تقارير – الجماهير: تمرّ الأيام على السودانيين ثقيلةً كأنها سنين، وهم يعيشون مأساةً حقيقيةً منذ 11 شهرًا، فُتحت فيها أبواب الجحيم على مصراعيها، وباتت حياتهم مُهددةً بالموت المُحتمل في ظلّ الاقتتال الدائر بين قوات الجيش والدعم السريع.
نزح مئات الآلاف من السودانيين من منازلهم بسبب القتال الدائر، باحثين عن الأمان في دول الجوار ومُخيّمات النزوح، حيثُ يعيشون في ظروفٍ إنسانيةٍ صعبةٍ للغاية، تعاني من نقصٍ في الغذاء والمياه والدواء.
موتٌ مُحتمل:
يُهدد الموتُ المُحتملُ كلّ من يعيش داخل رقعة الاقتتال، فالقصف العشوائيّ والاشتباكات المُسلحة تُهدد حياة المدنيين بشكلٍ مُباشر، ناهيك عن نقص الخدمات الأساسية التي تُعرّض حياة الكثيرين للخطر.
ويواجه نحو خمسة ملايين سوداني شبح الجوع في الأشهر المقبلة على أجزاء مختلفة من البلاد التي مزقتها الحرب، وفقاً لتحذيرات منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث.
وحذر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الحرب في السودان تنذر بوقوع “أضخم أزمة جوع في العالم”.
واندلعت الحرب في السودان في منتصف أبريل/نيسان العام الماضي، بين الجيش السوداني من جهة وقوات الدعم السريع شبه العسكرية من جهة أخرى.
وتقول الأمم المتحدة إن حوالي 25 مليون نسمة -نصف تعداد السودانيين- في حاجة إلى مساعدات، وإن حوالي ثمانية ملايين نسمة نزحوا من ديارهم.
وتنبه الأمم المتحدة إلى أن طرفي الصراع متورطان في جرائم حرب.
مساندة كتائب التنظيم الإسلامي:
منذ إطلاق الرصاصة الأولى في حرب 15 أبريل/نيسان الماضي طفت إلى السطح دلائل تشير إلى سيطرة “تنظيم الإخوان” في السودان على مجريات العنف والاقتتال ومحاولات عرقلة العملية التفاوضية في مدينة جدة السعودية، من أجل العودة إلى السلطة مرة أخرى، وإقصاء الآخر.
تُشير التقارير إلى أنّ كتائب وتشكيلات التنظيم الإسلامي الذي أطاحت به ثورة ديسمبر دورها لا يقتصر على مُسانِدة الجيش في الصراع بل هي من تمسك بزمام قيادة المعارك، مما يُضفي مزيدًا من التعقيد على الأزمة ويُزيد من حدة الاقتتال.
مُستقبلٌ غامض:
يُخيّم الغموض على مستقبل السودان في ظلّ هذه الأزمة، فالمُواطنون السودانيون يُطالبون بوقفٍ فوريٍّ لإطلاق النار وبدء حوارٍ جادٍّ لإنهاء الصراع، بينما لا تزال بوادر الحلّ غامضةً، تاركين السودان على صفيحٍ ساخنٍ من الموت المُحتمل.