رأي

كتب علي أحمد: أسد على عزت وأمام غريفيث نعامة!

بقلم: علي أحمد

تغريدة “مارتن غريفيث” وكيل الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الإنسانية التي أطلقها أمس على صفحته بموقع (X) مؤكداً إنه تحدث لتوه هاتفياً مع الجنرال حميدتي قائد قوات الدعم السريع، أعادت إلى الأذهان الدعاية الكيزانية الرخيصة والكذبة الفاضحة بموت (حميدتي) والتي تولى كِبرها، “مبارك الفاضل المهدي” وروجت لها الكتائب الإعلامية التابعة للأمن الشعبي و الاستخبارات العسكرية وإن كان قطاع كبير من السودانيين لم يصدقها وسخر منها خصوصاً وأن الذين أوكلت إليهم مهمة ترويجها اُشتُهِروا بالكذب وببث الأخبار المفبركة مثل السالف ذكره وذلك الأهطل سفير الفلول في ليبيا ووزير إعلام الفلول المدعو “حسن إسماعيل” الذي يتولى تأليف وبث (الإشاعات) والأخبار الزائفة والتحريض من قناة “طيبة” الفضائية التابعة لشيخ المتطرفين وإمام المتنطعين وأحد كبار الفلول الداعشي عبد الحي يوسف.

ليس هذا هو المهم، إنما ما الذي جعل وزارة الخارجية الكيزانية تصمت إزاء هذه المكالمة الهاتفية بين غريفيث والفريق أول محمد حمدان دقلو ، ولا تنبس ببنت شفة إزاءها، فيما أقامت الدنيا ولم تُقعِدها عندما التقى يوسف عزت، مستشار قائد الدعم السريع – الأسبوع المنصرم – رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، وناقشا تطورات الحرب وسبل الوصول إلى حل شامل في إطار الرؤية المطروحة من قوات الدعم السريع؟!

حيث وصفت وزارة الخارجية الكيزانية حينها لقاء رئيس المفوضية الأفريقية مع المستشار “عزت” بالسابقة الخطيرة وبأنه منح شرعية للمسلحين، وكأن الاتحاد الأفريقي هو الذي أنشأ الدعم السريع وليس الحكومة السودانية السابقة وبرلمانها الذي أجاز بالإجماع جميع القوانين والتشريعات الخاصة بهذه القوات.
وكأن على الاتحاد الأفريقي وهو يتعامل مع نزاع بين طرفين ويريد الوصول إلى حل سلمي تفاوض لإنهاء الحرب، أن يلتقي طرفاً واحداً فقط، ويهمل الثاني فتنتهي الحرب وتضع أوزارها فوراً، ثم كيف لجهة ان تترك المنتصر وتتحدث إلى المهزوم؟ ما هذا الغباء؟!

بالفعل لقد صدق الناطق باسم مفوضية الاتحاد الأفريقي في وصف بيان الخارجية بالمنحط، وإلاّ فما السبيل إلى حل الأزمة إذا لم تلتق طرفيها؟ وهذا ما حدث في جميع المبادرات بما فيها الأمريكية السعودية، حيث يلتقي الوسيطين بممثلين للدعم السريع كما يلتقون بممثلين للحكومة وقس على ذلك مبادرة دول جوار السودان ومبادرة ايغاد وخلافها، وسيظل هذا ديدن أية وساطة تسعى لإنهاء الحرب.
الآن، ما رأي كيزان الجيش السوداني ووزارة خارجيتهم في تغريدة “مارتن غريفيث” التي أكدت على تواصل الأمم المتحدة مع قوات الدعم السريع – أكثر مما أكدت أن قائدها “حيٌ يرزق”، فهذا من باب تأكيد المؤكد – وستظل جميع الدول والمنظومات الإقليمية والدولية على تواصل مع الدعم السريع.

وطالما أنها معنية بالحرب وبمستقبل البلاد وطرف فاعل وأساسي فيها، فلا يمكن عملياً تجاوزها – بأي حال – حتى لو أراد البعض ذلك، فما الداعي لجعجعة وصراخ الكيزان في وجه (الأفارقة) على وجه الخصوص – وغضهم النظر من اللقاءات الأخرى التي تجمع بين قادة الدعم السريع ومسؤولين كبار في دول عربية وغربية، أهو احتقار للمنظومات الأفريقية وتقليل من شأنها أم هو احتقار لذواتهم الدنيئة الذليلة ؟ إذاً إنه حقًا الانحطاط في أقصى معانيه.

على أي حال، ستظل وفود وممثلي قوات الدعم السريع حاضرة في كل المحافل الدولية والإقليمية، وعلى الكيزان توفير قراطيسهم وأحبارهم ليكتبوا بها عن تاريخهم المخزي وجرائمهم النكراء وتدميرهم للبلاد وإهلاكهم للعباد واشعالهم للحرب، والأهم ليكتبوا بها هزيمتهم التي ستتحدث عنها الأجيال.

وفي كل الأحوال، يظل (حميدتي) رقمًا لا يمكن تجاوزه، شاء من شاء وأبى من أبى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى