رأي

علي أحمد يكتب: “الحارث” الذليل.. الحارس الوفي! 

قال مندوب البرهان بالأمم المتحدة السفير “الحارث إدريس”، في تصريحات الأول من أمس لتلفزيون حكومة (بورت كيزان)، حول شكوى حكومة الفلول ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، إن بريطانيا تدخلت لتغيير طبيعة جلسة مجلس الأمن التي طالب بها السودان من مغلقة -يحق لحكومة الفلول والعسكر المشاركة فيها- إلى جلسة تشاور خاصة بأعضاء المجلس حصراً. وأضاف قائلاً: “يبدو أنّ شكوى السودان أحدثت صدمة للإمارات؛ لم تكن تتوقعها؛ ولذلك لجأت لممارسة الضغوط على الأعضاء الدائمين الثلاثة لإلغاء الاجتماع، ولما فشلت فى ذلك، تدخلت بريطانيا لتغيير طبيعته”!

هذا السفير (الحارث) الذي أصبح حارساً للطغيان ومدافعاً عنه، والذي يكد ويستميت بكل تفان وإخلاص من أجل أن لا يسترد الشعب السوداني حريته ويحقق حلمه في الحكم المدني الديمقراطي -وهو، لمن لا يعرفه- يمثل أنموذجا باهراً للانتهازية والرخص والدناءة، ولعهر الواقع الذي تعيشه بلادنا أيضاً، إذ كان ضمن زمرة الدبلوماسيين المفصولين تعسفياً من وزارة الخارجية؛ في عهد الكيزان، وأعادته حكومة الثورة المجيدة إلى وظيفته مرة أخرى؛ وذلك ضمن سعيها لإعادة الحقوق للمظلومين تنفيذاً لأهداف الثورة التي يتآمر عليها اليوم لصالح من أذلوه بالأمس، والتي لولاها لكان اليوم بلبوساً دنيئاً يتسول الوظيفة مُهدراً كرامته على عتبات أسياده في (بورت كيزان)، ولكن هكذا هي ثورات الشعوب؛ تأتي بالكرامة وتحقق العدالة وتستعيد الحقوق للجميع دون مقابل، لكل لئيم وزنيم، ولكل حارث حانث وخانث!. 

هذا السفير الذميم الذليل يتحدث وكأنه يمثل دولة أو حتى شبه دولة، فيشكو ويتهم ويطلب التقدير والاحترام من الدول الكبرى، فيما هو يمثل تشكيل عصابي، هو خليط من جماعة دينية متطرفة وفاسدة وثلة انقلابية منحرفة من العسكر، لا تسيطر حتى على المناطق التي تتواجد عليها، فكيف لمن لا يمثل دولة أن يشكو دولة؟ وكيف لدولة عظمى مثل بريطانيا أن تتعامل مع عصابة وتأخذها مأخذ الدول ذات المؤسسات المعتبرة؟! 

أغرب ما في الأمر، أن هؤلاء الكيزان الذين يعادون الإمارات ليل نهار وبلا هوادة، لا يراعون في ذلك ليس مصالح مواطنيهم هناك فحسب، حيث توجد بالإمارات جالية سودانية من أكبر وأقدم الجاليات السودانية بمنطقة الخليج، ويعيش السودانيون فيها بكرامة ومحبة فيما وجدوا في وطنهم الذل والهوان والتشرد واللجوء ومرارة العيش والموت والاستغلال وإهدار الكرامة الإنسانية، بل أيضاً هؤلاء الكيزان الأغبياء لا يراعون حتى مصالحهم كشرذمة حاكمة، فالإمارات تعتبر الآن السوق الوحيدة لحكومة (بورت كيزان) تأخذ منها خبزها ووقودها وفولها وعدسها، وتحتفظ ببعض أموالها هناك، حيث تحتضن أبو ظبي بنك النيلين (البنك الوحيد) خارج السودان، والذي يتم من خلاله إنهاء كافة المعاملات المالية فيما يتعلق بوارداتهم، وهذا البنك يجسد الفساد من أعلاه إلى أسفله، ويرأس مجلس إدارته الكوز اللص “جبريل ابراهيم”، ولا ريب، فالبنك يمثل مأوىً وملاذاً للكيزان واللصوص، عبره يسرقون ويغسلون ويمولون حروبهم وإجرامهم، فماذا لو تعاملت دولة الإمارات بالمثل يا ترى؟ وهي قطعاً لن تقطع الأواصر الشعبية الطويلة والعريقة بين الشعبين الشقيقين، فلها حكومة تحفظ وتصون ما كان وما سيكون، لن يتضرر منها من يقيمون ويعيشون بأرضها، ولكن ماذا لو مارست حقها في محاربة الفساد وغسيل الأموال أيها الكيزان الفسدة؟؟

إن حكومة مجازية أو حقيقية، لا تأخذ مصالحها ومصالح شعبها في الاعتبار في كل خطوة تخطوها فهي حكومة إلى زوال وفناء، وهو كذلك، فهذا (الشيء) القائم في (بورت كيزان)، والذي يسمي نفسه حكومة ما هو إلاّ آلية كيزانية تعمل لصالح التنظيم الشيطاني ولا تراعي في ذلك ذمة أو أخلاقاً، سيسقط قريباً ، قريباً جداً.

زعم “الحارث” أن سيصدم الإمارات.. فأبشري بطول سلامة يا إمارات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى