رأي

رحاب مبارك تكتب: (نبيل أديب) صنم العجوة الذي صنعه الجهاز واغرانا بالتقرب إليه

رحاب مبارك تأخرت كثيراً في كتابة هذا المقال عن الأستاذ نبيل أديب إلا ان الكتابة في زمن السلم كان ستكون لها ابعادها السيئة في شق صف القوى المدنية و كان المهم هو اصلاح الأمر من الداخل عسى ان ينصلح حاله ولكن وبعد الحرب وتداعياتها ليس هنالك من امر جلل سيحدث للشعب السوداني وطالما اننا كشعب عاودنا كرة الثورة مرة اخرى بعد ان دفعنا ثمن حرب ضروس ولا زلنا ندفع فيها الثمن غالياً وجبت علينا الكتابة والتنوير حتى ندخل على مرحلة الحكم المدني اطهار غير مدنسين بأخفاقات الماضي .
دلفت الى اضابير ذاكرتي ابحث عن ماذا فعل نبيل اديب للشعب السوداني؟ وماذا قدم لنا في قبيلة المحامين والقانونين؟ لنقدمه كرجل يمكننا الوثوق فيه لكي يتمكن على الاقل في التقصي لماحدث لابنائنا امام القيادة العامة.
وللأمانة لم اجد الا القليل الاستاذ رغم من اراءه الفقهية وكتابته على الصحف السودانية التي ناهضت نظام الإنقاذ وشكلت رأي المعارضة السودانية وقتها والترافع امام المحاكم في قضايا كانت مثار جدل الا ان هذا لايجعلنا نقدمه كقديسا ولكن للاسف هذا ماحدث بطبيعة الحال واننا نتعلم قطعا من اخطائنا.
نبيل اديب دخل لبوابة العمل العام كممثل للجبهة الديمقراطية في التحالف الديمقراطي للمحامين اكبر تحالف قاد المعارضة السودانية للمحامين ضد نظام البشير الظالم
وكان يمارس عمله في الوقت الذي تقاطر العشرات من زملائه الى السجون بالشهور والايام والسنين في دروب نضال المطالبة بالحرية والسلام والعدالة والحكم المدني الديمقراطي (كمال الجزولي ،وجدي صالح) بل هاجر بعضهم الى المنافي القسرية ومكثوا فيها عشرات السنين امثال (فاروق ابوعيسي وعلي محمود حسنين )
وحقاً انني لم اشهد له او شهد بذلك تاريخه موقفاً بطولياً وحيدا يشفع له لنثبته كمرجعيّة استهدي بها في مقالي المكتوب عنه، بل حتي الاستهداف الوحيد الذي طال مكتبه من قبل جهاز الامن رفض فيه من جميع زملائه التدخل لحل مشكلته وبل حتى قام بتعطيل الوقفه الاحتجاجية التي قام بها زملائه تضامناً معه ، و ما زال هذا محل تساؤل
وجاءت ديسمبر المجيدة وكان للتحالف الديمقراطي للمحامين القدر المعلي في صناعة التغيير وفي تجميع المهنييين جميعا على قلب رجل واحد فانتهز صاحبنا كل الفرص التي من شأنها ان تقوم بتمجيده نكاية في كل المشككين في صدق نضالاته العالمين بسبر اغوار نفسه الخؤونه لذلك سعى حثيثا لتقلد منصب رئيس اللجنة القانونية للحرية والتغيير والتي تعتبر اهم جسم قانوني استشاري تكون لرفد الجسم المدني والحكومة الانتقالية بالمشورة القانونية
وفيه فعل الافاعيل لم يدلي فيه نبيل اديب ولا مرة برأي لصالح المدنيين وانما اصطفافه كان جله لاجل تمكين العسكر حتي القوانين التي كان من شأنها رفد الاستقلالية للمحكمة الدستورية وقوانين التفكيك التي تغل يد تدخل الاسلاميين كان يقاومها ويطعن في صحتها قاصداً في ذلك تشتيت وحدة الرأي القانوني .
اما اختياره كرئيس للجنة فض الاعتصام هو بحق المصاب الجلل الذي حل على قبيلة القانونين بصفة خاصة والشعب السوداني بصفة عامة
علمت لاحقا ان العسكر هم من اختاروا نبيل اديب في لجنة فض الاعتصام
بعد التوقيع على الوثيقة الدستورية واظن ان اختياره تم لانه كان الرجل المجهز لهذه المهمة المفصلية لهم واعتقد ان تكليفه فيها كان واضحاً (سوف، ضلل ، تماهي ) حتى نعود بالانقلاب حينما نقنع الشعب بأن الثورة لا خير فيها.
وبالفعل نجح فيما اوكل فيه وظل يصرح يومياً بما يثير اليأس في نفوس السودانين بأن دماء ابنائهم قد راحت هدر، تارة يشكك في مصداقية الفديوهات و المستندات التي اعتمدها ابناء الشعب السوداني لنصرة قضيتهم العادلة امامه،
واخرى بصلاحيته المحدودة في جمع الأدلة والبراهين وايضا سلوكه الذي كان يسلكه ليهزم الحق في دواخلنا بذهابه الى البرهان ليأخذ افادته بدلاً ان يحضر المجرمين القتله اليه ليدلل للشعب السوداني انه عاجز عن اخذ الحق لابنائهم، حيث ان صلاحيات لجنة فض الاعتصام التي صممت خصيصاً لتتماشى مع تماهي نبيل اديب شكك فيها القانوني الضليع استاذي المخضرم الاستاذ/ كمال الجزولي في مقاله المشهود في رزنامة الاسبوع والتي واجهه فيها الجميع بأن اللجنة لن تتمكن من تنفيذ اجرءات الضبط والاحضار في حال ثبت لها تورط برهان وحمدتي كما انها وقفت حائلاً بين الاسر والنيابة العامة في حال لجأ اولياء الدم للمطالبة بحقوقهم واصبحت اللجنة مكمن للجدل القانوني والبيزنطي بما يصح وماهو بخاطئ حتى نفذ صبر الشعب السوداني وصار اولياء الدم يصرحون بلجوئهم للقضاء العالمي والمحكمة الجنائية الدولية حتى حدث الانقلاب ٢٥ أكتوبر ٢٠٢١
أذن نجح نبيل في مسعاه واكمل مهمته على اكمل وجه
اما مواقفه بعد الانقلاب والداعمة له فانني سوف اجملها في نقاط:

* أصبح الذراع القانوني المساعد للبرهان وصاغ معه مذكرة الانقلاب واصبح يسوق لمفهوم التصحيح بدلاً عن الانقلاب
* تتحدث المجالس السياسية انه كان له دور في القبض على السياسيين المنقلب عليهم مثل حمدوك وحكومته واشار على البرهان بفتح بلاغات تبقي عليهم بالسجن كجرائم بدلاً عن الاعتقال السياسي الذي يشكل عليه ضغطاً دولياً
* تنصل عن القيام بدوره في المواصلة في التحقيق في لجنة فض الاعتصام
* شارك جماعة الموز والكتلة الديمقراطية الحاضنة السياسية لانقلاب البرهان في جميع حركاتها وتحركاتها ليشرعن للانقلاب ولينشئ حكومة الأمر الواقع العسكرية
* اخيرا ظهوره المخزي بفرنسا وتأكيده بعظمه لسانه أنه مع الجيش وداعم له
هذه هي حقيقة نبيل أديب التي يجب على كل السودانيين التعامل معاها حتى لا نسقط في غياهب الجب مرة أخرى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ