رأي

خالد عبيد يكتب: قصف مدينة الضعين باب مُجترَح في تَرويع الآمنين وفق وصفة دويلة 56 اليَتِيمَة

المَرَاقِبُ لنَشْأة و تَكْوين دويلة 56 وكيفية معالجتها للمظالم التاريخية، يلحظ أن ثمة قاسم مشترك في إخمادها لكل حركات التحرر المطلبية – باستثناء الدعم السريع بصفته الدستورية كجيش نظامي-، إذ اجترحت دويلة  56 وصفة جاهزة، يعتبرها مخيالها الجمعي وصفة سحرية في قمع وإخراس الأصوات المناوئة، وهي ترويع المواطنين الآمنين بقصفهم بالطيران أو ما تسميه وتتبناه دويلة 56  بـ “سحل الحواضن”. 

قصف مدينة الضعين، باب في استهداف الحواضن، وهو اجتراح دويلة 56 قديم قدم تشكلها، وسنة سنتها  في إخماد أي حركة مطلبية. على سبيل المثال، اُستخدم هذا النهج في دارفور منذ 2003 -2020م، وما حروب الاستوائية في جنوب السودان من 1955 -1972والتي تجددت 1983-2005م ببعيد. 

يرجح المراقبين، أن ثمة أسباب عدة أوعزت لدويلة 56 بالإقدام على هذا السلوك الجنوني، والذي أعده  ضرب من الانتحار والخبل من لدن دويلة 56، ومن هذه الأسباب خطاب القائد حميدتي، الذي جاء ضافيًا ومتقدمًا، وأثبت أنه رجل دولة، فضلًا عن كونه جاء متزامنًا مع الفتوحات الدبلوماسية والإقليمية والدولية التي مهدت لها مفاوضات جنيف. كرد فعل لانتصارات جنيف الدبلوماسية المرئية منها والمستترة، قام طيران دويلة 56 بقصف مستشفى مدينة الضعين التعليمي وسوقها، وسفك دماء مواطنيها العزل وضرجت أرضها بدم بارد. والمعروف أن مدينة الضعين لها دلالات عدة، كونها رمزية حضارية وتاريخية وسيادية  لقبيلة الرزيقات، التي تُتهم زيفًا وبهتانًا بأنها حاضنة للدعم السريع! ويعلم القاصي والداني بأن الدعم السريع  مؤسسة انتظمت فيها كل مكونات السودان، وإن كان ثمة حاضنة لهذه القوات؛ فهي أعراق وقبائل السودان  بأكمله. ويتساءل عدد من المراقبين والمحللين، يا تُري هل تستهدف دويلة 56 كل قبائل السودان؟

ولإخفاء هذا الجرم المشهود، تم ضرب كل من “الطويشة والحصاحيصا”، كزريعة لمواربة قصدية الاستهداف العرقي الذي يسور هذه الجريمة  النكراء، وإمعانًا في نفي الدوافع العنصرية البائنة لهذه الوحشية، قام الجيش بضربات أخرى  لمواطنين عزل في مدن سودانية متفرقة.

الشاهد أن هذا الاستهداف كان مقصودًا في ذاته ولذاته، ليدفع الدعم  السريع  إلى الانسحاب من مفاوضات جنيف التي تقض مضاجع دويلة 56. فضلًا عن كونه محاولة يائسة وبائسة لليّ ذراع المجتمع الدولي المهتم بتوصيل المساعدات الإنسانية عبر منفذ “آدري”. وعلى طريقة رجال العصابات يتخذ البرهان وجيشه الإرهابي الشعب السوداني رهينة (hostages)، ويساوم المجتمع الدولي على فدية (ransom) الاعتراف بشرعية مدعاة ومتخيلة.

في تقديري أن وفد الدعم السريع عليه ألا ينسحب من مفاوضات جنيف، وأن يستأذن  الوفود دقيقة من وقتهم للوقوف حدادًا على أرواح الشهداء الأبرياء من المواطنين الذين سقطو بالبراميل المتفجرة في كل أنحاء السودان جراء القصف الممنهج  لطيران دويلة 56 ومليشياتها الإرهابية. ويظل هذا عرفًا وطقسًا إنسانيًا لوفد الدعم السريع في كل المحافل الدولية. بالإضافة إلى تبصير المجتمع الدولي بفداحة وبشاعة قصف المدنيين  العزل بطائرات جيش 56 الإرهابي عبر فيديوهات قصيرة تعرض بواسطة البروجكتر.

لندن 

21/08/2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى