الخرطوم – الجماهير
أعلنت الوساطة الجنوبية رسميًا عن استئناف المفاوضات بين الحكومة الإنتقالية والحركة الشعبية – شمال بقيادة عبد العزيز آدم الحلو في الخامس والعشرين من مايو المقبل، في جوبا عاصمة جنوب السودان.
وقررت الوساطة تعليق التفاوض بين الطرفين في أغسطس 2020م، بعد اصطدامها بعقبة الخلافات بشأن فصل الدين عن الدولة وطرح الحركة مسألة الانفصال.
لكن رئيس مجلس السيادة الإنتقالي، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقع مع رئيس الحركة الشعبية -شمال، عبد العزيز آدم الحلو، في الثامن والعشرين من مارس الماضي، على اتفاق إعلان مبادئ، نص على فصل الدين عن الدولة وهو ما ظل يشكل عقبة كؤود أمام مفاوضات السلام.
وبحث البرهان لدى لقائه بالقصر الجمهوري اليوم الإثنين، وفد لجنة الوساطة الجنوبية برئاسة المستشار توت قلواك مستشار الشؤون الأمنية لرئيس جمهورية جنوب السودان، سير تنفيذ إتفاق جوبا لسلام السودان وإستعرضا كل خطوات التنفيذ بدءً من تكوين الحكومة الإنتقالية وأجهزتها ومجلس السيادة.
وأعلن توت قلواك أن إجتماعا مشتركا سيلتئم بين الوساطة والأطراف الموقعة على إتفاق جوبا لسلام السودان، لافتًا إلى وجود لجان تعمل حاليا على معالجة القضايا المتصلة بالحكم الإقليمي وتعيين الحكام، بجانب متابعة مسار تنفيذ الترتيبات الأمنية.
وأوضح قلواك أن اللقاء مع البرهان تطرق لملف شرق السودان والذي يتطلب جلوس كل أهل الشرق وحوارهم من أجل التوصل إلى إتفاق يرضي جميع المكونات في شرق السودان حتى يتحقق الأمن والاستقرار في الإقليم.
كما تطرق لمساري الشمال والوسط، وبحث القضايا المتصلة بمعالجة بعض التحديات التي تواجه المسارين خاصة فيما يتعلق بتقسيم الثروة.
وقال المستشار توت إن إتفاق إعلان المبادئ الذي وقعه البرهان والحلو، بمدينة جوبا مؤخرا، أرضى جميع الأطراف، معلنًا أن الخامس والعشرين من مايو المقبل سيشهد إنعقاد أول جلسة للتفاوض بين وفدي الحكومة والحركة الشعبية شمال لترجمة ما تم الإتفاق عليه، مشيراَ إلى الدور الكبير الذي لعبه وفد الحكومة برئاسة الفريق أول محمد حمدان دقلو النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الإنتقالي وعضوي المجلس ، الفريق أول ركن شمس الدين كباشي والأستاذ محمد حسن التعايشي، في التوصل إلى إتفاق جوبا لسلام السودان.
وأكد رئيس لجنة الوساطة الجنوبية، إستعداد اللجنة لإستكمال مسيرة السلام في السودان، مبينا أن رئيس حركة جيش تحرير السودان عبد الواحد محمد نور، يجري حاليا مشاورات مع الرئيس سلفاكير بجوبا، حول رؤيته بشأن كيفية التفاوض مع حكومة السودان.
وأعرب رئيس الوساطة عن أمله في أن تكلل كل هذه الجهود بتحقيق السلام، بإعتبار أن السلام والإستقرار في السودان يمثلان سلاماَ واستقراراَ لدولة الجنوب، وأضاف قائلاَ ” نحن شعب واحد في دولتين.
إلى ذلك، كلفت الجنة الوطنية لمتابعة تنفيذ إتفاق جوبا، خلال إجتماع بالقصر الجمهوري اليوم الإثنين، برئاسة عضو مجلس السيادة محمد حسن التعايشي وبحضور أعضاء مجلس السيادة، والدكتور عبد الله حمدوك رئيس مجلس الوزراء، بجانب ممثلي أطراف السلام المختلفة، لجنة مكونة من كبار المفاوضين من مسارات الاتفاق المختلفة، بمواصلة مراجعة الجداول الفنية والزمنية الخاصة بتنفيذ إتفاق السلام.
وقال عضو اللجنة نور الدائم محمد أحمد طه، إن الإجتماع، أستعرض تقارير اللجان المختلفة والخاصة بمعالجة قضايا المسارات المختلفة ومسار الشرق، بجانب الاختلالات في تلك المسارات، لافتا إلى أنه تم إرجاء تلك القضايا لمناقشتها خلال الإجتماع المقبل.
وأشار إلى أن هناك مقترحا ببدء آليات تنفيذ الإتفاق، اعتباراً من الخامس عشر من أبريل الجاري، على أن يتم إستثناء القضايا الأخرى التي تم البت فيها، أو التي بدء النقاش حولها كمؤتمر الأقاليم وغيرها.
وأوضح نور الدائم أن هنالك مقترحا من اللجنة الفنية على جدولة القضايا الهامة التي تحتاج إلى إتخاذ القرارات العاجلة، بما فيها تعيين حاكم إقليم دارفور وولاة الولايات الأخرى.