رأي

يوسف فضل فرج الله يكتب: الأهمية الاستراتيجية والاقتصادية لمحلية الميرم 

اسم الميرم يعني الفتاة الجميلة وسُميت عليها المنطقة بسبب الخضرة التي تكسوها والسهول الجميلة. ومحلية الميرم هي إحدى محليات ولاية غرب كردفان التي تقع في الجنوب الغربي للولاية، ولها حدود مع دولة جنوب السودان، حيث تبعد عنها مسافة 40 كيلو. ومن مقومات مدينة الميرم الأساسية هو خط السكة حديد الذي يمتد عبرها إلى مدينة واو وأويل في جنوب السودان. كما يربط بينها ومحلية المجلد، التي سيطرت عليها قوات الدعم السريع سابقًا، طرق غير معبدة وردميات وبعض الشوارع التي تغلق في موسم الخريف.   

 المحلية يقطنها الأهل المسيرية، أفخاذ (الفيارين وأولاد كامل وبعض التنوع السكاني) وبها (12) حيًا سكنيًا. 

أولًا: الأهمية الاستراتيجية

 تعتبر مدينة الميرم معبرًا رئيسيًا لدولة جنوب السودان، وعسكريًا تعني سيطرة قوات الدعم السريع على «اللواء 92» قطع أي إمداد لوجستي للفرقة 22 بابنوسة التي يستغلها الجيش كرافد أساسي سواء كان في التجنيد العسكري أو توصيل المؤن الغذائية بعد استلام  الدعم السريع لحاضرة ولاية غرب كردفان ومدينة المجلد. وبالتالي فإن قوات الفرقة 22 بابنوسة في حصار تام، وكما قال الدكتور النور حمد “أصبح جيش الكيزان جزرًا متقطعة متناثرة على طول البلاد وعرضها قابعا في خنادق”.

 كذلك إغلاق الباب الخلفي بين الجنوب والسودان، في حال تم التوقيع علي وثيقة أمن مشترك بين البلدين لمنع لجوء وفرار الجنود للدولة المجاورة، ويمكن أن تكون سيطرة الدعم السريع فرصة لتفعيل العلاقات الدبلوماسية مع جنوب السودان.

ثانيًا: الأهمية الاقتصادية 

بما أن محلية الميرم تقع في مناخ السافنا الغنية، تعتبر منطقة جاذبة لرعي الماشية  وصالحة للزراعة، حيث من أبرز المحاصيل فيها “الكركدي، الدخن، الذرة، والبطيخ” وهناك نشاط اقتصادي تجاري باعتبار أنها أحد أنشط المعابر الحدودية للتبادل التجاري بين السودان ودولة جنوب السودان. 

إن سيطرة قوات الدعم السريع على هذه المنطقة تعد بمثابة التحكم الكامل في المعابر الحدودية والمداخل والمخارج بين السودان وجنوب السودان، الأمر الذي  يدعم الاستقرار الأمني والسياسي، ويمكن تفعيل أشكال النشاط الاقتصادي والتبادل التجاري ومحاربة التهريب وهي قابلة للنمو في حال تطوير مشاريع زراعية وتجارية  من شأنها أن تساهم في توظيف الشباب المنتج الذين اضطرهم الوضع السياسي للجندية والهجرة القسرية والبحث عن فرص عمل أفضل وحياة أكثر استقرارًا.  أيضًا، فإن فتح نقاط جمركية  بين السودان وجنوب السودان تعتبر نقطة جوهرية تحرك الوضع الاقتصادي الذي لازمه الكساد والفساد والتهرب من الضرائب خلال فترة الحرب،  وسيفتح فرص عمل ونافذة اقتصادية مهمة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى