أوردت صحيفة “الجريدة” الكويتية وصحيفة “هآرتس” الإسرائيلية معلومات عن صفقة عرضت على حركة حماس، تضمن خروج قياداتها إلى السودان وفك تجميد أموالهم التي جمدتها الحكومة الانتقالية بعد رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب؛ مقابل إنهاء إسرائيل الحرب في غزة، ويتوجب على حماس إطلاق سراح الأسرى والرهائن.
هناك عدة شواهد تؤكد على قبول حماس للصفقة، لكنها لم تعلن عن ذلك، تقول قنوات إعلامية إن حركتي “حماس وفتح” قد انخرطتا في تفاوض حول تكوين حكومة تكنوقراط تدير شؤون قطاع غزة يعينها الرئيس أبومازن، ويبدو أنه متى ما تم ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني سيتم ترتيب الصفقة بوساطة مصرية قطرية.
ليست حماس وحدها التي سيتم ترحيل قياداتها إلى السودان، وإنما قيادات حزب الله كذلك، يبدو أن الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية عازمتان على إزالة أي تهديد في جنوب لبنان، حتى أن قيادات حزب الله أعربوا عن استعدادهم لوقف إطلاق النار دون أن يكون مشروطا بوقف الحرب في غزة؛ وهو نقيض للموقف الذي دخلت به الحرب من أجل حرب غزة. ويبدو أن عددا من القوى السياسية اللبنانية سعيدة بتجريد سلاح حزب الله، لطالما كان سيفا مسلطا على رقاب المختلفين سياسيا معه، فقد تورط في اغتيال العديد من السياسيين على رأسهم رفيق الحريري رئيس الوزراء الأسبق.
بعد أن نقل قائد الجيش عبد الفتاح البرهان العاصمة إلى بورتسودان، أصبحت قبلة للجماعات الإسلامية الموالية لإيران خاصة حركتي حماس وحزب الله، ويذهب عدد من الخبراء إلى أن هناك اتجاه من قائد الجيش البرهان إلى نقل العاصمة إلى عطبرة بنهر النيل مرة أخرى.
نشاط الجماعات الإسلامية في الشرق الأوسط تم بدعوة الحركة الإسلامية في السودان، خاصة بعد وصول قاداتها إلى بورتسودان أمثال إبراهيم محمود وأحمد عباس وظهورهم المعلن مع كباشي في مخاطبة جماهيرية.
إن وضع السودان خاصة في بورتسودان ونهر النيل، تقوده الحركة الإسلامية بصورة معلنة، حتى أن إمكانية إنكار وجودها أصبحت من المستحيل، في ظل فعالية كتائب البراء في الإعلام وتصدرهم المشهد خاصة ناجي مصطفى الذي أصبح حاكما للقضارف، والمصباح الذي يحث شباب نهر النيل على حمل السلاح وأن يتركوا الجلوس في المنازل مع النساء!
المجتمع الدولي يحل أزمة ويخلق أخرى في السودان، ويعقد المشهد خاصة على سكان شرق السودان الذين نفد صبرهم من فساد الحركات المسلحة الموالية لبرهان. والآن يصدّر لهم المجتمع الدولي جماعات إسلامية متطرفة تخصصت في الاغتيالات وإسكات المنتقدين.
على “تقدم” وكل القوى السياسية والمدنية التي تطمح في إنهاء الحرب، أن تقف ضد تصدير الجماعات الإسلامية المتطرفة إلى السودان، حتى لا تتعرض البنية التحتية للميناء للقصف والتفجير كما حدث لمرفأ بيروت، أو يتم تدمير محطات البترول والوقود، لأن البنية التحتية الهشة لا تحتمل أي تدمير وتخريب.