رأي

د. أبوعسل السيد أبوعسل يكتب: اللوبي الليبرالي للأخوان المسلمين في واشنطن

حول قرار وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات اقتصادية على قائد قوات الدعم السريع الفريق أول دقلو:

أصدرت وزارة الخزانة الأميركية أمس الثلاثاء قرارًا يقضي بفرض عقوبات وقيود اقتصادية على الفريق أول محمد حمدان دقلو. يترتب على القرار عدة أمور، أولًا تجميد أية أموال أو أرصدة للرجل داخل الولايات المتحدة. ثانيًا: يصبح لزامًا على الأفراد من حملة الجنسية الأميركية والمؤسسات الأميركية عدم التعامل المالي مع الشخص موضوع العقوبات، ويشمل ذلك تعاملات البيع والشراء وتقاضي الأموال.

لعله من نافلة القول إن مثل هذه القرارات تقف وراءها بعض مجموعات الضغط أو إحداها على الأقل، ويفسر ذلك إلتقاء رئيس سلطة الأمر الواقع الفريق عبد الفتاح برهان في نوفمبر/تشرين الثاني المنقضي بمجموعة من الأميركان في بورت سودان الذين كانوا نواة لمجموعة ضغط لأغراض تحويل دفة الصراع لمصلحة الحركة الإسلامية. بطبيعة الحال الأمر برمته مرهون بمن بدفع وكم يدفع.

ما لا يعلمه غير الأميركيين وكثير من الأميركيين أنفسهم، هو أن القانون الأميركي يسمح لأي مواطن أميركي أن يكون وكيلًا لدولة أخرى، داخل الولايات المتحدة، شريطة أن يسجل نفسه رسميًا لدى السلطات الأميركية بهذه الصفة، وهكذا تتكون مجموعات الضغط.

من جهة أخرى إن مثل قرار وزارة الخزانة، الذي نحن بصدده وما سبقته من أنشطة دعائية مهدت له، يستند على بعض التقارير والشهادات لا سيما الشهادة التي أدلى بها سلطان دار مساليت أمام الأمم المتحدة قبل عدة أسابيع، وتقرير نيويورك تايمز الأخير بصفة خاصة، وما يسمى «بمنصة مرصد النزاع السوداني» ذات التغطية الأحادية.

على الرغم من أن النيويورك تايمز، وهي صحيفة ذات ميول ليبرالية وصيت وسطوة داخل الولايات المتحدة، عنونت تقريرها بانتهاكات طرفي النزاع في السودان لكنها كرسته بالكامل للدعم السريع ولم تورد حرفًا عن انتهاكات القوات المسلحة أو كتائب البراء الإرهابية. وحذت الحذو ذاته منصة المرصد الممولة من قبل الحكومة الأميركية.

ربما جاء هذا القرار، في هذا التوقيت بالذات، في محاولة لمن يقف وراءه من الأطراف السودانية، وهي عديدة بخلاف الحركة الإسلامية، عرقلة تكوين حكومة وطنية بشراكة بين قوات الدعم السريع والقوى الوطنية المناهضة لمشروع الحركة الإسلامية السودانية، لاستعادة السيطرة على السلطة في البلاد الأمر الذي بموجبه أشعلت شرارة هذه الحرب.

أما إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، المنقضية ولايته هذا الشهر، فلربما رمت من القرار إلى بعض العزاء علها تجده حيال التهنئة التي أعلنتها قيادة قوات الدعم السريع للرئيس المنتخب دونالد ترمب عشية فوزه في الانتخابات الرئاسية على مرشحة الحزب الديمقراطي كمالا هاريس نائبة الرئيس بايدن، أو تكريسا لكيلها المختل، أي إدارة بايدن، أسوة بنزاع غزة والحرب الأوكرانية.

د. أبوعسل السيد أبوعسل
شيكاغو/ الولايات المتحدة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى