رأي

“الحلو” قال الحق الذي عنه يسكتون

 

أحمد حمدان

 

(1)

لا ادري لماذا يلوم البعض عبد العزيز الحلو على تفضيله قضية جبال النوبة على شمول قضايا البلاد، وتمسكه بخيار تقرير المصير حال الفشل في إعطاء المنطقة حقوقها كاملة غير منقوصة في البلد الواحد المتساوي مواطنيه، لا فضل لعربيه على نوباويه؟؟

(2)

تمسك الحلو بحق تقرير المصير كخيار ثان لحل أزمة الأقليم لا يعني عدم اعترافهم بأن مناطق أخرى في السودان تعاني مشاكل مشابهة لما يعانيه اقليم جبال النوبة، ولكن الحلو ورفاقه اختاروا السلاح وسيلة لتحقيق مطالب الأقليم، وليس مطالب كل مناطق السودان، وهذه حقيقة، بغض النظر عن توسيع ماعون الحركة لاحقاً ومناداته بالحل الشامل وتبنيه قضايا مختلفة من مناطق السودان.

(3)

على الرغم من وجاهة فكرة الحل الشامل وقومية الحركة إلا أن هنالك حقيقة مرة يتحاشى أنصار قومية الحركة تذوقها، وهي أن هذه الحركة (القومية) فشلت او ـ لعل بعض قياداتها ترفض ـ توحيد وسائل المقاومة في كل مناطق السودان التي تتبنى قضاياها، فلا يمكن أن ترفع الحركة شعار الحل الشامل وهي تحصر وسيلة المقاومة ـ السلاح ـ في اقليم واحد، وهي تعلم والكل يعلم مدى حجم الضرر الذي يتسبب فيه السلاح على هذا الاقليم.

(4)

فأية أخلاق هذه التي تسمح بأن تُرمل النساء ويُيتم الأطفال، ويقضى على الأخضر واليابس، في منطقة محددة لأجل آخرين ربما قصر خيالهم عن حقيقة ما يجري في تلك المنطقة؟ والمؤسف حينما يتململ من يطأ الجمرة ويريد أن يوقف المأساة حتى ولو ببتر الجزء المحترق، تثور ثائرة من أيديهم في الماء.

(5)

أيها الناس حق تقرير المصير ليس عيباً ولا هو رجس من عمل الشيطان، هو حق إنساني لكل الشعوب المضهدة في بلدانها، المحرومة من حقها في المساواة والعدالة الإجتماعية، فإما تحصل على تلك الحقوق في البلد الواحد، واما تترك لتقرر مصيرها، ولن يجدي التخويف بمصير جنوب السودان، فأفضل لهم مائة مرة أن يقتتلوا فيما بينهم حتى يصلوا لإقامة دولتهم التي تساوي بينهم، من أن يبقوا تُبع في دولة لا تعترف لهم بحق، والتاريخ يحدثنا بأن الطريق إلى بناء الدول والأمم ليس مفروشاً بالورود.

(6)

الذين يرفضون على الحلو انكفاءه على جبال النوبة وتقديم حل قضيتها على بقية قضايا السودان، سيكون معهم الحق في نظرتهم، حال واتتهم الشجاعة بتبني ـ مجرد تبني ـ السلاح وسيلة لتحقيق المطالب في كل السودان، بما فيها الخرطوم، اما دون ذلك فليس من حقهم لومه او اتهامه بخزلان جماهير الحركة الشعبية.

(7)

أعلم أن البعض يرى في تعميم تجربة السلاح منطقاً اعوجاً، ولكن مهما يكن فلن يكون أكثر اعوجاجاً من قصر التجربة على منطقة محددة ثم مطالبة مواطنيها بالصبر على الإصطلاء بالنيران ريثما يتفضل النظام بالقبول بالحل الشامل، وان شويت جلودهم او تفحمت أجسادهم لا يهم.

اما تبني السلاح وسيلة للمقاومة في كل السودان، او وضعه نهائياً وتبني وسائل مقاومة مدنية متوصلة في كل السودان لا تتوقف دون تحقيق المطالب وان هلك كل الشعب.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى