“البرهان يوسع فريقه من جماعات الضغط لتحسين صورته في الولايات المتحدة”، قالت صحيفة “أفريكا انتلجنس” يوم الأربعاء، مبينة أن القوات المسلحة بقيادة البرهان، تعمل على زيادة مبادراتها الإتصالية، وتوسعة فريقها من جماعات الضغط داخل الولايات المتحدة، في سبيل “تحسين صورة البرهان”.
وأضافت الصحيفة: (استعانت شركة الضغط “باالرد بارتنرز”، التي استعانت بها السفارة السودانية في واشنطن في نهاية أكتوبر، بخدمات شركة ثانية، هي “في اس جلوبال”، للتعاقد من الباطن على جزء من هذا العقد بقيمة 50 ألف دولار شهرياً، لأكثر من ستة أشهر، حتى أبريل 2025).
على خطى المخلوع البشير يلجأ قائد الجيش السوداني لذات شركة العلاقات العامة، من أجل “تحسين” صورته في الولايات المتحدة، عشية تنصيب الرئيس الجمهوري “دونالد ترامب”، المعروف بعدائه الشديد للجماعات الدينية المتطرفة، حليفة “البرهان”، وفي أعقاب “فيتو” روسي، يظن البرهان والحركة الإسلامية، أنه قدم لهم “شيكاً على بياض” لذبح السودانيين، واتخاذهم دروعاً بشرية، للاحتماء من ملاحقة العدالة الدولية، والإفلات من العقاب. يقوده تلمسه لطريق الخروج من المتاهة لمثل هذه الخطوات الاستباقية، والتي تغذيها المخاوف.
وتلمس آخر لطريق الخروج من المتاهة يدفع البرهان لترك أمر “الحلول” الاقتصادية، لمن وصفهم بـ”خبراء” الاقتصاد، وكان يقصد اللصوص وتجار الأزمات وسماسرة الحروب المتحلقين حوله في نهم، من شاكلة “جبريل إبراهيم، ومن الواضح أنها مقدمات صحيحة لفساد قادم، وليس لإنقاذ اقتصاد يوكل أمر إنقاذه لأحرص الناس على بقائه هكذا، متخفياً في الظل دون رقيب.
“الحرب ماضية لنهاياتها، والمليشيا إلى زوال، ولن تكون لها فرصة في المستقبل ولا لداعميها”، قال البرهان في محفل “جبريل” الاقتصادي، يبشر بمستقبل لا يوجد إلا في مخيلته، ولا يعرف عنه الكثير، لكنه وعلى الرغم من ذلك يحاول بيعه للناس على شكل “وعود” تكذبها الوقائع على الأرض وسير المعارك، فضلاً عن أن قيادات الجيش والحركة الإسلامية ظلوا يرددون أخبار قرب انتهاء الحرب لقرابة العام، بينما تندحر متحركاتهم الواحد تلو الآخر على أرض المعركة، حتى صارت مثل هذه العبارات مما يتندر به الناس، لكنهم لا يملون التكرار.
وعن رؤيته لوقف الحرب قال البرهان: (يجب أن تتوقف الحرب أولاً وأن يخرج “المتمردين” لمناطق يتجمعوا فيها بعد الاتفاق عليها). يعني أن شرطه لوقف الحرب هو إقرار واضح من الدعم السريع بالهزيمة، واستسلام تام دون قيد أو شرط، وهو أول من يعلم جيداً أن عباراته لا تعني سوى استمرار الحرب، إذ لن يجد عاقل سبباً يدفع الدعم السريع الذي يسيطر على الجزء الأكبر من الأراضي وتواصل قواته التقدم كل يوم، للاستسلام للطرف الأضعف، والذي تتناسل فيه الانقسامات كلما أصبح صباح. أما ربط وقف العدائيات وإيصال المساعدات الإنسانية باستسلام الدعم السريع، فهو اتخاذ السودانيين رهينة للاحتماء بهم من العدالة الدولية، لكنه البرهان في متاهته حين يحاول أن يعمل بما هو متوفر لديه.
قال البرهان في خطابه: “الذين يدّعون بأن المقاتلين في معركة الكرامة يتبعون للمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية هذا ليس صحيحاً. هؤلاء المقاتلين منخرطين في معركة الكرامة من أجل الوطن وقضيتهم هي الحفاظ على أمنه واستقراره”.
وهنا يسقط البرهان مرة أخرى في فخ الموقف المعلن من المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، فعلى الرغم من أن القاصي والداني يعلم بأنه خاطب اجتماع شورى الحركة الإسلامية الأخير، ونشرت مساهمته على وسائط التواصل الاجتماعي إلا أن البرهان ما زال متوقفاً في محطة “وينم الكيزان؟”، يحسب أن لم يره أحد.
ويكمل البرهان حديثه ليقول بأن انقسام هذا المؤتمر الوطني الذي لا علاقة له بالجيش ولا وجود له من الأساس، يؤثر في سير المعركة! ويتابع: “نحن لسنا في حاجة لأي صراعات أو تشتت”!! وفي حين أكد البرهان على أن استمرار الحرب لا يتيح المجال أمام أي عملية سياسية، أكد على ضرورة “عدم الخلط” بين المسارين الأمني والسياسي!! إنه الجنرال في المتاهة.