اللغات السودانية والبالونات والأناشيد أدوات العصيان المدني

الخرطوم: الجماهير

بعد نقاشات مطولة على وسائل التواصل الإجتماعي، منذ نهاية الموجة الأولى من العصيان المدني في السودان في 29 نوفمبر الماضي، تبارى السودانيون في تنظيم أنفسهم إستعداداً للموجة الثانية من العصيان التي إنطلقت اليوم، عبر تشكيلات أطلقوا عليها “لجان العصيان”، التي تشكلت في مدن البلاد المختلفة وأعلنت عن جاهزيتها لمواصلة العصيان، ليأتي هذه المرة أكثر تنظيماً من الجولة الأولى حسب ما أكدت عليه وسائل إعلام عالمية.

وعلى الرغم من إتساع نطاق العصيان المدني اليوم لتشكل مجموعة من المدن خارج العاصمة الخرطوم حضوراً كبيراً، إلا أن الميزة الفارقة حسب مايرى متابعون تتمثل في الأساليب الجديدة التي رافقت دعوات العصيان المدني هذه المرة، حيث تفنن دعاة العصيان في كتابة الأغاني التي تحض السودانيين على المشاركة، وأحصت “الجماهير”، مايربو على ال10 أغنيات جديدة كتبها شعراء وفنانون سودانيون تباروا في تمجيد الحراك الجماهيري، ووجدت الأغاني والأشعار التي انتشرت في وسائل التواصل الإجتماعي تفاعلاً كبيراً.

كما تبادل السودانيون رسائل صوتية داعمة للحراك الجماهيري، بمجموعة من اللغات يصفها الناشط إيهاب 

 أحمد بأنها تمثل زمان التعافي بين المكونات السودانية المختلفة، التي تحتفي بتنوعها وتعددها، قائلاً:” هذا أوان الجماهير في صورتها الحرة، فرسائل الشعوب السودانية تترى داعية للعصيان وإستعادة الوطن بمختلف اللغات التي وإن لم نفهم بعضها فإن وقعها يطربنا”.

وإنتشرت رسائل صوتية ومكتوبة على وسائل التواصل الإجتماعي وأخرى في قصاصات مطبوعة وزعت في مدن البلاد المختلفة، بلغات البري ، التي تتحدثها قبائل الزغاوة بدارفور، واللغة النوبية المنتشرة في شمال البلاد، ولغة البداويت التي تتحدث بها قومية البجا في شرق السودان، وتشترك الرسائل المختلفة في مضامينها الداعية للمشاركة في العصيان المدني ومقاومة نظام البشير.

وفي مدينة نيالا غربي البلاد والتي شهدت إستجابة كبيرة للعصيان المدني، أطلق ناشطون بالونات ملونة في سماء المدينة تحمل عبارات “ا رحل”، و”العصيان المدني السوداني”، بالإضافة لشعارات الحراك الجماهيري، ووزعت البالونات الملونة في مناطق مختلفة من أرجاء المدينة لتملأ شعارات العصيان الأفق، فيما بثت إذاعات شبابية مختلفة على شبكة الإنترنت أغاني وطنية وأناشيد ثورية منذ إنطلاقة العصيان المدني صباح اليوم.