اجراءات بناء الثقة.. جدة تحدد صاحب الطلقة الأولى في حرب السودان
4 أسابيع مضتآخر تحديث 08/11/2023
26 3 دقيقةقراءة
الخرطوم – الجماهير: عندما يتحدث السياسيون عن (إجراءات بناء الثقة) فى اي عملية تفاوضية، فإن المؤكد أن ما يعنيه ذلك هو أنهم فشلوا في التوصل إلى حلول يجمع عليها طرفي الصراع. قالت الوساطة التي تيسر المفاوضات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بجدة، الثلاثاء، إن طرفي النزاع أقرا مطلوبات لبناء الثقة، جاء فيها اتخاذ إجراءات حيال الجهات التي تؤجج الصراع واحتجاز الهاربين من السجون.
وتتوسط السعودية وأميركا والاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية المعنية بالتنمية ـ إيقاد، بين الجيش والدعم السريع اللذان يتقاتلان بضراوة منذ 15 أبريل من هذا العام، في مناطق واسعة من السودان.
المتأمل لهذه الإجراءات لا يمكنه ايجاد تفسير غير أن الوساطة وطرفي القتال الذي اندلع منتصف ابريل في السودان بين الجيش والدعم السريع، وجدوا اجابة سؤال من اطلق الرصاصة الأولى، وقرروا محاصرتها حتى يجدوا طريق الحل.
فالاصوات التي تنادي باستمرار الحرب، وترفع شعال لا صوت يعلو على صوت المعركة وتسخر كل الامكانيات الدعائية لتاجيج الصراع هم الاسلاميين وانصار النظام البائد .
ولم يفسر البيان المقصود من عبارة” الهاربين من السجون “حيث فر الاف النزلاء من المعتقلات في أسابيع القتال الأولى، لكن أشهر الذين غادروا السجون كانوا هم من قادة النظام السابق الذين تُثار ضدهم اتهامات بالتخطيط لهذا الحرب ومشاركة أنصارهم في القتال إلى جانب الجيش.
ويأتي هذا الاتفاق بعد توقف المفاوضات في يونيو الماضي، نتيجة “الانتهاكات الجسيمة والمتكررة” لوقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في مايو الماضي.
وتسببت الحرب في تشريد 5.9 مليون شخص من منازلهم بينهم ثلاثة ملايين طفل، كما رافقها طابع تدمير للبنية التحتية، وسط مخاوف من تحولها لنزاع أهلي في ظل حالة الاستقطاب الحادة.
ويرى مراقبون أن الاتفاق على إجراءات بناء الثقة يمثل خطوة إيجابية نحو إنهاء الحرب، إلا أن تنفيذ هذه الإجراءات سيكون تحديا كبيرا، خاصة في ظل استمرار الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتحاربة.
يقول الكاتب الصحفي محمد حامد جمعة أن مفاوض الدعم السريع إستدرج الجيش في الجولة السابقة لوضعية الند للند والأطراف المتوازية ونزع عنه صفة تمثيل الحكومة.
محمد حامد جمعة – كاتب صحفي
وفي الجولة الحالية كسب بشروط ترتيبات بناء الثقة وضعية صك دولي بتوقيع الوساطة ان الحرب إسلامية النشأة او التصعيد.
ويضيف جمعة وان الرواية التي قام عليها الخطاب الإعلامي والسياسي للاطراف المناهضة للجيش استند على مطلب القبض على الإسلاميين واعادهم للسجون.
ولفت إلى ان الامر وفقا للشروط فانه يطال أطرافا اخرى يفهم انها مساندة للجيش من اعلاميين وكتل سياسية تحت بند تأجيج الصراع وعرفا وحكما ليس للدعم إعلام رسمي من تلفاز وإذاعة وبالتالي غالب الاشتراطات واجبة التنفيذ من خصمه الذي على الطاولة.
وقال أن النقطة الاشد وضوحا ان الجولة كأنما بداية من اول السطر وليست إستكمالا لجولات مضت كان يفترض ان يكتب في بيانها الإفتتاحي (إستئناف) وليس (بدء) وان تذكر المرجعيات بالنص والترقيم من المتفق عليه سابقا وهو ما لم يرد لا في خطاب الافتتاح او الختام.
من جهته، يقول الصحفي عثمان فضل الله أن الجيش بصدد مراجعة موقفه من الحرب والسعي الي وقفها عبر التفاوض.
ويتابع فضل الله ، علي قيادة الجيش اتخاذ القرار المناسب بفك الارتباط مع فلول النظام البائد والذين ثبت بشكل جلي انهم لايعلمون لصالح وطن ولا حتى لصالح فكرتهم التي لها ينتمون فالمجموعة التي أشعلت الحرب هي مجموعة حرامية تريد العودة للحكم باي ثمن لحماية أنفسهم من المساءلة، ولا ترغب في إيقاف هذه الحرب حتى لوكانت نتائجها بائنة الملامح هي انهيار الدولة المسماة السودان.
ويقول فضل الله لعل مخرجات جولة مفاوضات جدة التي أعلنت اليوم وضعت خارطة طريق واضحة يجب السير عليها وعدم التردد في تنفيذها وعندها سيرى الجيش الالتفاف الجماهيري الحقيقي حوله،الخالي من خطاب الكراهية وإفشاء العنصرية وتحريض المجتمع بعضه على بعض.
ويختتم حديثه قائلاً “أن مخرجات جدة اليوم وضعت الجيش بين خيارين لا ثالث لهما وهما السودان او الاسلاميين من قيادة النظام البائد.”
عثمان فضل الله – صحفي
أما مستور احمد محمد رئيس المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني فيقول على الجيش اتخاذ قرار ايقافها دون النظر لحسابات الربح والخسارة و عزل الاسلاميين داخل الجيش لتورطهم في اشعالها و تحصين نفسه من أي اختراق سياسي. هذه القرارات الشجاعة والصحيحة والتي ستجد الدعم من السودانيين.
يبدو أن الأطراف المتحاربة في السودان مستعدة للتوصل إلى حل سلمي للصراع الذي تشهده البلاد منذ خمسة أشهر. إلا أن تنفيذ اتفاقات بناء الثقة سيكون تحديا كبيرا، خاصة في ظل استمرار الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتحاربة.