رأي

علي أحمد يكتب – «عبد المنعم الربيع” لا يُمثِّل إلاّ نفسه»

الـ (الكوز) المثير للجدل، المدعو، عبد المنعم الربيع، والذي ينشط في وسائل التواصل الاجتماعي باعتباره مؤيداً لقوات الدعم السريع، غِلٌ وحقد دفين تجاه القوى السياسية المدنية، لا يتوانى متى ما وجد فرصة أو سانحة من الإساءة إليها بطريقة فجة ومشينة، ولغة تشبة لغة قاع المدينة وأسافل الحارات، وليس انتقادها – والنقد أمر مقبول – إن كان مؤسساً على قواعده المتعارف عليها، لا يتجاوزه إلى حالة من الهزر والهزل والاستعباط، كما في حالة هذا الناشط، الذي تخيّر موعد انعقاد مؤتمر (تقدم) في أديس أبابا، ليخرج بالتزامن وربما التنسيق مع الكيزان في بث حي على صفحته بفيسبوك، ليهاجم دون هوادة المؤتمر والمؤتمرين ويضرب بشكل عشوائي كل من حضره، لا يوفر أحداً ولا يوقر شخصاً، ما خلق حالة من اللغط وسط القوى المدنية والسياسية حول ما كان ينطق بلسان الدعم السريع أم بلسانه الزفر، والحقيقة انه يمثل نفسه وكيزانه، والدعم السريع الذي يقاتل نيابة عنا جميعاً الكيزان الانقلابيين لا يمكن ان يجلس معهم، كما له أيضاً من يتحدثون باسمه رسمياً ، ومنهم المستشار محمد المختار النور، وهو شخص محترم ومعروف، وهو الذي يُعبّر عن موقف المؤسسة ويعتبر لسان حالها، أما الربيع فمحض ناشط نزق لا في العير ولا النفير – كما يقولون.
أن يصف – هذا الناشط – الذي لا علاقة له بالدعم السريع، إلا بعد الحرب، حيث التقت (أشواقه) إذا كانت لديه أشواق، مع طروحات (الدعم) فيما يتعلق بتأسيس دولة تقوم على قيم جديدة من المساواة والعدالة الاجتماعية والمواطنة والفيدرالية والحقوق العامة والمدنية، وأن لا تطغى فئات اجتماعية معينة على أخرى فتحتكر المناصب العليا والنشاط الاقتصادي وتتصدر الواجهة في قيادة الجيش والأمن وغيرهما، أن يصف (تقدّم) بأنها صنيعة (صلاح قوش) لهو أمر مضحك مثير للسخرية والرثاء، فحزبى الأمة والاتحادي أقدم من (قوش) ومن تنظيمه السياسي وخطه الفكري والأيدولوجي الذي ينتمي إليه (الربيع)، وكأن لسانه حاله يقول (رمتني بداءها وانسلت)، لكن سبق السيف العزل وقطعت جهيزة قول كل خطيب، عندما قال المستشار (محمد المختار) لقناة (سكاي نيوز عربية) أن هذا الناشط لا يحمل صفة رسمية ولا يعبر عن موقف الدعم السريع الرسمي من (تقدّم)، فلا يمكن للدعم السريع أن تفضّل (علي كرتي) على (عبد الله حمدوك) مثلاً، وشتان ما بين من يريد إصلاح ذات البين وتحقيق السلام من خلال المفاوضات والنقاش والحل السلمي، وبين من شن الحرب عليهم ولل يزال يستهدف ويقصف أهلهم المدنيين الأبرياء في دارفور بحجة انهم حواضن اجتماعية ترفد قوات الدعم السريع بالمقاتلين!
من يريد أن يلتقي بـ(علي كرتي)، فهو صديقه وابنه في التنظيم والفكر وخريج مدرسته السياسية، مثل هذا (الربيع)، الذي يعمل على تخريب علاقات الدعم السريع بالمحيط الإقليمي والدولي، كما يعمل على تخريبها بالقوى السياسية المدنية، يضرب هذا الثور الهائج الجميع، بقصد ان يدخل الدعم السريع في عزلة داخلية وخارجية، وهذه هي غاية وأمل (علي كرتي) الذي يريد أن يفاوضه والذي يفضله على (تقدم) هذا الناشط المهرج.
حسناً فعل مولانا (محمد المختار) إذ حسم أمر هذا (الربيع) وقال إن وجهة نظره لا تمثله إلا هو (وحده)، وأن الدعم السريع لا علاقة له بأقاويل وأكاذيب الناشطين، فرفعت بذلك الأقلام وجفت الصحف، وحُسم الجدل وأغلقت الصفحة.
الآن، علينا أن نقول لمثل هؤلاء ممن يحاولون دس أيدولوجيا الإخوان المسلمين داخل مؤسسة الدعم السريع، عليكم أن ترعووا وأن تتعظوا، فهذه الجماعة المنبوذة لا مكان لها داخل قوات الدعم السريع ولا في مستقبل السودان، وعلى قادة قوات الدعم السريع أن لا يسمحوا لمثل هذا (الربيع) الذي ليس له نصيب من اسمه، بأن يصادر لسانهم، فيورطهم في قضايا جانبيه، ويُسمم علاقتهم بالقوى السياسية المدنية وبالمجتمع الإقليمي والدولي، وعلى هذا الكوز اللئيم أن يتوقف.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى