
مازال الحديث يدور حول(الاسهالات المائية) وقد انتقلت الاصابات بها من النيل الابيض الى الخرطوم التي سجلت حسب تصريحات وزير صحتها مائة وعشرين حالة منها حالتا وفاة والخوف كل الخوف ان تنتشر الى ولايات اخرى بوتيرة متسارعة ومازالت الجهات الرسمية تصف المرض بالاسهالات المائية بينما بعض المعلقين يشككون في هذا التوصيف ويشيرون الى ان المرض ربما يكون نوعا من (الكوليرا) لكن وزير الصحة لولاية الخرطوم بالامس نفى نفيا قاطعا ان يكون المرض(كوليرا) مصرا على انه (اسهالات مائية) ولابد ان يؤخذ تصريحه بحسبانه صادرا من طبيب مختص عليم بهذه القضية لكن كنا نود له ان يرفق مع تصريحه نتائج التحليلات المعملية التي تؤيد رأيه حتى يضع حدا لاي تكهنات حول هذا الامر.
ودون الدخول في جدل حول المصطلحات فان الذي يهمنا هو ضرورة الاسراع في القضاء على هذا المرض اذ ما زال يصيب اعدادا متزايدة من المواطنين خاصة في ولاية النيل الابيض التي هي الولاية الاولى من ناحية انتشار المرض وقد أعلن واليها ان عدد الاصابات في شتى محليات الولاية خلال الستة اسابيع منذ الثامن من ابريل الماضي وصلت (4188) حالة وهذه نسبة كبيرة من الاصابات ورغم ان نسبة الوفيات كانت متدنية (75 حالة) من بين هذه الاصابات التي تجاوزت الاربعة الاف الا انها تظل مثيرة للقلق ومرشحة للزيادة- ومازال متوسط الحالات اليومية يصل المائتين وستين حالة والسبب الرئيس لهذا المرض في ولاية النيل الابيض هو مياه الشرب الملوثة والمصدر الرئيس للاصابات هم اللاجئون الجنوبيون الذين وفدوا باعداد كبيرة على هذه الولاية بسبب القتال في المناطق الجنوبية الحدودية المتأخمة لها- وهم يعيشون في معسكرات تفتقد الخدمات، وتوفير الخدمات لهم كلاجئين هي مسئولية الامم المتحدة في المكان الاول ويجب على الامم المتحدة ان تتحرك بشكل ملموس للمساعدة على محاصرة هذا المرض ولا يكفي ان يشيد الامين العام للامم المتحدة بالسودان لقبوله اعدادا متزايدة من اللاجئين الجنوبين ولابد ان يقرن هذه الشهادة بتخصيص اعتمادات مالية كافية لمواجهة احتياجات هؤلاء اللاجئين الضرورية خاصة في المجال الصحي وفي توفير مياه الشرب النقية.
الولاية في حدود امكاناتها بذلت جهدا اذ انشأت عشرين محطة مياه مدمجة ووفرت خمسين خزان مياه ولكن هذه الاعداد لا تكفي ويتعين على الامم المتحدة ان تعطي هذا الموضوع الاولوية في المساعدات الانسانية للاجئ الجنوب.
ووصول موجة الاصابة بالمرض لولاية الخرطوم امر مثير للقلق لان وضع الامداد المائي في المناطق العشوائية النائية سيئ جدا وكثيرا من سكان تلك المناطق يعتمدون على مياه مخزنة في براميل غير صحية وتنقل مسافات طويلة عبر عربات الكارو وتتعرض للتلوث ولو انتشر المرض ربما تصعب السيطرة عليه ومن ثم من المهم ان تأخذ الخرطوم الاجراءات الاحترازية اللازمة وان تبدي اهتماما اكثر بتلك المناطق العشوائية حتى لا تصبح هي البؤرة التي ينتشر منها المرض لكافة ارجاء الولاية !!محجوب محمد صالح
مازال الحديث يدور حول(الاسهالات المائية) وقد انتقلت الاصابات بها من النيل الابيض الى الخرطوم التي سجلت حسب تصريحات وزير صحتها مائة وعشرين حالة منها حالتا وفاة والخوف كل الخوف ان تنتشر الى ولايات اخرى بوتيرة متسارعة ومازالت الجهات الرسمية تصف المرض بالاسهالات المائية بينما بعض المعلقين يشككون في هذا التوصيف ويشيرون الى ان المرض ربما يكون نوعا من (الكوليرا) لكن وزير الصحة لولاية الخرطوم بالامس نفى نفيا قاطعا ان يكون المرض(كوليرا) مصرا على انه (اسهالات مائية) ولابد ان يؤخذ تصريحه بحسبانه صادرا من طبيب مختص عليم بهذه القضية لكن كنا نود له ان يرفق مع تصريحه نتائج التحليلات المعملية التي تؤيد رأيه حتى يضع حدا لاي تكهنات حول هذا الامر.
ودون الدخول في جدل حول المصطلحات فان الذي يهمنا هو ضرورة الاسراع في القضاء على هذا المرض اذ ما زال يصيب اعدادا متزايدة من المواطنين خاصة في ولاية النيل الابيض التي هي الولاية الاولى من ناحية انتشار المرض وقد أعلن واليها ان عدد الاصابات في شتى محليات الولاية خلال الستة اسابيع منذ الثامن من ابريل الماضي وصلت (4188) حالة وهذه نسبة كبيرة من الاصابات ورغم ان نسبة الوفيات كانت متدنية (75 حالة) من بين هذه الاصابات التي تجاوزت الاربعة الاف الا انها تظل مثيرة للقلق ومرشحة للزيادة- ومازال متوسط الحالات اليومية يصل المائتين وستين حالة والسبب الرئيس لهذا المرض في ولاية النيل الابيض هو مياه الشرب الملوثة والمصدر الرئيس للاصابات هم اللاجئون الجنوبيون الذين وفدوا باعداد كبيرة على هذه الولاية بسبب القتال في المناطق الجنوبية الحدودية المتأخمة لها- وهم يعيشون في معسكرات تفتقد الخدمات، وتوفير الخدمات لهم كلاجئين هي مسئولية الامم المتحدة في المكان الاول ويجب على الامم المتحدة ان تتحرك بشكل ملموس للمساعدة على محاصرة هذا المرض ولا يكفي ان يشيد الامين العام للامم المتحدة بالسودان لقبوله اعدادا متزايدة من اللاجئين الجنوبين ولابد ان يقرن هذه الشهادة بتخصيص اعتمادات مالية كافية لمواجهة احتياجات هؤلاء اللاجئين الضرورية خاصة في المجال الصحي وفي توفير مياه الشرب النقية.
الولاية في حدود امكاناتها بذلت جهدا اذ انشأت عشرين محطة مياه مدمجة ووفرت خمسين خزان مياه ولكن هذه الاعداد لا تكفي ويتعين على الامم المتحدة ان تعطي هذا الموضوع الاولوية في المساعدات الانسانية للاجئ الجنوب.
ووصول موجة الاصابة بالمرض لولاية الخرطوم امر مثير للقلق لان وضع الامداد المائي في المناطق العشوائية النائية سيئ جدا وكثيرا من سكان تلك المناطق يعتمدون على مياه مخزنة في براميل غير صحية وتنقل مسافات طويلة عبر عربات الكارو وتتعرض للتلوث ولو انتشر المرض ربما تصعب السيطرة عليه ومن ثم من المهم ان تأخذ الخرطوم الاجراءات الاحترازية اللازمة وان تبدي اهتماما اكثر بتلك المناطق العشوائية حتى لا تصبح هي البؤرة التي ينتشر منها المرض لكافة ارجاء الولاية !!