أعتقد أهم ما في قضايا الراهن هو استهداف الجنوب سودانيين في ودمدني، وردود الأفعال الشعبية في جنوب السودان، والتي تصعدت بشكوى وزير خارجية جنوب السودان بضرورة التدخل لحماية المدنيين في السودان. وأعتقد أن موقف وزير خارجية جنوب السودان قدم خطابا ومطالبا مسؤولة، ليس فقط للجنوب سودانيين العالقين في المناطق التي تسيطر عليها حكومة جنوب السودان فاقدة الشرعية، بل لكل السودانيين، الموعودين بمحمامات دماء على أساس ألوانهم وأعراقهم وجهوياتهم. هذا الخطاب يمهد لما بعده، خاصة، هناك توافق في وجهات النظر بين دول شرق أفريقيا، التي طالتها اتهامات وتحديات، تجاوزت العرف الدبلوماسي، خاصة دول جنوب السودان وأوغندا وكينيا وأثيوبيا وتشاد وليبيا. هذه الدول مؤثرة في الاتحاد الأفريقي والإيقاد.
ردت وزارة خارجية بورتسودان فاقدة الشرعية على خطاب وزير خارجية جنوب السودان باتهامات منها دعم جنوب السودان للدعم السريع وبمعالجة جرحاه في مستشفيات جنوب السودان، ومده بالمجموعات المسلحة. يأتي التصعيد بعد أسابيع من استئناف ضخ النفط، الذي سرعان ما تعقد بقصف جيش برهان لمصفاة الخرطوم بالطيران.
يتزامن مع حالة التوتر على خلفية الأحداث بين بورتسودان وجوبا، اجتماعات مكثفة بين قوى سياسية منها تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” والحركة الشعبية بقيادة الحلو، وتحرير السودان بقيادة عبد الواحد، و” قمم” وقوى سياسية أخرى، للتشاور حول انجاز اتفاق سياسي حول القضايا محل الاختلاف للوصول إلى حكومة تنزع االاعتراف الدولي المحدود بحكومة الأمر الواقع في بورتسودان.
يبدو من أن جنوب السودان ودول شرق أفريقيا وتشاد، ربما تسرع في توافق هذه القوى للوصول إلى اتفاق وإعلان حكومة، تبدأ جزئيا في المناطق التي يسيطر عليها الدعم السريع وحركة عبد الواحد وحركة عبد العزيز الحلو، والجبهة الثورية. خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية في الفاشر، يكون إقليم دارفور وكردفان، وربما النيل الأبيض والخرطوم في بادئ الأمر. ومتوقع أن تطالب الحكومة المتوقع تشكيلها بقوات أفريقية تدعم موقفها دوليا.
بمجرد اعتراف المجتمع الدولي بحكومة سلام ومكونة من عدة قوى سياسية مسلحة ومدنية، يفرض قيودا وحظرا دوليا، خاصة على الطيران العسكري والمدني، وكذلك على الملاحة البحرية والنظام المصرفي العالمي. ويتحول برهان وجنرالاته والحركات التي تقاتل معه إلى جماعات ملاحقة دوليا متهمة بجرائم الحرب. وسريعا سيتخلى عنهم قطاع عريض مغيب بالإعلام. ولا اعتقد أن بإمكان الدعم المصري الذي يقال أنه تخلى عن البرهان، بعد ضغوط دولية تهدد مصر بعقوبات وتوترات دبلوماسية خاصة من دول شريكة تجاريا كالإمارات، ودول لها مصالحة استراتيجية معها كروسيا وليبيا في منطقة المتوسط.
عودة إلى بدء، أعتقد أنه من المهم، المحافظة على روح الإخاء والتعايش الشعبي مع جنوب السودان شعبا وحكومة خاصة تعتبر الدولة الأكبر مع السودان في الحدود والتداخل الشعبي والأكثر تأثرا وتأثيرا أمنيا واجتماعيا وثقافيا. على الشعبين أن يبتعدوا من الإنجرار خلف جرائم جيش برهان والإسلاميين، وأن هذه الجرائم تمثل سلسلة لجرائم قديمة تجددت بعودة الإسلاميين وجيشهم إلى مدينة واحدة، ناهيك عن مدن أخرى، إذا سمح لهم بالتمدد. على الشعبين الحفاظ على رباط جأشهم والتعالي عن الأغبان والتربص بالعدو الذي يقف خلفها، وحشد القوى لإسقاطه.
121 2 دقيقةقراءة