تقارير وتحقيقات

استهداف الطيران الحربي لبوادي الرحل بدارفور: محاولة لتوسيع رقعة الحرب وتدمير ممنهج للاقتصاد 

تقرير- الجماهير 

استهدف الطيران الحربي التابع للجيش السوداني، الثلاثاء الماضي، بوادي العرب الرحل في مناطق «الكومة، أم سيالة، كبكابية، كتم»، بولاية شمال دارفور، وراح ضحية ذلك -حسب الإحصائيات الأولية- أكثر من (18) قتيلًا، بينهم (4) نساء، و(3) أطفال أحدهم لم يتجاوز عمره سبعة أيام.

وقال شهود عيان للجماهير، إن الغارات أدت إلى مقتل (10) أشخاص في مدينة كبكابية التي تبعد 130 كلم غرب الفاشر، اثنان من القتلى “عمال” في مستوصف «النصر الطبي» الذي دمر بالكامل، كما دمرت “روضة أطفال” بالمدينة.

قصف الطيران لكتم

وأشارت المصادر إلى  تدمير سبعة منازل تدميرًا كاملًا، وأن بعض الضحايا ما زالوا تحت الركام.

وفي منطقة أم سيالة، التابعة لمحلية كتم، أدت غارات الطيران إلى مقتل (7) أشخاص بينهم (4) نساء وطفلان أحدهما لم يتجاوز عمره سبعة أيام. فيما تم قتل شخص آخر وتدمير المستشفى الكبير ومحطة الكهرباء الرئيسية بكتم.

تدمير الطيران لمنازل بمنطقة أم سيالة

أما في محلية الكومة والتي تبعد 175 كلم شرق الفاشر، فإن الطيران نفذ غارات أدت إلى تدمير عدد من المنازل بالقرب من السوق ولم ترد معلومات عن إصابات بشرية.

وأكدت مصادر متطابقة من المواقع التي استهدفها الطيران بالقصف عدم إصابة أي من عناصر قوات الدعم السريع، لجهة أن جميع المواقع التي استهدفت مدنية وبعيدة عن المواقع العسكرية. 

لجان مقاومة شمال دارفور تدين قصف الطيران:

أدانت لجان مقاومة شمال دارفور، في بيان لها، أمس الأربعاء، قصف طيران الجيش لكل من «كتم وكبكابية وأم سيالة» والذي راح ضحيته العديد من المدنيين أغلبهم من النساء والأطفال، كما طال المرافق والمؤسسات الخدمية والحيوية.

وبحسب البيان، يعد قصف الجيش لهذه المدن سلوكًا إرهابيًا و”مخالفة واضحة للقوانين الدولية وانتهاكا صارخا لحقوق الإنسان.. وتدمير متعمد للبنية التحتية وسلوك جبان ومشاهد القتلى والجثث شيء يدعو للأسف ويجب أن تتم إدانته على أوسع نطاق”.

وناشد المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية بضرورة “التدخل العاجل والسريع والضغط على طرفي الحرب بالعودة  للمفاوضات عبر منبر جدة لا سيما وأن المعاناة بلغت مبلغا بعيدا وأن شعبنا لا زال يدفع أثمانا باهظة جراء هذه الحرب العبثية التي لا تبقي ولا تذر”.

استهداف ممنهج للقبائل العربية:

وقال أحد مواطني كبكابية، يدعى الشيخ بركة، في حديث لصحيفة الجماهير، إن استهداف الطيران للمناطق التي تقطنها القبائل العربية بولاية شمال دارفور أصبح شبه يومي وممنهج.

وأشار إلى أن جميع الغارات التي نُفذت في مناطق كتم وكبكابية استهدفت الأبرياء العزل، وأن أكثر من (90%) من الضحايا “نساء وأطفال” وتدمير منازل المواطنين والمؤسسات الخدمية، وأضاف “دُمرت المستشفيات ومحطات الكهرباء وبعض المدارس ورياض الأطفال”.

قصف الطيران الحربي لضواحي مدينة مليط
قصف الطيران الحربي لضواحي مدينة مليط، أبريل الماضي

وتساءل، لماذا يستهدفنا الطيران ونحن مواطنون في منازلنا هل بسبب انتماءنا القبلي أم بسبب وجودنا في شمال دارفور؟. وطالب المنظمات الأجنبية والجهات القانونية بالوقوف ميدانيًا في المناطق التي يستهدفها الطيران لترى هل هي منازل مواطنين أم ثكنات عسكرية؟.

وفي ذات الصعيد، أصدرت رابطة محامي دارفور بيانًا استنكرت فيه الغارات التي شنها الطيران الحربي على «مستشفى كتم الحكومي» و«مستوصف خليل نصر» بمدينة كبكابية.

 وأشار البيان إلى أن الغارات أدت إلى تدمير عدد من الأقسام وسقوط العديد من القتلى والجرحى معظمهم من النساء والأطفال.

واستنكرت العديد من القيادات الأهلية للرحل والرعاة بدارفور استهداف طيران الجيش للبوادي والفرقان التي تقع خارج دائرة الاشتباكات العسكرية بين الجيش والدعم السريع، الأمر الذي اعتبر استهداف ممنهج القصد منه زعزعة حياة الرحل وتدمير اقتصادهم وجر الحرب إلى مناطقهم الآمنة. مما سيكون لديه انعكاسًا سالبًا على خريطة التعايش الاجتماعي مستقبلًا، وعلى علاقة هذه الفئات بحكومة الأمر الواقع التي يأتمر الطيران بأمرها. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى