رأي

(الجماهير) عام من الصعاب و النجاح

عباس محمد إبراهيم

19 ديسمبر نطفئ في (الجماهير) الشمعة الاولى من عمر هذا المشروع الحلم, و نذكر انفسنا ان المسؤولية اصبحت اكبر والحمل اصبح اثقل. 

اخترنا لها 19 ديسمبر لتاكيد على الحرية والاستقلال والاحتفاء بتاريخ توحيد السودانيين وأعلان الآباء استقلال دولتهم من داخل البرلمان 1955م الذي لعبت فيه الصحافة السودانية دوراً بارزاً وعظيماً سبق دور الأحزاب السياسية. 

عامنا الأول كان ضاجاً بالاحداث و النجاحات والصعاب، واجهنا هزات أدت لخروج بعض الزملاء وتأسيس صحيفة “خرطوم بوست” المتفردة، وعلى الرغم من رغبتنا في بقائهم معنا ومواصلة الرحلة قابلنا خطوتهم بفرحة كبيرة ودعم أكيد.

(الجماهير) التي جاءت نتاج نقاش طويل يطالب بضرورة بناء مؤسسات اعلامية يكون الصحفيين السودانيين أصحاب قرار داخلها عبر الشراكة، ويتجهوا إلى الفضاء الإلكتروني ويستغلوا التطور المتسارع في عالم الصحافة للافلات من الحصار المضروب عليها ومحاولة تكميمها وحجب المعلومات بواسطة السلطة، كان غير مستغرب منها الاحتفاء بـصدور (خرطوم بوست) وكانت فرحتنا بمولدها أكبر  فهي من الرحم. 

شهد العام 2017 انطلاق عدد من الصحف الإلكترونية بالسودان، صدرت تباعاً و احتفينا بها و قدمنا الدعم و المشورة المستمرة ولازلنا على استعداد لذلك من أجل واقع افضل لصحافة بلادنا التي تعتبر امتداد لتاريخ طويل عمره 115 عام مرت فيها بالكثير من المنعطفات و المطبات وظلت قادرة على تقديم ما ينفع الناس و الوطن. 

في هذا اليوم نبعث بالتحايا، إلى القراء و الزملاء في الوسط الصحفي و لكل المهتمين بالشأن العام الذين ساندونا وقدموا كلمات كان لها أثر كبير في استمرارنا و قدرتنا على التطور و تجويد خدماتنا. 

نلنا خلال عامنا الأول رضا قطاعات مختلفة من السودانيين، ووضعنا اخرون في خانة العداء لا لشئ سوى رفضنا الجلوس بمقاعد المتفرجين و غض البصر عن ما يجب ان يعلمه الناس. 

لم نصنع حدثا أو نختلق من أجل الاثارة موضوعاً كنا ومازلنا نضع مقولة ظل يرددها علينا دون كلل او ملل استاذنا الصحفي المخضرم عبد الله رزق “الخبر هو ما لم يقله المسؤول” من هذه القاعدة انطلقت (الجماهير) ووضعت امام الناس (الحقيقة كما هي) كشفت ما يدور في الغرف ومطابخ السياسة دون تلوين وتركت للناس الاحكام. 

مع كل حدث تكشف عنه (الجماهير) كانت ترتفع الاصوات و تصفنا بالمفبركين لكننا لا نلتفت و نركز على واجبنا و نمضي بحثاً عن قضايا اخرى، ونردد في هذه المهنة لن تستطيع ان ترضى الجميع، ونترك بيننا و المشككين الأيام التي اثبتت حقيقة ما قمنا بنشره.  

اليوم نمضي نحو عام جديد نقراء جيدا من صفحة عامنا الاول ونفخر بما حققناه و نتعلم من الاخفاق و نجدد وعدنا بأن نكون حضوراً من موقع الاصالة في كل ما يهم الناس و مستقبل وطننا. 

نؤمن في (الجماهير) بان مستقبل وطننا الذي نحلم به أهم  ركائزه حرية الاعلام و قدرة الصحف على عرض الخفايا ومناقشتها بكل استقلالية، لان الديمقراطية التي ستأتي لا محال ستلعب فيها الصحافة دور كبير فهي الحارس الأول والرقيب وعين الناس المطلوبة. 

مع كل جديد في عالم التقنية تعمل (الجماهير) على المواكبة المستمرة ففي الست أشهر الاولى اطلقنا تطبيق الهواتف الذكية و الآن انتقلنا إلى موزد خدمة جديدة يسهل للناس التصفح بسرعة فائقة و تكلفة اقل للبيانات. 

نبدأ يومنا الجديد في عامنا الثاني بالأعلن عن مشروع صحيفة (زييت بريس) التي بدا العمل فيه لتكون أول صحيفة الكترونية  اجتماعية تهتم بقضايا الناس ومعاشهم وتطرق ابواب المسكوت عنه في مجتمعنا بكل شجاعة و تناقش قضايا الفن و الثقافة، عقدنا العزم على اطلاقها خلال الربع الاول من العام 2018.

شكراً للجميع فرداً فرداً على الدعم و المتابعة والنقد الذي كان خير زاد في رحلة طويلة لن توقفنا كل المصاعب التي بلا شك سوف تقوينا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى