للأمانة والتاريخ عندما هاتفني الأخ سعادة المقدم حسبو (أم تركش) في تمام الخامسة صباحًا، أخبرني بهجوم لـ”الهوانات” قادم نحوه من ثلاثة محاور وأربع دبابة، وعلى الفور تحركت من منطقة “الدبيبات” رفقة المقدم عبد المنعم إبراهيم (شيريا) وجنابو النزير وجنابو عمر (المتفلت) وجنابو شايب الأزيرق. دخلنا بالاتجاه الجنوبي الغربي لمعسكر التدريب وتواجهنا مع العدو “عجال لاقن”. عدد عرباتنا لم يتجاوز الـ 13 عربة، وجه شيريا كل العربات للمحور الشرقي، وكان عدد العدو كبيرًا، وللأمانة صمدو أمامنا لمدة تقدر بحوالي 5 دقائق فقط، دمروا خلالها عربة تتبع لنا مما زاد جنون القائد شيريا، اندفعنا نحو العدو وفروا هاربين تاركين سلاحهم ورفاقهم خلفهم. وأصبحت المطاردة كالقط والفأر، وهي عادة “أبلدة” تجده يجدع سلاحه ويرقد في بسالة يندر وجودها!
طارد القائد شيريا نحو حوالي 100 من عناصر العدو كانوا فارين من قبضتنا، ترك العربات القتالية خلفه بمسافة 600 متر، استسلم الجميع. ولكن هناك شخصًا من بين القوة المستسلمة، غدر بشيريا وأطلق رصاصة في صدره، صمد القائد وجرحه ينزف وعزيمته لم تهن ولم يضعف. قال لنا مشيرًا لقاتله: “الزول أبو قدوم كبير دا ضربني في صدري”، وآخر أطلق “قنبلة قرنيت” لم تحدث أثرًا.
عندما اشتد نزيف شيريا فقد الشعور ووقع على الأرض وقال قولته المشهورة: “صبيان البنات شدو حيلكوا أنا بموت لكن في ألف شيريا، كروني على الضل (الظل) اقبضوا الناس الهوانات ديل ما تخلوهم، أجروا”. ازداد جنون الأشاوس بقيادة “عمر المتفلت”، وحصلت المطاردة والسواقة دج، وحملت شيريا في عربتي وودعت المعركة وكلي فخر وإعزاز بحملي لابن عمي دون تركه للعدو للتمثيل بجسده وتصويره.
وعدنا قائم، يوجد ألف قائد وألف شريا.
رحم الله القائد المقدام عبد المنعم إبراهيم عبد المنعم (شيريا) أو السعودي كما يحلو للأسرة.