تقارير وتحقيقات

 معارك «جبل اوم»: كيف نقلت القوة المشتركة الحرب إلى حدود غرب دارفور؟ 

تقرير: أبو أمنية

تمكنت قوات الدعم السريع، أمس الاثنين، من إلحاق هزيمة كبيرة بمتحرك عسكري يتبع للقوة المشتركة بالقرب من مدينة “كلبس” شمالي ولاية غرب دارفور، بعد معارك راح ضحيتها عدد كبير من القتلى والجرحى وتدمير آليات قتالية. 

وتعدّ مدينة “كلبس”، الواقعة في الضفة الشرقية للمجرى المائي الذي يفصل بين السودان وتشاد، إحدى أهم المدن بولاية غرب دارفور، ومقرًا لإدارة سلطنة “دار قمر”.

عقب سيطرة قوات الدعم السريع على قيادة الفرقة 15 مشاة في مدينة الجنينة، في نوفمبر من العام الماضي، فرّ الآلاف من عناصر قوات الجيش إلى “كلبس”، واتخذوها ملاذًا آمنًا لهم، لكن القيادات الأهلية ورموز المجتمع أجبروهم على الابتعاد من المدينة. وإثر ذلك، اضطر ضباط الجيش وجنوده للعبور إلى داخل الأراضي التشادية واستسلموا للقوات الرسمية، بعد تجريدهم من السلاح واستلام الآليات القتالية في مشهد حير جميع المراقبين.

بعد تلك الفترة، عاشت المدينة في أمن واستقرار بفضل جهود الإدارات الأهلية وقوات الدعم السريع التي تمركزت بعيدًا عن المدينة، وشُكلت لجنة مجتمعية من أبناء “كلبس” لتقوم بمهام الشؤون الإدارية والحكم.

رويدًا رويدًا بدأت جيوب القوات المشتركة تتسلل إلى داخل المدينة تحت غطاء القبيلة واستغلال بعض أصحاب الأجندات السياسية، وبدأ الاستقطاب السري لصالح بعض الحركات المسلحة وهي العدل والمساواة -جناح جبريل، وحركة تحرير السودان -جناح مناوي، والتحالف السوداني. 

استشعرت الإدارات الأهلية بالخطر الذي تنامى في المنطقة، بعد أن أصبح نشاط منسوبي الحركات المسلحة واضحًا وسياراتهم العسكرية تجوب المدينة شرقًا وغربًا واتخذت إحدى المؤسسات الحكومية مكاتب رسمية لها.

استنفرت هذه الحركات بعض أبناء المحليات الشمالية وبعض اللاجئين السودانيين في معسكرات شرق تشاد، وأفادت مصادر بأن الطيران الحربي التابع للجيش السوداني أجرى عدة عمليات إسقاط جوي، هي عبارة عن إمداد عسكري، في منطقة “أم سروج” وبعض المناطق المجاورة.

نشاط الحركات المسلحة في “كلبس” و”أم سروج” لم يكن خافيًا على قوات الدعم السريع، لا سيما بعد أن هددت قيادات بارزة في حركة العدل والمساواة -جناح جبريل بعض الإدارات الأهلية لقبيلة “الارنقا” في منطقة “أم سروج” ومنعتهم من التوقيع على وثيقة تعايش سلمي بين المكونات السكانية في المنطقة.

في خضم هذه الظروف، عقدت قيادات الدعم السريع اجتماعًا مع ممثلي الإدارات الأهلية بحضور وكيل سلطان القمر وعشرات القيادات الأخرى، وأقرّ جميع الحاضرين من قيادات “كلبس” بوجود قوة من المشتركة داخل المدينة، وطالبوا بمهلة ثلاثة أيام لطردهم خارج “كلبس”.

وبحسب مصادر تحدثت لـ«صحيفة الجماهير»، فإن قادة القوة المشتركة رفضوا مغادرة المدينة، وأعلنوا أن “كلبس” ستكون بوابة السيطرة على الجنينة كبرى مدن غرب دارفور، وبثوا مقاطع فيديو في وسائل التواصل الاجتماعي،  يقولون فيها إنهم سيطروا على “كلبس”.

تفاجأت قوات الدعم السريع التي كانت تتمركز في أحد المعسكرات، أمس الاثنين، بهجوم من القوة المشتركة قوامه أكثر من (80) مركبة قتالية، بحسب المصادر. 

وأشارت المصادر إلى أن اشتباكات وقعت في منطقة “اوم” شرق مدينة كلبس، وتمكنت قوات الدعم السريع من القضاء على المتحرك، والاستيلاء على أكثر من (24) عربة قتالية بكامل عتادها، بينما تم تدمير (8) أخريات، وتمكن الناجيين من العبور إلى داخل الأراضي التشادية، عقب أن قامت السلطات التشادية بتجريدهم من السلاح.

ونشرت قوات الدعم السريع تعزيزات عسكرية كبيرة في المنطقة، عقب سيطرتها عليها. وتُعدّ معركة “اوم” المواجهة العسكرية الأولى بين قوات الدعم السريع التي تسيطر على ولاية غرب دارفور والقوة المشتركة المدعومة من الجيش.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى