحرمني من ذلك النصر سوى الله عز وجل.”
وعندما أطاح جامع بنظام داودا جاوارا الذي حكم البلاد منذ الاستقلال عن بريطانيا في 1965 لاقى ترحيبا باعتباره بداية جديدة ورجلا هادئا لم يحظ بقدر كبير من التعليم وكان يزرع الطماطم والخس في مزرعته.
ويتفق أصدقاؤه وضحاياه في القول بأنه تغير بعد محاولة الانقلاب التي قامت بها مجموعة من الجيش في 2006.
وقال مومودو سووي أحد مساعديه في الفترة بين 2003 و2012 :”كان يمكن أن يكون بشوشا ولطيفا ثم يفقد أعصابه مثل كلب مسعور.”
وبعد وقت قصير من محاولة الانقلاب جرى اعتقال موسى سيدي خان رئيس تحرير صحيفة الاندبندنت آنذاك. وقالت صحيفته إن جامع يهون من عدد الأشخاص المعتقلين.
ونقل سيدي خان إلى وكالة المخابرات الوطنية بالقرب من أحد شواطئ بانجول ذات الرمال البيضاء.
وهناك في غرفة يصفها الجامبيون بأنها “ثقب التمساح” كان الضباط يقومون بصعقه بالكهرباء في أماكن حساسة وضربه بالعصي وخنقه بكيس من البلاستيك وكسروا يده اليمنى.
وقال لرويترز: “قالوا إنني أكتب بيدي اليمنى وهذا ما يسبب المتاعب.”
وغادر سيدي خان جامبيا بعد محنة استمرت 22 يوما ويعمل الآن في مجال الخدمة الاجتماعية في الولايات المتحدة.
ومع معاناة الاقتصاد جراء نقص الاستثمارات أصبح الجامبيون أكثر جرأة وعبروا عن سخطهم حتى بعد اعتقال عشرات الأشخاص لمشاركتهم في احتجاج في أبريل نيسان ومايو أيار العام الماضي.
وقال جيفري سميث من جماعة فانجارد أفريقا (طليعة أفريقيا) “بدأ الخوف يتلاشى..الناس فاض بهم الكيل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى