أخبار

رئيس التحالف الديمقراطي أسامة حسن: دعوات البرهان للحسم العسكري ستكون وبالاً عليه

تحولات كبيرة مر بها التحالف الديمقراطي للعدالة الانتقالية منذ انتخابه لمبارك أردول رئيسا بعد تكوينه قبل أن ينضم الكتلة الديمقراطية المناوئة لتحالف قوى الحرية والتغيير بعضوية جبريل إبراهيم ومني أركو مناوي والتوم هجو مروراً باعتصام الموز ما قبل انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر واليوم يتخذ التحالف موقفاً رافضاً للحرب لتي اندلعت في الخامس عشر من أبريل بعد أن قام بفصل قيادته القديمة الداعمة لاستمرار الحرب وانتخب رئيساً جديداً له هو الأستاذ أسامة حسن حسين حاورناه في هذه المساحة عن ظروف نشأة التحالف ومحطاته المتعددة وانسحابهم من الكتلة الديمقراطية وأسباب اندلاع الحرب وتصور التحالف لكيفية إيقافها وغيرها من القضايا فماذا قال:

حوار: الجماهير
(*) تحولات كثيرة مر بها التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية منذ نشأته، حدثنا عن ظروف وملابسات نشأة هذا التحالف، وأبرز محطاته بالإشارة لما عرف باعتصام الموز الذي سبق انقلاب الخامس والعشرين من أكتوبر؟
(*) التحالف الديمقراطي للعدالة الاجتماعية تحالف سياسي مدني تأسس بعد ثورة ديسمبر المجيدة، ويتكون من كُتل ثورية ومطلبية، ومنظمات مجتمع مدني ولجان مقاومة وتنظيمات سياسية وكيانات أهلية ينطلق من مشروع العدالة الاجتماعية كمبدأ باعتبار ان هناك خلل بنيوي في تركيبة الدولة السودانية منذ الاستقلال مما يستدعي العمل لإعادة التوزان المفقود كان التحالف جزء من اللجنة الفنية لإصلاح الحرية والتغيير ومن ثم كان جزء من مجموعة الحرية والتغيير التوافق الوطني التي دعمت انقلاب (25) أكتوبر، والذي اعتذرنا نحن في التحالف للشعب السوداني عن المُشاركة فيه، وآخر محطات التحالف كان في الكتلة الديمقراطية التي انسحبنا منها الآن.

(*) تبادلت الأطراف المتصارعة في السودان الاتهامات حول من أطلق الرصاصة الأولى في الحرب، فبرأيكم من بدأ حرب الخامس عشر من أبريل؟ ولماذا؟
(*) حرب الخامس عشر من أبريل خطط لها ورتبها الضُباط الاسلاميين داخل القوات المسلحة بالتنسيق مع قيادة النظام البائد، وذلك بهدف قطع الطريق أمام العملية السياسية الجارية آنذاك، والتي كانت ستقطع الطريق أمام قوى الردة والظلام للعودة لدفة الحكم من جديد، وبالتالي وفي سبيل الوصول للسلطة اختاروا الحرب كوسيلة.

(*) تحدثتم غير مرة عن رفضكم للتسويات الثنائية ماذا كنتم تقصدون وهل هي إشارة لقوى الحرية والتغيير المجلس المركزي؟
(*) واقع ما بعد الخامس عشر من أبريل يختلف عن ما قبله، فبالتالي نحن رؤيتنا للحل السياسي رؤية كاملة ومتكاملة، والحل القادم يكون بمشاركة كل السودانيين بتنوعهم وتعددهم وبأقاليمهم ومناطقهم. أي أن الحل القادم ليس (نخبوياً)، بل حل جمعي يُلبي طموحات السودانيين، ويؤسس لدولة جديدة بأُسس ومفاهيم مُختلفة، تُلبي رغبات شعبنا. ولذلك عندما نقول ان التسويات الثنائية لا تحل الازمة، فهنا نحن نستفيد من التجارب السودانية المُتكررة، ولا نقصد مجموعة محددة.

(*) في مؤتمركم الصحفي الذي انعقد في أغسطس الماضي عبرتم عن دعمكم لمنبر جدة التفاوضي، كيف تنظرون إلى فرص وحظوظ المنبر في صناعة حل للأزمة الحالية؟ خاصة مع دعوات قائد الجيش لاستمرار الحرب، والحسم العسكري؟
(*) نحن من أوائل الأجسام السياسية التي دعمت منبر جدة، وشجعت الأطراف المتصارعة للمضي قُدماً فيه، وتحقيق أحلام وتطلعات السودانيين في الوصول لحل يُفضي لوقف إطلاق النار. والحل الوحيد لهذه الأزمة هو التفاوض، فلذلك التصريحات التي يطلقها الفريق البرهان والتي يُصر فيها علي الحسم العسكري واستمرار الحرب، ستكون العواقب وخيمة عليه. والتاريخ أثبت أن كل الذين يتعنتون في الحل عندما تتاح لهم الفرص، سيكون خاسرين في الجبهتين. جبهة القتال، وجبهة الحل السياسي. ووقتها سيخرج (من المولد بلا حمص)، وأول الخطوات الحقيقية للحل السياسي هو إبعاد عناصر النظام البائد الذي يديرون وزارة الخارجية الآن، والتي تُمثل الوجه الخارجي لمُعسكر الجيش.

(*) كنتم جزءً من الكتلة الديمقراطية المناوئة لتحالف قوى الحرية والتغيير، واليوم تتحدثون عن أنه لا توجد كُتلة بالمعنى المفهوم، بل هي مجموعة أشخاص يبحثون عن مصالحهم الشخصية ما أسباب هذا التحول في موقف التحالف حيال الكتلة الديمقراطية؟
(*) نعم كنا جزء من الكتلة الديمقراطية ومن مؤسسيها وقتها، لكن بعد هذه الحرب كان موقف الكتلة غير أخلاقي، وسقطت في امتحان الوطنية. حيث كنا نريد من التنظيمات المنطوية تحت لواء الكتلة ان تطلع بمسؤوليتها ودورها السياسي، وأن تتحرك مع المُهتمين بوقف الحرب. غير أنها اختارت أن تتحالف مع النظام البائد، وتدعمهم وتشاركهم التنسيق والتخطيط للحرب. واستخدمت الكتلة وضعيتها السياسية لدعم الفلول، وبالتالي نحن في التحالف لا يمكن أن نُهادن في المواقف الأخلاقية. هناك مُعسكران فقط، مُعسكر التحول المدني الديمقراطي، ومعسكر الفلول. ونحن اختيارنا حيث اختار ثوار بلادي وشُرفاءها.

(*) فصلتم عدداً من قيادات التحالف بسبب ما قلتم أنها تجاوزات أُحيلت للجنة الانضباط التي قضت بفصلهم، ما كانت هذه التجاوزات؟ وهل تعذر أي حل آخر غير فصلهم؟
(*) صحيح اتخذنا قرارات بحق عدد من قيادة التحالف منهم (علي عسكوري) و(مبارك أردول)، وآخرين بسبب مُخالفتهم لأسس ولوائح التحالف، ودخولهم في تنسيق سري مع قيادة النظام البائد في عملية التخطيط للحرب. إضافة لدعمهم للحرب بصورة مُتطرفة ومعاداتهم اللا مُبررة لقوي الثورة، وهُم في الأصل قلة قليلة، تمثل كتلة او كتلتين داخل التحالف، فلذلك قررت الكُتل المؤسسة للتحالف وقف هذه (الهرجلة) التي تتم باسمه، وأُحيل المذكورين الى لجنة الانضباط ولم يظهروا التجاوب المطلوب ولم يمتثلوا لتوجيهات اللجنة، ما أدي في نهاية الأمر إلي فصلهم بشكل نهائي من التحالف.

(*) بعد حرب الخامس عشر من أبريل أطلقتم مُبادرة السودان يتعافى حدثنا عن هذه المبادرة وكيف تمضي؟
(*) مُبادرة السودان يتعافى الهدف منها العمل على استتباب واستقرار الأوضاع في أماكن الصراع، وهي مُبادرة مدنية شعبية نهدف من خلالها للعمل على لوقف الحرب عبر الضغط الشعبي والمُجتمعي، وقد فعلناها في عدة اماكن ومواقع، ومستمرين فيها إلى أن تتوج بوقف الحرب.

(*) أشار التحالف في مؤتمره الصحفي الشهير في أغسطس الماضي لدور فلول النظام البائد وكتائب الإسلاميين في إذكاء جذوة الصراع، فإلى أي مدي ساهم دخول الإسلاميين على الخط في استمرار وتصاعد المعارك؟
(*) النظام البائد وضُباط التنظيم داخل القوات المسلحة هم من خططوا لهذه الحرب ونفذها عناصرهم وكتائبهم المختلفة من الأمن الشعبي والدفاع الشعبي وكتائب الظل وكتائب المجاهدين وهيئة العمليات والدواعش وغيرهم من الكتائب المتطرفة للنظام المُباد، وهي التي تدير العمليات الميدانية الآن، وتتحرك باسم (القوات المسلحة)، وذلك بهدف التمهيد لعودة نظام حكمهم المقبور لكن سيطول حلمهم كثيراً، أمام صحوة شعبنا، ووعيه بما يدور.

(*) صاحبت حرب أبريل بعض الانتهاكات التي اتخذت طابعاً عرقياً من قبيل الاعتقالات والقتل على اساس جهوي، بينما أعلنت بعض القبائل والمُجتمعات المحلية انحيازها لطرفي الحرب على طريقة الفعل ورد الفعل. إلى أي مدى ساهمت مظاهر قبلنة الصراع في تعقيد المشهد؟ ومن يتحمل وزرها الأكبر برأيكم ؟
(*) للأسف حاول الفلول واعوانهم منذ اليوم الأول لتحويل هذه الحرب الي حرب عرقية وجهوية وسخروا الآلة الاعلامية لهم لهذا الغرض، وحددوا مُجتمعات بعينها، وأصبحت تستهدف هذه المكونات على أساس قبلي بحت، كما تعرض المئات من المنتمين لهذه المكونات لاعتقالات تعسفية ظالمة، رغم انهم لا ينتمون لأي جهة عسكرية. هذه الانتقائية جعلت مُكونات عديدة تستنكر هذا الشيء، لأن الصراع – في إطاره الظاهري – هو بين الجيش والدعم السريع، وهما مؤسسات دولة ولا ذنب لقبائلهم في ذلك. في تقديري الخط الذي يسلكه الفلول الآن سوف يؤدي إلى بداية النهاية للدولة عبر إذكاء الصراع الأهلي، وهذا ما نخشاه ونحاول بكل الطرق منعه. دائماً حرب الكُل ضد الكُل ينتهجها الخاسرون في الميدان، ويبررون بها هزائمهم المُتلاحقة.

(*) ما هو رأيكم في رؤية الحل الشامل التي طرحها قائد قوات الدعم السريع، وإلى أي مدى تتفقون أو تختلفون معها؟
(*) الرؤية التي طرحها الدعم السريع للحل السياسي الشامل خطوة إيجابية ومُوفقة، وتعبر عن احساسه واطلاعه بمسؤوليته أمام شعبه. ونحن في التحالف نعمل على طرح رؤيتنا للحل السياسي، وسننشُرها الأيام المقبلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ