
كلمة باشا من (اللغة التركية : پاشا, paşa [1] ؛ و هناك من يقول أنها مترجمة من الفارسية : باديشاه ,پادشاه ( Padishah)، لقب فخر في الدولة العثمانية يمنحه السلطان العثماني إلى السياسيين البارزين، والجنرالات والشخصيات الهامة والحكام. ويعادل هذا اللقب في اللغة الإنجليزية لقب لورد.”ويكبيديا”
اصبحت الرتب العسكرية في عهد الانقاذ مثل لقب باشا وبك يخلعه السطان على من احب تقديرا على انجاز في خدمة الدولة العثمانية، وفي خواتيم ايام الدولة اصبح يباع في سوق الله اكبر بواسطة سماسرة البلاط.
اول ماشاهدته من ماساة حاقت بالرتب العسكرية مايعرف بالقوات الصديقة، وهم مجموعة من ابناء جنوب السودان تخلوا عن القتال في صفوف الحركة الشعبية وبعضهم لم ينخرط بها اصلا .وقعت الحكومة اتفاقيات معهم منحتهم بموجبها رتب عسكرية وهمية دون مايتبع هذه الرتب من امتيازات، واصبح من المالوف ان ترى العقداء والعمداء في المقاهي او انتظار المواصلات ، وبلغ من فرط التلاعب بهذه الرتب ان يبدل الانسان رتبته بنفسه، ومتى احس ان عقيد لاتناسبه حصل على علامات عميد او لواء اوحتى فريق دون ان يساله احد طالما انه لايكلف الحكومة شي، كما ان الجميع يعرفون انه ليس فريق.
في الجانب الاخر عملت الحكومة على بناء اجهزة شبه عسكرية ثم عسكرتها بالقانون مثل جهاز الامن والمخابرات الذي خرج من رحم مكتب المعلومات الحزبي، ويقينا لم يخضع افراده لمعايير حددتها الدولة، فالدولة نفسها ابتلعها التنظيم والا كيف يتسلق رجل مثل صلاح قوش كل الرتب العسكرية ثم يصبح فريقا بالمعاش منذ سنوات طويلة وهو لم يزل في شرخ الشباب،وغيره من الفرقاء مثل الفريق طه الذي ربما التحق برتبة فريق مباشرة اذ لم نسمع بان الرجل الذي تخرج من الجامعة عقب الانقلاب كان لواءا يوم “ما”.
يقينا ان الجبهة الاسلامية كانت تسعى لحل الجيش السوداني وتكوين وحدات مقاتلة ذات التزام عقائدي في المقام الاول على نسق الحرس الثوري الايراني لعلمها ان الجيش بحكم تراتيبته وروح الزمالة وغيرها من الخصائص التي يتميز بها مؤسسة اكثر قوة من الحزب. ولكن السجال الذي انطلق بين العسكر والاسلاميين عقب الانقلاب مباشرة اجل هذا المشروع حتى انتهى.
وعندما اجج الاسلاميون الحرب الاهلية مع الجنوب دفعوا بكادرهم العسكري وشبه العسكري الي اتونها رغبة منهم في انهائها باسرع مايمكن لمعرفتهم الاكيدة ان هذه الثلمة ستغرق مشروعهم، ولكن سنوات الحرب تطاولت باكثر مما تخيلوا وفي تلك السنوات فقدوا العدد الاكبر من كادرهم العسكري العقائدي ولم يتبق الا القليل، اضافة للذين تم استبعادهم من الحرب لتامين الداخل وهولاء معظمهم كانوا في الاجهزة الامنية، لم يعرف الاسلاميون فداحة مصابهم في كادرهم العسكري الا عندما جاءت لحظة المواجهة مع العسكر” ابناء الجيش” الذين ابعدوهم برفق عن موقع القيادة ومن ثم استجلبوا من يحل محلهم في القتال بثمن اقل، ففي الوقت الذين كان يقاتل فيه الاسلاميون دفاعا عن السلطة كان صوتهم يرتفع مطالبا بالثمن، والثمن ان يكونوا في القيادة ، بينما التشكيلات القبلية العسكرية تكتفي بالمال.
اعطاء حميدتي رتبة فريق اهون على البشير من اعطاء الاسلاميين مقعد رئيس الوزراء من اجل اسناده، فالبشير يعرف اكثر من غيره الزراية التي حاقت بالرتب العسكرية تجعل من رتبة فريق عطية مزين، وحميدتي اهم للبشير من طه، واذا كان طه فريق فما الذي يمنعها عن حميدتي.
في حوار اجريته مع الكتور عبدالله علي ابرهيم قال ان الجيش اصبح منسقا للحرب وليس مؤديا لها، فهو يستجلب من يقوم بالمهمة نيابة عنه ومن ثم يعطيه حقه بينما يستمتع هو بالخيرات كلها” انتهى. سيدرك حميدتي قليل المعارف عسكريا وسياسيا هذا الامر اذا فكر في الخروج عن الاتفاق ، فالعسكر الذين استخدموا الحركة الاسلامية بكل تجربتها السياسية لخوض الحرب نيابة عنهم لن يعجزهم شخص مثل حميدتي.