أخبار

إدارة بايدن تطلق مبادرة جديدة لإنهاء الحرب في السودان

فورين بوليسي/ 23 يوليو 2024م.

بقلم: روبي جرامر

“هو مراسل للدبلوماسية والأمن القومي في مجلة فورين بوليسي، وكان يتولى لمدة ثلاث سنوات، قبل انضمامه إلى (FP) في عام 2016م، إدارة ملف الناتو في المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن. وهو خريج الجامعة الأمريكية حيث درس العلاقات الدولية والشؤون الأوروبية”.

ترجمة: الطيب علي حسن

تعمل الولايات المتحدة على استئناف جديد لعملية السلام في السودان الذي مزقته الحرب وتقوم إدارة بايدن بترتيب محادثات رفيعة المستوى الشهر المقبل تهدف إلى إنهاء الحرب الدامية.

إن إدارة بايدن تعمل على إطلاق مبادرة جديدة تهدف لإنهاء الحرب في السودان. والتي تعد أحد أكثر الصراعات دموية في العالم؛ وذلك من خلال محادثات سلام جديدة بعد أشهر من المفاوضات التي جرت خلف الكواليس، وفقًا لخمسة مسؤولين حاليين وسابقين مطلعين على الأمور.

وتعتزم الولايات المتحدة عقد محادثات بين طرفي الصراع في السودان، وذلك في الشهر المقبل بسويسرا. وتهدف هذه المحادثات إلى إحياء الجهود المتوقفة منذ مدة طويلة، وتسريع إنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، والذي جعل ملايين آخرين يواجهون خطر المجاعة الوشيكة. وبحسب المسؤولين، فإن كل من دولتي سويسرا والمملكة العربية السعودية ستشاركان في استضافة المحادثات المرتقبة. كما أنه،  ستتم دعوة القوى والمؤسسات الإقليمية الأخرى، التي تسعى إلى إنهاء الصراع كمراقبين للمحادثات؛ بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات العربية المتحدة، حيث من المقرر إجراء المحادثات في منتصف أغسطس.

وقال مسؤولون أمريكيون -فضلوا عدم كشف أسمائهم لأنهم غير مخولين بالتحدث- إن المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، يعتزم إطلاع مشرفي الكونجرس على خطة المحادثات هذا الأسبوع. وأكدوا أيضا، أنه يعتزم أن يشارك بكل فعالية في إقناع كبار المفاوضين من طرفي الصراع بحضور المحادثات المقبلة. كما أنهم قالوا أيضا، إنه وفي حال أبدى طرفي الصراع جديتهما بشأن إنهاء الصراع وإرسال كبار المفاوضين إلى المحادثات؛ فإن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن والسفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد -كلاهما شاركا بشكل وثيق في الشأن السياسي السوداني- سيفتتحان أو سيترأسان المحادثات بشكل مباشر. 

وقال بلينكن خلال مقابلة في منتدى “أسبن، Aspen” الأمني ​​في 19 يوليو/تموز: “ربما تكون الأوضاع في السودان الآن، أسوأ أزمة إنسانية في العالم، ولكن مع ذلك فهو لا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه”. وفي سياق ذلك قال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأمريكية -شريطة عدم الكشف عن هويته- إن بلينكن “منخرط بشكل شخصي للغاية في الشأن السياسي السوداني، بما في ذلك المبادرات المقبلة”. وأضاف: “ينظر الكثير من العالم إلى هذه الأزمة على أنها معقدة للغاية، أو أنهم يتجاهلون ذلك، ونحن ننظر إلى هذه الأزمة ونقول: نعم، إنها معقدة للغاية، وعلينا أن نجد طريقة لحلها. 

وفي وقت سابق من هذا الشهر، استضاف القائد العام للقوات المسلحة السودانية، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد لإجراء محادثات في بورتسودان، العاصمة المؤقتة للسودان تحت قيادة القوات المسلحة السودانية. وهذا، حيث لا يزال كلا طرفي الصراع يتنافسان على السيطرة الكاملة على العاصمة الخرطوم.

 ومنذ يونيو/ حزيران، استولت قوات الدعم السريع على مساحات شاسعة من الأراضي حتى الحدود مع إثيوبيا وجنوب السودان، الأمر الذي يزيد من خطر تمدد الصراع إلى مناطق جديدة، ويهدد عملية السلام الهشة في منطقة تيغراي بإثيوبيا بعد حرب مدمرة هناك انتهت عام 2022م.

ويحذر المسؤولون الأمريكيون وعمال الإغاثة الذين يركزون على السودان، من أنه وعلى الرغم من أن الحرب في أوكرانيا وغزة طغت على حرب السودان، إلا أن الصراع السودان يتجه إلى أن يصبح الأكثر دموية في العالم، كما أنه يمكن أن يتحول إلى أزمة إقليمية كاملة دون أي تدخل دولي. 

وفي عام 2021م، استولى البرهان على السلطة عبر انقلاب عسكري بمساعدة قائد قوات الدعم السريع، الفريق أول محمد حمدان دقلو، المعروف باسم “حميدتي”، مما أدى إلى عرقلة الجهود المستمرة منذ سنوات لإكمال التحول الديمقراطي في السودان. وتصاعدت التوترات بين القائدين مع تنافسهما على السلطة، حتى اندلعت الحرب في أبريل 2023م.

وقد فشلت الجهود السابقة للتوسط من أجل الوصول إلى اتفاق سلام، وهي الجهود التي جرت في شكل محادثات استضافتها مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية. وهو الأمر الذي دفع بيرييلو ومبعوثين آخرين إلى الضغط من أجل إعادة تحديد مبادرة جديدة لرعاية المحادثات المقبلة التي ستتم بمشاركة القوى الإقليمية الأخرى والولايات المتحدة.

 وتأتي هذه المبادرة في أعقاب الجهود الأخيرة التي بذلها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان، رمطان لعمامرة، لإقناع ممثلي قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بالحضور إلى محادثات غير مباشرة في جنيف، مع التركيز على الأهداف المحدودة المتمثلة في توسيع نطاق وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين. ولم يجتمع الوفدان بشكل مباشر، على الرغم من أن الأمم المتحدة وصفت المحادثات بأنها “خطوة أولية مشجعة في عملية أطول ومعقدة”.

وتهدف المفاوضات التي تتوسط فيها الولايات المتحدة إلى تحقيق هدف أشمل تتمثل في الجمع بين الجانبين وجهاً لوجه بهدف إنهاء الحرب. وقال كاميرون هدسون، الخبير في الشؤون الأمريكية الإفريقية: “إذا أتت جولة جديدة من محادثات السلام بثمارها، فإن ذلك يعني أن كل هذه الجهات الخارجية التي كانت تقود الصراع ستنضم الآن إلى عملية السلام”. وإذا كان ذلك صحيحا، وكان الجميع يمضون في نفس الاتجاه، فإن ذلك سيعطينا مبررا لبعض الأمل في السودان، للمرة الأولى حقا”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى