وكالات : الجماهير
تحركات السعودية، والبحرين، والولايات المتحدة، ومصر، جاءت بعد وقت قصير من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، حيث انضم إلى المملكة العربية السعودية في حملة ضد إيران تتهمها برعاية الإرهاب من سوريا إلى اليمن.
القسم السياسي في وكالة “بلومبرغ” الأمريكية أعدتقريراً حول هذه الأزمة وتناولها من خلال عدة محاور:
ما سبب الصدع الدبلوماسي؟
قال التقرير إنها في الغالب إيران، ولكن هناك أشياء أخرى.
وكانت وكالة الأنباء القطرية قد نقلت تصريحات منسوبة إلى حاكم قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تنتقد المواقف الخليجية ضد إيران، وسرعان ما حذف المسؤولون القطريون التعليقات، وألقوا باللائمة على قراصنة، وناشدوا الهدوء.
بعده انهالت الانتقادات من السعودية والولايات المتحدة وتصاعد الهجوم في وسائل الإعلام، وخصوصاً بعد أن اتصل الشيخ تميم هاتفياً بالرئيس الإيراني حسن روحاني في نهاية الأسبوع في تحدي واضح للنقد السعودي.

يقول تقرير “بلومبرغ” إن ذلك صحيح “جزئيا”. وتجدر الإشارة إلى أن جمهورية إيران الإسلامية التي يقودها “الشيعة” هي المنافس الإقليمي الرئيس للسعودية. كما أن المصدرين الرئيسيين للنفط يقفان على جانبين متعارضين من الصراعات في سوريا والعراق.
وكان السعوديون قد اتهموا قطر، بدعم “الجماعات الإرهابية المدعومة من إيران” العاملة في المقاطعة الشرقية للبحرين. كما أنهم اتهموها أيضاً بدعم “الجماعات الإرهابية التي تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة”، بما في ذلك جماعة “الإخوان المسلمين” وتنظيمي “داعش” و”القاعدة”.

يؤكد التقرير أن درجة حرارة التوتر ارتفعت بشكل ملحوظ بعد زيارة ترامب. ووصف الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز إيران بأنها الراعي الرئيس للإرهاب في العالم، كما اتهمت المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، قطر بمحاولة تقويض الجهود الرامية إلى عزل الجمهورية الإسلامية. وهاجمت الصحف ورجال الدين وحتى المشاهير الشيخ تميم القطري. وقالت صحيفة “الجزيرة” التي تتخذ من الرياض مقراً لها إنه طعن جيرانه بخنجر إيران.
ماذا يقول المحللون؟
يشير التقرير إلى أن العلاقات الأمريكية السعودية توثقت تحت إدارة ترامب. وأن السعوديين والأمريكيين يسعون إلى سحق أي معارضة من شأنها أن تضعف جبهة موحدة ضد النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط. كما تمارس الدولتان ضغوطاً على قطر لإنهاء دعمها للحركات الإسلامية مثل جماعة “الإخوان المسلمين” وحركة “حماس” الفلسطينية التي تحكم قطاع غزة.
ماذا تقول إيران؟
يقول التقرير إنه قبل المواجهة الأخيرة، قال روحاني “رجل الدين المعتدل” الذى أعيد انتخابه لولاية ثانية مدتها أربع سنوات الشهر الماضي، إن بلاده على استعداد لإجراء محادثات لإنهاء الخلاف. وفي الوقت نفسه، قال المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، الذي يتمتع بسلطة أكثر من روحاني، إن النظام السعودي يواجه موتا لسياساته في اليمن.
أين تتواجه السعودية وإيران؟
يشير التقرير إلى الحرب بالوكالة التي تضع السعودية في مواجهة إيران لا سيما في سوريا واليمن. كما يشير إلى الهجمات الإلكترونية على الوكالات الحكومية في المملكة العربية السعودية الموجهة من إيران، والتي هددت برفع حدة التوترات بين القوتين في أواخر عام 2016.
كما أشار التقرير أيضاً إلى إعدام السعودية في وقت سابق من ذلك العام، رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر، حيث قام المتظاهرون الإيرانيون بإطلاق النار على السفارة السعودية في طهران، وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران.
هل في الخلافات مع قطر أي شيء جديد؟
يقول التقرير إنه في عام 2014، قامت المملكة العربية السعودية، والولايات المتحدة الأمريكية، والبحرين بسحب سفرائها مؤقتاً من قطر. وركز هذا النزاع على مصر، حيث دعمت قطر حكومة “الإخوان المسلمين” في حين دعمت السعودية قيادة الجيش. كما أن قطر بحسب التقرير تستضيف قيادة “حماس” المنفية ومسؤولي “طالبان”. ويقول محللون إن السعودية وحلفائها يريدون أن يظهروا قطر التي يبلغ عدد سكانها 6.2 مليون نسمة أنها ترفع وزنها الاستراتيجي.