قال قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو “حميدتي”، إن الصراع الدائر في السودان، ليس بين غرب البلاد وشمالها، ولا بين جنوبها ووسطها، وإنما هو صراع بين القوى المعادية للحرية والديمقراطية من جهة، وتلك التي تعمل على تأسيس السودان الجديد من جهة أخرى. ودعا إلى التركيز على الطبيعة الحقيقية والتصنيف الصحيح لهذا الصراع، والكف عن الخطابات الجهوية والعنصرية التي تطيل أمد الحرب.
وكشف حميدتي، في تسجيل مصور استمعت له «صحيفة الجماهير»، اليوم الأربعاء، عن أن السودان القديم لن ينتج سوى الحروب والتشرد والتدهور في كافة مناحي الحياة.
وحذر قائد قوات الدعم السريع من “الحرب الأهلية” التي قال إن أعوان الحركة الإسلامية يسعون إلى تنفيذها في دارفور، واستخدام حركات “الارتزاق المسلحة” كما يجرى الآن في الإقليم. وشدد على أن القتل على أساس العنصر أو اللون أو الجهة في بعض مناطق السودان، ينبغى أن يتوقف فورًا، مؤكدًا أن دم السودانيين ومصير الشعب واحد مهما طغت الخلافات.
وأوضح حميدتي، أن خطاب الكراهية والعنصرية يُعدّ خطرًا ماحقًا يهدد الوحدة الوطنية “التي أضعفها الفلول بسياستهم التقسيمية والعنصرية، مثل إجراءات تبديل العملة وامتحانات الشهادة السودانية وحرمان أعداد كبيرة من السودانيين من استخراج الوثائق الثبوتية، وما عرف بقانون الوجوه الغريبة، وغيرها من الأفعال العنصرية المقيتة” حد تعبيره.
وعبر عن أسفه على الانتهاكات التي وقعت في حق المدنيين، مؤكدًا أن قوات الدعم السريع بذلت ولا زالت تبذل جهودًا مكثفة ومتواصلة في مناطق سيطرتها من أجل حسم المتفلتين، وسوف تستمر في ذلك من منطلق مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية. وأضاف حميدتي أن “المتفلتين هم عدو لنا تمامًا كالعدو الذي نحاربه منذ 15 أبريل”.
وجدد محمد حمدان دقلو أوامره لكافة قوات الدعم السريع في مختلف أنحاء السودان بـ”حماية المواطنين وتأمين الممتلكات العامة والخاصة”.
وقدم شكره للمؤسسات الإقليمية والدولية التي بذلت جهودًا كبيرة في مساعدة السودانيين في ظل الأزمة الإنسانية الكارثية التي خلفتها الحرب، داعيًا إلى تقديم مزيد من الجهود من أجل “محاصرة شبح المجاعة الذي يهدد حياة ملايين السودانيين والذي تحاول عصابة بورتسودان إنكاره” وفق قوله.
وناشد حميدتي المجتمعين الإقليمي والدولي بالنظر إلى المستقبل الجديد للسودان، بعد تحقيق السلام والخلاص من النظام والسودان القديمين. موضحًا أن السودان القديم، الذي ظل ينتج الحروب على مدى (70) عامًا، لا يملك أي مقومات للبقاء والاستمرارية، وليس له من جديد يقدمه سوى إنتاج المزيد من الحروب المدمرة.