رأي

علي أحمد يكتب: آن للشرق أن يختار بين العبودية والحرية (2-2)

ذكرنا أمس في الجزء الأول كيف انطلق اللواء أمن بدر الدين عبد الحكم من بؤرة النتانة (إذاعة أم درمان) لبث العنصرية والفتنة في شرق السودان.

بطبيعة الكيزان فإنهم عنصريون يقوم تنظيمهم على محاصصات قبلية، يرأسه شمالي وينوب عنه آخرون من الشرق والغرب، هذا عرف وقانون معلوم للكافة، لكننا لسنا بصدد نقاش تقاسم السلطة على أساس قبلي وجهوي داخل حزب المؤتمر الوطني المحلول الآن، وإن كنا سنعود إليه تفصيلاً فيما بعد.
لا أعرف حتى الآن ما إذا كان قائد مليشيا (سناء) عبد الفتاح البرهان قد اتخذ إجراءات ضد الجندي في المليشيا (اللواء أمن)ـ أم لا؟ وإن كنت أجزم بأنه لم ولن يتخذ أي اجراء، فالبرهان نفسه شريك في هذا العنصرية ومعروف عنه النزعة الجهوية والقبلية أكثر من ولائه التنظيمي لجماعته.
يحاول الكيزان بعد أن فشلوا في الحرب وهزموا هزائم قاسية، يحاولون إثارة الفتن القبلية في شرق السودان ونقل الحرب إليه، يا لغبائهم، فالحرب إن انتقلت للشرق، انتقلت لعقر دارهم في الشمال مباشرة و(في رمشة عين)، لكن غبائهم الذي بسببه أدخلوا البلاد في حرب لا أفق له ولا نهاية، هو الذي (يصوّر) لهم أن إشعال فتنة قبلية في الشرق من شأنه أن ينفس عليهم قليلاً بعد أن صار واضحاً للكل بأنهم ليس لديهم ما يقدمونه للجيش بل يعيشون بالتطفل عليه، ودونكم فشل ما يسمى بالاستنفار الذي لم يستنفر أحدا. وهاهم يتباكون في منابر المساجد في ولايات الشمال يحثون الناس على الموت، ولا أحد يريد الموت من أجل أن يعودوا هم إلى السلطة فيفسدوا في الأرض ويفسقوا، لا أحد يريد الموت من أجل الكيزان ومشروعهم السلطوي.
يريد الكيزان في ظل هذه الأزمة أن يثيروا الغبار في الشرق ليتمكنوا من خنق الجيش مجدداً والسيطرة والتحكم في قيادته، فدفع حزبهم بأجبن وأخسأ وأسوأ وأغبى عضو فيه، وهو اللواء العنصري النتن بدر الدين، كثير الكلام قليل الأفعال، الذي يعرفه رصفاءه في جهاز أمنهم بالتهور والبلادة المطلقة.

ويشهد أهل ولاية كسلا أن حقبة توليه مسؤولية جهاز الأمن في المدينة، كانت الأسوأ والأكثر توتراً، وكان مكروهاً من قبل الجميع، لا أحد يقترب من (عبيط أهطل)، الجميع يتجنبونه، لأنه عاشق للفتنة يمشي بين  الناس بنميم، حتى سماه أهل كسلا (بالحكّامة) والحكامات بريئات منه، وكان يجب عليهم تسميته ( القوادة).

على أهل الشرق أن يعلموا أن الكيزان كتنظيم وليس لواءهم السافل الهارب من المعركة، هم الذين يقفون وراء حملات الكراهية والعنصرية، فحزب المؤتمر الوطني العنصري هو الذي أوعز لعضوه (بدر الدين) بهذا الحديث في هذا التوقيت. لذلك على قبائل البني عامر والحباب أن يتخذوا قرار واضح وواحد، وهو انضمام كل شبابهم لمعركة التحرر من قوى الشر الكيزانية الدائرة الآن، والتي تريد تمزيق البلاد، سيادتها وأرضها ونسيجها الاجتماعي، وحمل السلاح -بالتنسيق مع قوات الدعم السريع- كتفا بكتف وظهرا بظهر، وإلا فإن البديل هو استجداء المواطنة وتسولها ممن لا يملك، والاستعداد لاستئناف المعارك العبثية الصغيرة بينهم وبين النوبة – التي توقفت فجأة – يا سبحان الله- بعد الانقلاب؟- تلك المعارك التي كان يديرها ذلك الكوز من مكتبه بقيادة الاستخبارات العسكرية ويموت فيها البني عامر والنوبة سمبلة!

اما آن الأوان يا شعوب الهامش أن تعووا وتوجهوا بنادقكم صوب العدو الحقيقي وتقتلوا ذلك (الكوز) الرجيم فتنتهي معاناتكم وتشعروا حقاً وحقيقة بأنكم أسياد في بلدكم لا رعايا وغرباء ولاجئين! هذا هو طريق الحرية وذاك طريق العبودية، ولكم أن تختاروا يا شعوب البني عامر وشعوب الهامش كافة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: شارك الخبر، لا تنسخ