رأي

الحبيب محمد يونس يكتب : من الكنابي إلى مايو مخطط الإبادة العرقية برعاية جيش الدولة وصمت العالم …

الكنابي هي تجمعات شبه مخيمات في ولاية الجزيرة يسكنها بعض من قبائل البرقو والتاما والزغاوة والفور والمساليت والنوبا وبعض القبائل الجنوبية منذ عقود طويلة.

مايو هو أحد أحياء مدينة الخرطوم ظل لعقود ملاذًا للفقراء والمهمشين من أبناء السودان تسكنة نفس مكونات الكنابي من قبائل دارفور وكردفان غير العربية وبعض الجنوبيين الذين لم يغادروا بعد الانفصال.
عانى سكان الكنابي ومايو من وصم اجتماعي متعمد إذ تم تنميطهم كأنهم قطاع طرق ولصوص وهي صورة زائفة جرى ترسيخها حتى أصبحت مبررًا للاضطهاد المستمر بحقهم كانت الأجهزة الأمنية تطاردهم دون سبب واضح وتلفق فيهم التهم ويعلم الله انهم أبرياء فقط سياسة ممنهجة ترسخت على مدى سنوات طويلة في اذهان كلاب اجهزة الدولة القديمة.

من المتعاون حقاً؟ فصل من التلاعب بالحقائق لشرعنة المجازر ضد الشعوب…

مع اندلاع الحرب في الخرطوم تكشفت حقائق صادمة حول هوية العناصر التي انضمت إلى قوات الدعم السريع ابان اندلاع الحرب وتعاونت معها حيث كان معظمهم من أبناء الشمال والوسط بسحناتهم الفاتحة ولهجاتهم المعروفة وكانوا هم الفاعلين الرئيسيين في عمليات السلب والنهب والتخابر لتشويه صورة هذه القوات ومن بين هؤلاء برز اسم المجرم ابو عاقلة كيكل الذي قاد ابناء عمومتة الذين انضمو معه إلى الدعم السريع الى انتهاكات جسيمة بحق اهل الجزيرة الذين ينتمي لهم سكناً وعرق وهذا قبيل خيانته لقوات الدعم السريع وانضمامة إلى الجيش السوداني، والمؤسف حقاً انه لم يتوقف الأمر عند حد الخيانة والتخابر بل تحول إلى فصول مأساوية من العنف الممنهج ضد اهل الكنابي بعد انسحاب الدعم السريع من ولاية الجزيرة وهذه المرة كيكل ضمن صفوف الجيش السوداني حيث دخلت قوات ‘درع السودان’ بقيادتة ومارست أبشع مجازر التطهير العرقي ضدهم أحرقوا الأطفال، ذبحوا النساء والكبار ومارسوا أبشع أشكال القتل والتنكيل دون أي اعتبار لإنسانية الضحايا والمؤسف المزرف للدموع تم هذا تحت زريعه التعاون مع الدعم السريع ماهذا الألم وهذا الظلم ياالله.

مجازر مايو تكرار مأساة نفس المكونات مع اختلاق الزمان والمكان…

في ثالث أيام عيد الفطر تكررت المأساة هنا اختلف الزمان والمكان ولكن المستهدف واحد، هذه المرة في حي مايو حيث أقدمت قوات الجيش السوداني وكتائبه الإرهابية الموالية له على اقتياد أكثر من 300 شخص من سكان الحي إلى مصيرهم المحتوم وهو الإبادة الجماعية المشاهد كانت مرعبة حيث تم ربط الضحايا من اياديهم بالحبال وهم في طريقهم إلى المجزرة حيث الذبح وقطع للرؤوس وبقر للبطون وتمثيل بالجثث تمامًا كما حدث في الكنابي وأحياء الخرطوم الاخرى وبحري وشرق النيل وبارا والرهد وكل المناطق التى خرج منها الدعم السريع.

الأكثر بشاعة أن هذه الجرائم موثقة بكاميرات الجناة أنفسهم وكأنهم يسعون لإثبات ولائهم لمخططات الإرهاب العالمي الذي يسعى لإبادة الإنسان السوداني ويرسلون رسالة تقول القتل في السودان يسير كما خطط له، دون أن يكون هناك أي تحرك يذكر من المجتمع الدولي أو الإعلام العالمي.
إن الصمت الدولي والإقليمي تجاه هذه الفظائع لا يمكن تفسيره إلا كشكل آخر من أشكال الشراكة او التواطؤ مع الجريمة كيف يمكن للإعلام العالمي الذي يرفع شعار الحرية والعدالة أن يتجاهل هذه المجازر الجماعية؟ أين المنظمات الحقوقية والإنسانية من هذه الإبادة الممنهجة؟ إن هذه الجرائم ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية ويجب تسليط الضوء عليها بأقصى سرعة.
وأمام المجتمع الدولي مسؤولية اخلاقية ومهنية حيال هذه الفظائع وعلى المنظمات الحقوقية والإنسانية أن تتحرك فورًا لحماية الضحايا ومنع استمرار هذه الجرائم الوحشية كما يجب فرض عقوبات صارمة ضد قادة الجيش السوداني وقادة حركات الارتزاق الدارفورية التي تقاتل إلى جانبه حتى يتم وقف هذه الانتهاكات بحق الأبرياء.

على صعيد المقاومة والتصدي لا شك أن كتائب الحركة الإسلامية الإرهابية التي اختطفت الجيش السوداني ترى أن هذه الحرب فرصة للقضاء على كل أبناء غرب السودان بإقليميهما لذلك فإن أبناء الهامش العريض مطالبون اليوم أكثر من أي وقت مضى بتوحيد جهودهم لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي يهدف إلى محو وجودهم وتاريخهم في هذا الوطن الإفريقي العظيم رغم ان التاريخ ثبت إن إرادة هذة الشعوب لاتقهر وأقوى من كل محاولات الإبادة وسينتصر السودان بشعبه رغم المؤامرات ولكن هذا مرهون بالتحرك العاجل واليوم بل الآن فغدا قد لايوجد شخص ليروي الحقيقه.

الثلاثاء ١ ابريل ٢٠٢٥م

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى